سفير ليتوانيا لدى الدولة راموناس دافيدونيس:

30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الامارات وليتوانيا

30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الامارات وليتوانيا

-- نتطلع لمسارات أعمق للصداقة والتعاون وتحفيز الإبداع والابتكار

قال سعادة راموناس دافيدونيس سفير جمهورية ليتوانيا لدى الدولة ان بلاده تتطلع لتطوير علاقاتها مع دولة الامارات العربية المتحدة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والتعليمية .
وذكر في تصريح صحافي أمس, بمناسبة الاحتفال بمرور 30 عاماً على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الامارات وجمهورية ليتوانيا انه بعد مضي ثلاثة عقود، ازدهرت علاقات الصداقة والتعاون ما بين البلدين ولا زالت تنمو لتصبح أكثر عمقًا بما يخدم مصلحة الشعبين .

ومضى قائلا " لقد جاء اعتراف دولة الإمارات العربية المتحدة بليتوانيا بوصفها جمهوريةً ديمقراطيةً مستقلة في 16 أكتوبر عام 1992، خطوة مهمة بالنسبة لنا , ومنذ ذلك الحين انطلقت العلاقات الدبلوماسية المتينة بين البلدين الصديقين .  

واكد ان هناك العديد من العوامل المشتركة التي تجمع ما بين ليتوانيا والإمارات العربية المتحدة لا سيما فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية والأهداف التنموية، فكلتا الدولتان تطمحان لاحتلال الصدارة مجال الابتكار لتكون كلٌ منهما مركزًا لاستكشاف الأفكار الجديدة ونقطة انطلاقٍ للشركات الناشئة، وسفيرةً مدافعةً عن البيئة والتنمية المستدامة – تلك كلها مجالاتٌ تميّزت فيهما الدولتان على مدار 30 عامًا وستكون بلا شك منبع ازدهارٍ وتعاونٍ ما بينهما في المستقبل القريب.

واشار الى انه تم افتتاح سفارة ليتوانيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي في عام 2020 بهدف تعزيز العلاقات ما بين البلدين. وبحلول ذلك الوقت، كان العديد من رجال الأعمال الليتوانيين المحترفين قد صنعوا سمعةً طيبةً بالفعل في دولة الإمارات.
وقال انه مع ازدياد أعداد الأوروبيين الذين يتخذون دولة الإمارات موطنًا ثانيًا لهم، وازدياد عدد الإماراتيين الذين يكتشفون جمال ليتوانيا، أصبح لا بد من تعزيز سبل التعاون والتفاهم المشترك ما بين البلدين مع العمل يدًا بيد لتحقيق خير ورفاه شعبهما.

واوضح انه على مدار السنوات الثلاثين الأولى من العلاقات الرسمية التي تجمع ما بين دولة الإمارات وليتوانيا، بدت أوجه التشابه والسعي المتبادل لكلا البلدين نحو ترك بصمتهم الخاصة في مجالات خبرتهم واضحةً وجليّة.

واضاف قائلا " تحمل السنوات الثلاثين القادمة في طياتها آفاقًا أعمق للصداقة والتعاون بينهما. إنّ وجهات نظرنا وخبراتنا الإقليمية تكمل بعضها البعض بطرقٍ تحفز إبداعنا وتعزز سعينا نحو مضاعفة العمل والابتكار، وبتوحيد جهودنا، بوسعنا المساهمة بشكلٍ فعّال في خلق عالمٍ أكثر استدامة وسلمًا."
وقال انه على الرّغم من كون ليتوانيا دولةٌ صغيرةً من حيث المساحة - 65.3 ألف متر مربع ممتدةٌ على الساحل الشمالي الشرقي لبحر البلطيق ولا يتجاوز عدد سكانها 3 مليون نسمة – إلّا أن شعبها يمتاز بطموحه الكبير وسعيه الدؤوب لترك بصمته الخاصة على الصعيد الدولي.

التميز والابتكار
وقال سعادة السفير الليتواني لدى الدولة " تعد الطبيعة إحدى الكنوز العزيزة على قلوب أفراد الشعب الليتواني، وهي قيمةٌ توارثوها جيلًا بعد جيل. لذا، نجد أنّ العلماء والمبدعين الليتوانيين لا يدخرون جهدًا في سبيل إيجاد حلولٍ لظاهرة تغير المناخ مع التركيز على علوم الحياة.
وأشار الى انه على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة، وضعت ليتوانيا نصب عينيها هدفًا طموحًا بأن تصبح رائدة في مجال علوم الحياة في المنطقة بحلول عام 2030، لا سيما كون هذا القطاع يساهم فيما نسبته 5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، إذ تم استثمار 400 مليون يورو في تطوير البنية التحتية المخصصة لعلوم الحياة في الدولة، الأمر الذي أتاح لهذا القطاع الحيوي النمو بنسبة 22 بالمائة سنويًا، مساهمًا بنسبة 2% من إجمالي الناتج المحلي في ليتوانيا، أي ما يفوق ستة أضعاف متوسط الاتحاد الأوروبي.
وكشف النقاب عن التطورات العلمية في بلاده بالقول " تتمتع ليتوانيا بسجل حافل بالابتكارات - بدءًا من مشاركتها في إنشاء أحد أكبر أجهزة الليزر العلمية في العالم، وحتى دورها في بناء أقمار النانو الاصطناعية.

نظام بيئي يكفل تحقيق الأمن والتنوع الغذائي
وقال ان ليتوانيا تشتهر بكونها تجمع ما بين أفضل خيرات الطبيعة وأحدث التقنيات المتطورة. الأمر الذي يجعلها شريكةً مثاليةً للدول التي تتطلع إلى تنويع مصادرها من حيث المنتجات الغذائية الزراعية والسلع الاستهلاكية السريعة التداول ((FMCG المبتكرة والصحية على حدٍ سواء.
وعلى الصعيد التقني، اوضح ان بلاده تمتلك مجتمعًا مزدهرًا يضم أكثر من 700 شركة ناشئة، وتولي الدولة البيانات المفتوحة اهتمامًا كبيرًا، فضلًا عن حرصها على تعزيز التعاون ما بين الباحثين ورجال الأعمال. وعلى الرغم من أنّ التحرير الجيني يشكّل مجالًا بحثيًا مزدهرًا في ليتوانيا، إلا أنّ زراعة المحاصيل المعدلة جينيًا محظورةً في البلاد.