4 أسباب كبرى وراء تمرّد يوسف بلايلي المفاجئ على الترجي التونسي

4 أسباب كبرى وراء تمرّد يوسف بلايلي المفاجئ على الترجي التونسي

خطف النجم الجزائري يوسف بلايلي كل الأضواء في الأوساط الكروية التونسية والجزائرية طوال الأسبوع الماضي بعد أن اختار نهجا تصعيديا لعلاقته مع الترجي التونسي أياما قليلة بعد المشاركة في كأس العالم للأندية 2025.
ورغم أن بلايلي، الذي انضم للترجي في يوليو 2024 قادما من مولودية الجزائر بعقد يمتد حتى 30 يونيو 2026، كان أحد أبرز صناع إنجازات الفريق الأحمر والأصفر في الموسم الماضي، فإن اللاعب البالغ من العمر 33 عاما فجر موجة من الغضب بين مشجعي الترجي ومسؤوليه لا سيما أن العلاقة بين اللاعب وناديه لم تكن تشوبها أية خلافات حتى أوائل الشهر الجاري. ووفقا لما أكدته مصادر قريبة من الترجي لـ"إرم نيوز"، دفعت 4 عوامل أساسية يوسف بلايلي إلى التمرّد على بطل الدوري التونسي، كان أولها "حصيلة" الفريق من مشاركته الأخيرة في مونديال الأندية 2025.
وتقدم "إرم نيوز" في التقرير التالي الأسباب الأربعة لنزوع بلايلي نحو التمرد على الترجي ومقاطعته لتدريبات الفريق في ضوء أزمة تزداد حدة يوما بعد يوم بين الطرفين:

مزاج حاد وماض غريب الأطوار
من بين أول عوامل التحول المفاجئ في علاقة النجم السابق لمولودية الجزائر بفريقه الحالي هو الطباع المترسخة في شخصية يوسف بلايلي نفسه والتي رافقته طوال مسيرته الاحترافية التي بدأت في 2010 مع أهلي برج بوعريريج الجزائري عندما شابا يافعا في الثامنة عشرة من عمره.

ونشأ بلايلي لاعبا موهوبا بالفطرة وصاحب لمسات فنية رائعة حتى أن البعض أكد أنه كان قادرا على أن يخط مسيرة لافتة في أوروبا لولا طباعه الحادة.
وشهدت مسيرة بلايلي الكثير من المنعطفات التي كان عنوانها الأبرز خروجه عن النص في عديد المباريات، على غرار المواجهة التي جمعت فريقه مولودية الجزائر في أبريل الماضي بوفاق سطيف في الدوري الجزائري عندما اعتدى على الحكمة غادة محاط وتسبب ذلك في فرض عقوبة بالإيقاف 6 مباريات بجانب غرامة مالية ثقيلة.
يوسف بلايلي، وقع خلال مسيرته في محظور المواد المنشطة وتمت معاقبته بالإيقاف لعامين قبل أن يظهر مجددا في الملاعب عام 2018 من بوابة الترجي مرة أخرى، حيث قاد الفريق إلى التتويج بطلا لدوري أبطال إفريقيا 2019 بهدف رائع في النهائي ضد الوداد المغربي.
لكن اللاعب بات لغزا محيرا حتى للمقربين منه بارتكابه عدة أخطاء وانخراطه في موجة من الإثارة حتى خلال موسم 2024 ـ 2025 الأخير، عندما عوقب بالإيقاف لمباراتين بسبب لقطة لا أخلاقية أتاها بعد تسجيله هدفا في الدوري التونسي.
وحصل بلايلي خلال الموسم الماضي على 13 بطاقة صفراء وهو رقم قياسي سلبي لم يحصل لأي لاعب من الترجي حتى من المدافعين.

تساهل إدارة الترجي
كان مسؤولو الترجي ومشجعوه ولا يزالون الأطراف التي حمت كأفضل ما تكون الحماية يوسف بلايلي ودافعت عنه دون هوادة في الموسم الماضي بعد أن بات محل انتقادات لاذعة وهجوم حاد من الأندية المنافسة وفي مقدمتها النادي الإفريقي. وقدم بلايلي مقابل تلك المكانة العظمى التي يحظى بها في الترجي أداء لافتا، فمن البديهي الحديث عن كون النجم الجزائري "حمل كل الأعباء داخل الترجي" وكان اللاعب الأكثر تأثيرا على أداء الفريق.
وخلال مثوله أمام مكتب لجنة الانضباط في رابطة الدوري التونسي، احتشد المئات من مشجعي الترجي أمام اللجنة للدفاع عن نجمهم المحبوب، بينما نشر الترجي عبر حسابه الرسمي بيانات دعم ومساندة للاعب وطالب بعدم معاقبته.
وواصل الترجي دفاعه دون هوادة عن بلايلي حتى عندما كان مطالبا بردعه وإعادته إلى الصواب، ففي يونيو الماضي دخل الترجي بكل ثقله للدفاع عن نجمه بعد حادثة الاشتباك الشهيرة مع أفراد من طاقم طائرة فرنسية أثناء عودته من نيويورك إلى باريس.

مكافآت المونديال وزيادة الراتب
من بين الأسباب الرئيسية لتمرد البلايلي ورفضه العودة لتدريبات فريقه، وتلويح والده بانتقال وشيك إلى مولودية الجزائر هو رغبة اللاعب في وضع فريقه أمام خيارين أحلاهما مر: إما زيادة الراتب ومراجعة الامتيازات المالية التي يحصل عليها أو مقاطعة التدريبات ورفض تمديد العقد.
وجهز مسؤولو الترجي التونسي عقدا جديدا للاعب الجزائري بامتيازات كبيرة وراتب سيعزز مكانه كأعلى لاعب كرة قدم أجرا في الدوري التونسي.
ولكن رغم أنه بات الابن المدلل لرئيس الترجي حمدي المدب، الذي أغدق عليه امتيازات تليق بلاعب في أحد الدوريات الأوروبية، فإن يوسف بلايلي اختار طريق الهروب إلى الأمام، ووضع ناديه في موقف صعب برفضه العودة للتدريبات قبل أسبوعين من أول مباراة رسمية للنادي.
ويعتبر الكثيرون أن حصول الترجي على مكافأة ضخمة من مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، والبالغة نحو 12 مليون دولار وراء تمرد بلايلي ورفضه العودة، إذ راجت بعض الأخبار حول مطالبته بالحصول على راتب يناهز 100 ألف دولار (نحو 285 ألف دينار تونسي) في الموسم المقبل.
ورغم أن إدارة الترجي لم تعارض تلك الشروط، فإن النجم الجزائري لم يبد موافقته ليستمر الجدل والغموض بشأن مستقبله مع بطل الدوري التونسي.

إغراءات المولودية 
إلى جانب نصائح والد بلايلي ووكيل أعماله في الوقت ذاته، عبد الحفيظ بلايلي، تأتي إغراءات مولودية الجزائر لتشكل الضلع الرابع في دوافع تمرد يوسف بلايلي ورغبته في وضع نقطة النهاية لعلاقته مع الترجي.
ولم يعلن مولودية الجزائر رسميا ما إذا كان قدم عرضا للترجي للتعاقد مع اللاعب الذي قاد المولودية إلى التتويج بطلا للجزائر 2023 ـ 2024، ولكن والده عبد الحفيظ بلايلي قال إن نجله لن يستمر مع الترجي إلى ما بعد يونيو 2026 مضيفا أن "الكرة بمرمى إدارة المولودية لتفعل ما تراه صالحا".
وكشفت مصادر قريبة من اللاعب أن إدارة مولودية الجزائر تواصلت مع مسؤولين من الترجي بعد أن حصلت على موافقة بلايلي الذي ظهر في إجازته وهو يردد أغاني خاصة بالمولودية ما اعتبره كثيرون رسالة موجهة وواضحة لفريقه السابق. وينتظر أن تحسم إدارة الترجي موقفها من هروب يوسف بلايلي قبل حلول الأسبوع المقبل وأن تصدر بيانا رسميا حول قرارها بشأن استمرار العلاقة التي أضحت أمرا صعبا في ظل تمسك اللاعب بالرحيل عن الترجي والعودة إلى الدوري الجزائري.