4 حقائق على بايدن إدراكها قبل التفاوض مع إيران

4 حقائق على بايدن إدراكها قبل التفاوض مع إيران


دعا الباحث البارز في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية لورنس هاس إدارة بايدن لدراسة إيران واللاعبين الإقليميين الكبار والديناميات المتحولة في المنطقة، إذا أرادت الاستعداد للتفاوض مع طهران.
واشترط هاس على الإدارة النظر إلى هذه العناصر بطريقة موضوعية واضحة لا من خلال النظّارات الوردية التي تعبّر عن الرغبات الغربية. وسرد في مؤسسة الرأي الأمريكية “ذا ناشونال إنترست” أربعة وقائع على الإدارة المقبلة مواجهتها في إطار سعيها لإعادة صياغة العلاقات الأمريكية-الإيرانية.

أتى هذا النظام عقب ثورة. هو آيديولوجي في قيادته وتسلّطي في طموحاته وحاقد في سلوكه. يريد زعزعة استقرار الحكومات السنية ويرعى المجموعات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير إسرائيل، كما يهدد أوروبا والولايات المتحدة ويعمل على إنتاج أسلحة نووية وبالستية لتهديد أعدائه أو لاستخدامها ضدهم. للولايات المتحدة والنظام الإيراني قيم ومصالح مختلفة.

لن ينجح أي استرضاء ديبلوماسي أو رشوة اقتصادية من واشنطن بتحويل النظام الراديكالي في طهران إلى شيء ليس من طبيعته، مهما بلغ حجم الاسترضاء أو الرشوة. لن تحقق الولايات المتحدة أبداً أكثر من سلام بارد مع إيران، بالتأكيد، ليس سلاماً أفضل من السلام البارد الذي تحقق خلال الانفتاح الأمريكي على الاتحاد السوفياتي. وعلى واشنطن تتبع أهدافها وفقاً لهذا الواقع.

يطرح هذا الواقع سؤالاً حول كيفية مقاربة بايدن للاتفاق. تم تصميم خطة العمل الشاملة المشتركة سنة 2015 من أجل إغلاق جميع السبل التي توصل إيران إلى القنبلة النووية. الاتفاق النووي يقوم بذلك، لكن فقط بطريقة موقتة – وبأفضل الأحوال. ذلك لأن جميع القيود على النشاطات النووية ستنتهي خلال عقد من الزمن تقريباً. يقول بايدن إنّه يريد الانضمام مجدداً إلى الاتفاق النووي والسعي إلى جعله أقوى وأطول مدة. لكن المسألة مسألة توقيت وفقاً للكاتب. إذا انضم مجدداً إليه على أمل التفاوض بعدها حول اتفاق أقوى، فقد يواجه نظاماً عنيداً يكتفي باستغلال الثغرات الكبيرة في الاتفاق الحالي وينتظر انتهاء القيود. ينصح الكاتب بايدن بالسعي فوراً إلى اتفاق جديد بدلاً من البدء بالانضمام إلى الاتفاق القديم أولاً. فطهران تريد تخفيف العقوبات الأمريكية التي تنهك اقتصاها.

إن اتفاقاً جديداً أو تقارباً أمريكياً-إيرانياً واسعاً لن يغيّر ذلك. يرى هاس أن حرب إسرائيل مع إيران أكثر سخونة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. تهدد إيران بتدمير إسرائيل وتتسلّح لفعل ذلك كما تسلّح حلفاءها الإرهابيين وتهدف إلى تأمين حضور عسكري بالقرب من الحدود الإسرائيلية عبر ترسيخ نفوذها في سوريا.

تسعى إسرائيل إلى عرقلة مساعي إيران النووية عبر اغتيال علمائها وتخريب منشآتها وقصف المنشآت الأخرى التي تبنيها في سوريا وقوافل الأسلحة التي تسيّرها. يُغضب بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر التعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي. لكن إذا لم يكن بإمكان إسرائيل إخبار الولايات المتحدة كيفية معالجة تطلعات إيران النووية، فيجب على واشنطن أيضاً ألا تخبر إسرائيل كيفية الدفاع عن نفسها في وجه دولة تريد تدميرها.
دعا هاس بايدن إلى استغلال هذا المكسب. قد لا يتفق بايدن ونتنياهو على النظرة إلى الاتفاق النووي، لكن ما من داعٍ لعودة العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية إلى البرودة التي كانت عليها خلال ولاية باراك أوباما. يمكن أن تخدم قدرةُ إسرائيل على مهاجمة البرنامج النووي الإيراني مصلحةَ الأمريكيين والإسرائيليين معاً.

بعدما أضعفت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني وغذت الغضب الداخلي الذي يمكن أن يهدد قبضة طهران على السلطة، يمكن أن يكون النظام قابلاً لدراسة لا قيود متجددة على مساعيه النووية وحسب بل قيود أكثر تشدداً حتى. إنّ واشنطن متصرفة بذكاء يمكن أن تكون قادرة على استخدام التهديد بالمزيد من التحرك الإسرائيلي لدفع طهران إلى اتفاق ذي بنود أقوى من سابقه.

يذكّر هاس في ختام مقاله إدارة بايدن بأن إيران وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط الكبرى قد تغيرت خلال السنوات الأربع الماضية. ستتمكن الإدارة المقبلة من تحقيق المزيد من الأهداف عبر الاعتراف بكيفية مساهمة هذه التغيرات في مساعدة أو في عرقلة أجندتها.