5 نقاط حاسمة.. كيف كسب كونسيساو رهان بنزيما؟

5 نقاط حاسمة.. كيف كسب كونسيساو رهان بنزيما؟

في عالم كرة القدم الحديثة، حيث تسيطر لغة الأرقام والإحصائيات المعقدة، يبقى الرهان على الخبرة هو السلاح الذي يلجأ إليه المدربون الكبار في الأوقات الحرجة. 
وهذا بالضبط ما فعله البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لنادي الاتحاد، الذي نصب نفسه مدافعاً أول عن قائده الفرنسي كريم بنزيما، في وجه عاصفة من الانتقادات التي طالت مستوى الفريق والنجم الفرنسي تحديداً خلال المواجهة الآسيوية الأخيرة أمام ناساف الأوزبكي.
ورغم أن الأداء العام لبنزيما قد لا يكون قد بلغ ذروة الإمتاع الفني الذي تنتظره جماهير العميد، ورغم إهدار بعض الفرص أو الغياب عن المشهد في فترات من المباراة، إلا أن كونسيساو خرج بتصريحات قوية ليؤكد أن "الحكومة" لا يزال يحكم، مستنداً في رهانه هذا إلى خمسة عوامل جوهرية جعلته يكسب الرهان في نهاية المطاف.

أولاً: التسجيل الحاسم في الأوقات الصعبة
يعلم كونسيساو يقيناً أن المهاجم الكبير ليس هو من يلمس الكرة مئة مرة دون فائدة، بل هو من يظهر في اللقطة الواحدة التي تغير مصير المباراة. 
في مباراة معقدة ومغلقة مثل مواجهة ناساف، ومع تعالي صيحات القلق في المدرجات، كان بنزيما هو الحل. الهدف الذي سجله لم يكن مجرد رقم يضاف إلى رصيده، بل كان طوق النجاة الذي منح الاتحاد النقاط الثلاث. 
هذه القدرة على الحسم، حتى وإن كان اللاعب في أسوأ أيامه فنياً، هي عملة نادرة لا يمتلكها سوى أساطير اللعبة، وهو ما يدركه المدرب البرتغالي جيداً.

ثانياً: اللياقة البدنية وتحدي خرافة العمر
العمر مجرد رقم.. عبارة كلاسيكية رددها كونسيساو في المؤتمر الصحفي، لكنها لم تكن مجرد مجاملة. يرى المدرب في بنزيما ما لا يراه المشجع العادي عبر الشاشات؛ يرى معدلات ركض مدروسة، وتحركات تكتيكية تخدم منظومة الفريق، وقدرة على إكمال الدقائق التسعين بنفس الشغف. 
يرى كونسيساو أن مقياس العطاء ليس تاريخ الميلاد في جواز السفر، بل ما يقدمه اللاعب من جهد وعرق، وهو ما يراه متوفراً في النجم الفرنسي.

ثالثاً: ثقة المدرب المطلقة والاعتماد التكتيكي
من الواضح أن كونسيساو قرر منذ اليوم الأول بناء جدار من الثقة حول بنزيما. هذا الدفاع المستميت عنه في المؤتمرات الصحفية ليس عبثاً، بل هو جزء من التكتيك النفسي للمدرب. 
عندما يشعر اللاعب بأن مدربه هو الدرع الذي يحميه من سهام النقد، فإنه يقاتل من أجله في الملعب. تكتيكياً، يعتمد كونسيساو على بنزيما كمحطة رئيسية لبناء اللعب وتفريغ المساحات للقادمين من الخلف، وهو دور قد لا يظهر بريقه للعامة، لكنه جوهري في فكر المدرب.

رابعاً: دوره القيادي داخل غرفة الملابس
بعيداً عن العشب الأخضر، يدرك كونسيساو قيمة وجود شخصية بوزن كريم بنزيما في غرفة الملابس. في الأوقات التي يتعرض فيها الفريق لضغوطات أو تراجع في النتائج، يحتاج اللاعبون الشباب والجدد إلى قائد مر بكل هذه الظروف سابقاً في ملاعب أوروبا.
 وجود بنزيما يمنح التوازن النفسي للفريق، ويساعد المدرب في فرض سيطرته وإيصال أفكاره، فبنزيما هنا ليس مجرد لاعب، بل هو ذراع المدرب داخل المجموعة.

خامساً: الرد العملي وإسكات المشككين
لعل أهم نقطة في هذا الرهان هي العقلية الاحترافية التي يتمتع بها بنزيما. اللاعب لم يلتفت لصافرات استهجان محتملة أو لانتقادات طالت إضاعته لفرص سابقة في المباراة، بل حافظ على تركيزه الذهني حتى جاءت اللحظة المناسبة ليوجه ضربته القاضية. 
هذا الرد العملي في الملعب، بعيداً عن الجدال والتصريحات الإعلامية، هو ما عزز موقف كونسيساو وجعل دفاعه عن لاعبه يبدو منطقياً وواقعياً في عيون الجميع بعد صافرة النهاية.