6 مكاسب لاتفاق أمريكي مع شعب إيران

6 مكاسب لاتفاق أمريكي مع شعب إيران


عدّد روب سبحاني، مدير تنفيذي لمجموعة قزوين القابضة وأستاذ سابق في جامعة جورج تاون، الفرص الكثيرة التي ستحققها الولايات المتحدة لو استطاعت التوصل إلى اتفاق مع الشعب الإيراني.
كتب سبحاني في صحيفة “ذا هيل” عن والدته التي تذكر في صلاتها طبيب أسنانها البهائي الدكتور يوسف عباسيان الذي قُتل بناء على أوامر المرشد الأعلى السابق روح الله الخميني. لا يزال اضطهاد الأقلية البهائية مستمراً إلى اليوم، حيث يتم حرمانها من حقوقها الأساسية مثل ممارسة صلواتها بحرية وحتى الحصول على التعليم.
لكن البهائيين ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون للاضطهاد والتمييز. في الواقع، مارس النظام الإيراني التمييز الممنهج والفساد وتدمير البيئة وانتهاك حقوق الإيرانيين طوال 42 عاماً. يذكر سبحاني مثلاً بسيطاً على ذلك وهو منع المرشد الأعلى علي خامنئي استيراد لقاحات فايزر ومودرنا للشعب الإيراني في وقت تبذل جميع الحكومات جهدها لحماية مواطنيها من فيروس كورونا. باختصار، وطوال أربعة عقود، خنق النظام شعبه.

ركبته على أعناق الإيرانيين
سنة 1978، كان حجم الاقتصاد الإيراني أكبر من الاقتصاد الكوري الجنوبي بـ 40%. اليوم، أصبح الاقتصاد الكوري الجنوبي أكبر بأربع مرات من الاقتصاد الإيراني ولا زالت الهوة تتوسع. يفهم معظم الإيرانيين الحجم الهائل للإدارة السيئة وتبديد الطاقات اللذين مارسهما النظام. لذلك، ليس السؤال الأساسي الذي يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن هو العودة إلى الاتفاق النووي أو الحد من نشاطات إيران الشائنة. إنه بحسب سبحاني سؤال أكثر جوهرية بكثير:
هل يستحق الشعب الإيراني العيش بسلام وحرية؟ هل يستحق الانضمام إلى المجتمع الدولي؟ بإمكان بايدن استلهام خطاب رونالد ريغان التاريخي أمام بوابة براندنبرغ في برلين الغربية والذي توجه فيه إلى الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف بالقول: “أسقِط هذا الجدار”. بناء على ذلك، يمكن لبايدن التوجه إلى المرشد الأعلى قائلاً: “سيد خامنئي، ارفع ركبتك عن أعناق الشعب الإيراني البريء».

صواب... وذكاء
يرى سبحاني أن دعم الشعب الإيراني في سعيه إلى الديمقراطية والكرامة وحقوق الإنسان يجب أن يكون السمة المحددة للسياسة الأمريكية. إن النظام الإيراني بطبيعته بغيض ووحشي، وعبر التواصل مع قادته، تؤمن واشنطن غطاء من الشرعية لا يستحقه. إن دعم الشعب الإيراني ليس الأمر الصائب وحسب بل هو سياسة ذكية أيضاً. ستواصل المؤسسة المتشددة تحدي الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط ومن غير المرجح أن تغير سياساتها في أي وقت قريب. إن النتائج الجيوسياسية لجمهورية إيرانية ما بعد إسلامية مدفوعة أساساً من الشعب الإيراني لا من قوى خارجية ستكون تكتونية وهي أيضاً ممكنة بحسب الكاتب.

إفلاس الإسلام السياسي والنهضة الإقليمية
ستبرهن إيران ما بعد النظام الحالي إفلاس الإسلام السياسي. بعد 42 عاماً من الحكم الديني، سيكون بإمكان إيران أن تكون مثالاً يحتذى به وأن تتبنى دستوراً يدعو إلى الفصل الشديد بين المسجد والدولة. كذلك، سيكون بالإمكان تطوير صناعة الغاز الطبيعي وتصديره إلى أوروبا الأمر الذي يؤدي إلى تنويع إمدادات الطاقة وضمان أن تكون أوروبا أقل اعتماداً على روسيا. من ناحية ثالثة، إن إيران في سلام مع جيرانها يمكنها المساهمة في نهضة اقتصادية إقليمية حيث ستستطيع تحويل الإنفاق على الأسلحة إلى الاستثمار في رأس المال البشري.

الثورة الخضراء ورؤية 2030
إن إيران التي أصدر حاكمها القديم كورش العظيم أول تشريع لحقوق الإنسان وحرر اليهود من الأسر البابلي قادرة على تأسيس علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. في الواقع، تابع سبحاني، إن ممراً تكنولوجياً بين طهران وتل أبيب يمكن أن يؤسس لـ”ثورة خضراء” إقليمية على مستوى الطاقة الشمسية وأيضاً تنقية المياه. كذلك، سيكون بإمكان السعودية تسريع رؤية 2030 التي غيرت قواعد اللعبة. إن منطقة خالية من التحديات الأمنية التي لا تنتهي،
ستعني استثماراً أقل في الأسلحة وأكبر في التعليم والرعاية الصحية وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة.
 ويدعو الكاتب إلى تخيل منطقة بقوتين اقتصاديتين كبيرتين تدفعان باتجاه النهضة الاقتصادية.

تعاون لإعمار المنطقة
ويشير سبحاني أيضاً إلى أن إيران الجديدة، وعوضاً عن أن تتلاعب بالدول الفاشلة كما يفعل نظامها الحالي، ستمد يدها للتعاون مع السعودية وتعملان معاً لإعادة بناء لبنان وسوريا والعراق واليمن.
غالباً ما حث الرئيس الأسبق باراك أوباما قادة الدول الإقليمية على الاهتمام بمنطقتهم، لكن ذلك سيكون أسهل بكثير مع حكومة إيرانية ملتزمة بالسلام والتنمية الاقتصادية المستدامة.
 إن الترحيب بالإيرانيين في المجتمع الدولي سيكون انتصاراً للسياسة الخارجية الأمريكية. عندها، يختم سبحاني، إن والدته، بل الشعب الإيراني بأكمله سيذكر بايدن في صلواته.