نموذج مشرف للتضحية والولاء والعطاء

«الأطباء» ودورهم في الحفاظ على المجتمع من تحديات كورونا

«الأطباء» ودورهم في الحفاظ على المجتمع من تحديات كورونا

• عبدالرحمن العويس: نشكر خط دفاعنا الأول، من أطباء وممرضين وكل الذين يتواجدون في الميدان
• عايشة المنذري :مثل هذه الأزمات الصحية تبرز القصص الإنسانية التي نشاهدها في المستشفى
• محمد المقبالي :المستشفيات الإماراتية لديها خطط طوارئ للأوبئة والجائحات
• خالد العتيبي :الحرص هو الهاجس الوحيد الذي يلازمني أثناء أدائي عملي في المستشفى
• علوي شرف: تم وضع خطط ومسارات للتعامل مع حالات الالتهابات التنفسية
• محمد شاكر: سياسات المستشفى تفرض التدريب المستمر على هذه الاحترازات والإجراءات
• أحمد سامي :عند معرفتنا بإصابة مريض نستطيع التعامل معه وفق الإجراءات المحددة
• عادل الحربي: الفيروس سيبدأ بالانحسار -إن شاء الله - وستزول الغمة عن الأمة
• أيمن أبو العلا :القطاع الطبي في العالم أجمع يخوض معركة استثنائية


«يسطّر أطباء الإمارات ملحمة باسلة لتواجدهم في الصف الأول في مواجهة فيروس كورنا المستجد “كوفيد ـ 19” وتكتب الأطقم الطبية الإماراتية صفحات خالدة من العطاء الإنساني والتفاني في العمل، مسجلين أسمى معاني الوفاء والعطاء الإنساني والمسؤولية الطبية ، رغم الظروف الصعبة والانتشار الواسع للفيروس في العالم أجمع وتجاوز الإصابات بالمرض إلى المليون ونصف إصابة وأكثر من 114 ألف وفاة حتى الآن.»
وصرح معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، قائلا»
العالم يعيش ظروفاً استثنائية، وهذه الظروف أثبتت تلاحم وتكاتف شعب الإمارات من مواطنين ومقيمين، وانعكس ذلك من خلال الالتزام اللافت من الجمهور بالإجراءات التي تم الإعلان عنها.

وأوضح معاليه أن دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة في اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن من خلالها الحد من انتشار فيروس “كورونا». وبين العويس أن الأولوية ومن خلال القطاع الصحي زيادة وتوسيع نطاق الفحوصات في الدولة، وبالتالي النجاح في الاكتشاف المبكر وحصر الحالات والمخالطين وعزلهم.
وتابع هذا الإجراء يتم من خلال تخصيص مراكز متقدمة لفحص الفيروس، بالإضافة إلى استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة في هذا المجال، وهذا الرقم يؤكد حرص الدولة على مكافحة الفيروس والحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، ويعكس في نفس الوقت قوة نظامنا الصحي وكفاءة كوادرنا الطبية.

وأضاف سيتم خلال الفترة المقبلة مضاعفة عدد الفحوصات وتوسيع دائرتها ونطاقها للكشف عن أي حالات، موجهاً الشكر لخط دفاعنا الأول، من أطباء وممرضين ومسعفين، وكل الذين يتواجدون في الميدان.
وأشار الدكتور أحمد سامى استشاري الأنف والأذن والحنجرة إلى أن التعامل مع المصابين دائماً ما يكون أكثر سهولةً من التعامل مع مريض يُحتمل أنه مصاب ، ففي حال معرفتنا بإصابة مريضٍ ما، نستطيع التعامل معه وفق الإجراءات المحددة،وأخذ الاحتياطات اللازمة من حيث ارتداء معدات الوقاية الشخصية والقفازات وحامي العينين وتنظيف اليدين، إضافة إلى وضع المريض في غرفة العزل، واستخدام المعدات الطبية لذلك المريض فقط، وتقنين الدخول إليه حسب الاحتياج، ومنع الزيارة خلال فترة العزل مبيناً أن جميع المستشفيات في الإمارات، وبتوجيهات من وزارة الصحة، لديها علم ومعرفة بالإجراءات الضرورية للتعامل مع مرضى “كوفيد 19».

وأوضح الدكتور سامي، أن الجميع يسأل كيف يتعامل الطبيب الذي يباشر علاج مرضى كورونا مع عائلته؟ مبيناً أن هذا السؤال يشغل بال كثيرين من الكادر الصحي، وأجاب عنه بالقول التعامل السليم يبدأ من التزام الكادر الصحي بأساسيات التعامل مع مرضى العلاج التنفسي أثناء أداء عملهم في المستشفى ولا ينتهي هناك، فنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون، من أهم خطوات الحماية للكادر الصحي وعائلاتهم في البيت، كما يجب الحرص على استخدام اللباس الطبي في المستشفى، وعدم أخذه إلى البيت، وأنصح كل مَن تظهر عليهم أعراض تنفسية بعزل أنفسهم في البيت بعيداً عن عائلاتهم، واتباع تعليمات وزارة الصحة بالاتصال بالرقم 937، واتباع التعليمات، فأحد أهم الأمور في هذه الفترة الحرجة التباعدُ الاجتماعي، وأن يلتزم الشخص وعائلته المنزل، ولا يخرج منه إلا للضرورة، سواء إلى العمل أو قضاء الاحتياجات العامة.

وقال الدكتور خليفة محمد المقبالي أخصائي الطب النفسي: إن شعب الإمارات هم أهل فزعة ومجبولون على حب الخير والعطاء فبينما كنت أستمتع بإجازتي ألغيت بسبب انتشار فيروس “كوفيد ـ 19” وفي اليوم نفسه اتصل بي رئيس المستشفى وطلب مني القدوم لمساعدة الأطباء في التصدي لفيروس كورونا فلم أتردد والتحقت بالكادر الطبي في المستشفى على الفور.
وعن مشاركته في التصدي لوباء كورونا ، قال الدكتور المقبالي إن المستشفيات الأماراتية لديها خطط طوارئ للأوبئة والجائحات، حيث يتم تقسيم فرق العمل إلى فريقين، فريق يقوم بعلاج المرضى والتصدي للوباء والآخر الذي انضممت إليه يتولى الأعمال الأساسية في المستشفى.

مشيراً إلى أن الأوضاع حتى الآن مستقرة في المستشفيات ولدينا أسرة كثيرة شاغرة، ولكن القطاع الصحي دائماً يستعد لأي طارئ في أي لحظة.
وقالت الدكتورة عايشة المنذري، أخصائية النساء والتوليد: لدينا في القسم نوعان من المرضى نوع مصاب بـ “كوفيد ـ 19” ونوع آخر غير مصاب، كما لدينا قسم خاص بالعناية المركزة يعني بالحالات الحرجة، وقسم آخر يعني بالحالات المتوسطة ونقوم بالإشراف اليومي عليهم وتقديم الرعاية الصحية لهم، أما حالات الحمل العادية التي لا تحتاج إلى رعاية طبية نقوم بالتواصل معهم عبر تطبيق إلكتروني للوقوف على حالتهم الصحية مشيرة إلى أنها يمكن أن تجري 4 عمليات ولادة يومياً بما فيها حالات مصابة بالفيروس، وقالت إن في مثل هذه الأزمات الصحية تبرز القصص الإنسانية التي نشاهدها في المستشفى بصورة يومية فإذا كانت الأم مصابة بالفيروس نقوم بإبعاد الطفل عن أمه ونقوم بالاهتمام به بديلاً عن أمه وهو أمر في غاية الصعوبة.

وقال الدكتور خالد العتيبي، استشاري جراحات حصوات الكلى والمسالك البولية :في البيت، غالباً ما ألجأ إلى عزل نفسي عن أفراد أسرتي، ولا أستطيع أن أصافح، أو أقُبِّل أبنائي خوفاً من نقل العدوى إليهم.وعن أهم الصعوبات التي تواجهه في عمله،
قال الدكتور خالد: الحرص هو الهاجس الوحيد الذي يلازمني أثناء أدائي عملي في المستشفى، وحرصي على مرضاي هو عبء نفسي آخر يثقل كاهلي؛ إضافة إلى حرصي على أن أعود إلى منزلي سالماً خوفاً على أبنائي، وهذا الخوف يهيمن على كياني كله.
بينما أكد الدكتور علوي شرف ، استشاري الرعاية الحرجة: إن التعامل مع حالات الأمراض المعدية ؛ خاصةً التنفسية منها، له أسس وإجراءات موصى بها من قِبل المنظمات الصحية الدولية، ووزارة الصحة ، والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

واستناداً إلى الخبرة السابقة في التعامل مع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو ما يعرف بكورونا ميرس، تم وضع خطط ومسارات للتعامل مع حالات الالتهابات التنفسية، تبدأ بالتعرف على المرضى منذ دخولهم إلى الإسعاف عن طريق استبيان بسيط، وبناءً عليه يتم عزلهم فور دخولهم الطوارئ، ويستمر ذلك خلال دخولهم أجنحة التنويم، أو العناية المركزة.
وعدَّد الدكتور محمد شاكر أبرز التحديات التي تواجه الأطباء الذين يعالجون مرضى فيروس كورونا الجديد “كوفيد 19”، كاشفاً أنها تتمثَّل في الالتزام بارتداء معدات الحماية الشخصية، وتعقيم الأيدي بالماء والصابون، أو المحاليل المعقمة قبل وبعد التعامل مع المريض؛ موضحاً أن سياسات المستشفى تفرض التدريب المستمر على هذه الاحترازات والإجراءات، ويشتمل التدريب على الجانب العملي، ومراجعة السياسات، مثنياً على اهتمام القطاعات المتخصصة في الدولة، بتوفير معدات الحماية الشخصية من أقنعة الوجه، ورداء الجسم، والخوذ الواقية لمَن لا تناسبهم هذه المعدات.

وبتفاؤل كبير، أكد الدكتور عادل بن سالم الحربي، استشاري الأمراض التنفسية أن فيروس كورونا سيصبح قريباً، من الماضي، مثل الحصبة والجدري والتيفويد واليرقان والطاعون، وقريباً سيرجع المعتمرون إلى الحرم، والمصلون إلى المساجد والجوامع، وقريباً سيعود الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وسينتهي العام الدراسي، وسنسمع أهازيج النجاح وأغاني الأعراس والحفلات، وغداً سيكون أجمل بإذن الله، علينا أن نتمتع بالأمل ولا نيأس من رحمة الله، فالفيروس سيبدأ بالانحسار -إن شاء الله- وستزول الغمة عن الأمة، وسنستقبل رمضان مبتهجين مطمئنين إن شاء الله، فذلك نهج الأنبياء، بشروا ولا تنفروا، وعلينا جميعاً الإكثار من الاستغفار والدعاء واللجوء إلى الله، مع الحيطة والأخذ بالأسباب والوقاية، فاللهم احفظنا جميعاً وأحبابنا وأهلينا وجميع المسلمين».

وبدأ حديثه الدكتور أيمن أبو العلا إن القطاع الطبي في الإمارات يقدم علي المعركة بدور وطني وتفان في العمل وشجاعة في المواجهة والعزيمة على الانتصار وتحقيق الأمن والسلامة لشعب الإمارات .
ويضيف أن على جميع الأطباء سواء في مستشفيات العزل أو المستشفيات الأخرى الالتزام بالإجراءات الاحترازية وسبل الوقاية من الإصابة بالعدوى وأنهى حديثه قائلا القطاع الطبي في العالم أجمع يخوض معركة استثنائية وسينتصر بكوادره وتفانيه في العمل .