منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
«الخفافيش مصاصة الدماء» تمشي على الأرض
نفّذ بعض العلماء تجربة غريبة، وضعوا خلالها الخفافيش مصاصة الدماء (Desmodus rotundus) على أجهزة المشي، لمعرفة كيف تستفيد إلى أقصى حد من مصدر غذائها الأساسي، ألا وهو الدم الذي تمتصه من الثدييات التي تتغذى عليها. ومن المثير للاهتمام أن النتائج أظهرت قدرة الخفاش على استقلاب الأحماض الأمينية في الدم الذي يتناوله. وعلاوة على ذلك، لا يستغرق الأمر منه وقتاً طويلاً حتى يفعل ذلك، إذ يستطيع الخفاش مصاص الدماء الركض بقوة، مستفيداً من وجبة الدم التي تناولها قبل دقائق فقط. وهذا يجعل الخفاش مصاص الدماء حيواناً غير عادي حقاً، لأن أغلب الفقاريات تعتمد في المقام الأول على التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون للحصول على الطاقة، بحسب موقع ساينس أليرت. وعلى النقيض من الأنواع الأخرى من الخفافيش، فإن الخفافيش مصاصة الدماء ماهرة للغاية في الجري على الأرض. لذا، فقد توصل علماء وظائف الأعضاء جوليا روسي من جامعة تورنتو وكينيث ويلش من جامعة ماكماستر في كندا، إلى أنه يمكنهم وضع الخفافيش على أجهزة المشي التي تقيس كمية الأكسجين التي تتنفسها وكمية ثاني أكسيد الكربون التي تخرجها، لقياس عملية التمثيل الغذائي لديها أثناء ممارستها للتمارين الرياضية بدرجات متفاوتة من الشدة.
ومع بقاء الخفافيش مؤقتاً في المختبر، تمكّن الباحثون من التحكم في كمية الطعام التي تتناولها لتحديد كيفية عمل عملية التمثيل الغذائي. لذلك قاموا بصيد 24 خفاشاً بالغاً من مصاصي الدماء، وقسموهم إلى مجموعات لإخضاعهم إلى التجربة. بعد التغذية، تم وضع كل خفاش على جهاز المشي المصمم خصيصاً لهذا البحث. كانت هناك 3 درجات من شدة التمرين؛ 10 أمتار في الدقيقة، و20 متراً في الدقيقة، و30 متراً في الدقيقة. زاد جهاز المشي تدريجياً إلى كل سرعة مستهدفة، وتم تسجيل أنفاس الخفاش أثناء اندفاعه على طول الجهاز.
وبمجرد وضع الخفافيش تحت الاختبار، قام الباحثون بتحليل معدل استهلاك الأكسجين، ومعدل إنتاج ثاني أكسيد الكربون، والذي تُستخدم نسبته بشكل روتيني كمؤشر على استخدام الوقود الأيضي.