سقوط إمبراطورية:

«انحطاط مجتمع »، كتاب يدفع أمريكا للنقاش...!

«انحطاط مجتمع »، كتاب يدفع أمريكا للنقاش...!

-- ما كان لأي نقاش أن يكون في الولايات المتحدة لولا ظهور ترامب
-- من الجيد أن هناك استقطابًا جديدًا يمينًا - يسارًا للجدل السياسي
-- يحافظ المجتمع الأمريكي على خلفية حيوية للغاية، ويظهر انتخاب ترامب رغبة حقيقية في الخلاص
-- بلغت الولايات المتحدة ذروتها مع عصر أيزنهاور، ومنذئذ، ظلت الأقــوى، إلا أن تقدمهمــا على بقيــة العالــم قد ذاب


بالنسبة لكاتب نيويورك تايمز روس دوثات، دخلت أمريكا مرحلة انحطاط. منذ كارثة تشالنجر عام 1986، وصلت أمريكا، المنتشية والمغرورة لكونها الدولة الأولى التي تطأ قدمها القمر، إلى نقطة الركود حيث تواجه نموًا ضعيفًا.
في هذا الحوار يقدم إدوارد هوسن الباحث والأكاديمي والأستاذ في المعهد الفرنسي الألماني للدراسات الأوروبية (في جامعة سيرجي بونتواز)، ويعمل بشكل خاص على التحديث السياسي للمجتمعات منذ الثورة الفرنسية، يقدم هوسن قراءته لهذا الأثر الذي يثير نقاشا واسعا في الولايات المتحدة الامريكية.

*يصف روس دوثات الانحطاط وفقًا لتعريف جاك بارزون بأنه ركود اقتصادي، وعُطْلٌ اقتصادي، واستنفاد ثقافي وفكري، ولكن مع مستوى عالٍ من الازدهار والتطور التكنولوجي... كيف يمكن تطبيق هذا على الولايات المتحدة اليوم؟
- كتاب دوثات متفاوت للغاية. انه يمس جوانب بصورة صحيحة، وقد يكون متماسكًا للدفاع عن فكرة أن الولايات المتحدة بلغت لذروتها مع عصر أيزنهاور، ومنذئذ، ظلت الأقوى، الا ان تقدمهما على بقية العالم قد تبخّر وذاب.

   في الخمسينات والستينات، أعيد بناء أوروبا الغربية، الى درجة باتت تهدّد الهيمنة الصناعية الأمريكية. ثم في السبعينات والثمانينات، جاء دور اليابان لتتقدم على الولايات المتحدة في مجال الإلكترونيات. وفي التسعينات، كان هناك حديث عن “القوة العظمى” الأمريكية، الا ان الحروب الشرق أوسطية وصعود الصين الصاروخي، بدوا وكأنهم وضعوا الولايات المتحدة في مأزق مرة أخرى. من الممكن بالطبع أن يكون غزو الفضاء معيارًا: من البعثات الأولى إلى القمر إلى انفجار مكوك الفضاء عام 1986، كان هناك طموح دائم، والذي يبدو أنه أصبح من المستحيل تمويله منذئذ.

    في الواقع، في أواخر الستينات، كان أمام الولايات المتحدة خيار: البقاء في معيار تبادل الذهب أم لا. وبما أنها خسرت في مجال القدرة التنافسية امام أوروبا، مع الدفاع عن التجارة الحرة، لم يكن لديها من خيار إذا أرادت تحقيق استقرار الدولار، سوى استعادة كسب القدرة التنافسية. الا ان ريتشارد نيكسون فضل زعزعة استقرار النظام النقدي العالمي من خلال قطع الصلة بين الدولار والذهب. ونتيجة لذلك، أصبح الدولار العملة القياسية والمرجع الوحيد على هذا الكوكب، وقد تمكنت الولايات المتحدة من الحفاظ على زعامتها دون سؤال. وكلما سحبت المزيد من الدولارات، زادت من تزويد الاقتصاد العالمي بالسيولة، واستطاعت الاقتراض، لان أول رد فعل لحائزي الدولارات كان إعادة استثمارها في الولايات المتحدة. وبما أن كمية الدولارات التي تم توليدها وضخها، كان يمكن ان أن تولّد التضخم، فقد طورت الولايات المتحدة قطاعًا ماليًا، قلب الاقتصاد، وفرض التجارة الحرة في كل مكان، وخاصة عملية نقل الوظائف.    

أدى هذا النظام، الذي عمل من عام 1978 إلى عام 2008، إلى تفاوت هائل. ويمكن تفسير ذلك بسهولة: كانت الحالة الحقيقية للعملة، هي حالة تضخم مفرطة، وأحد طرق الحيلولة دون انفجار الأسعار، كان تركيز الثروة في أيدي قلة قليلة. في الواقع، هذه هي الولايات المتحدة التي تضررت بشدة من أزمة الرهن العقاري والتفكك المجتمعي من 2008-2010.
   *لم يعد معدل الولادة في المجتمع الأمريكي كافياً ليتحمّل عملية تجديد السكان وزحف الشيخوخة. وينتج إغراء زيادة الهجرة توتراً سياسياً يجبر المسؤولين المنتخبين على تنمية روح التضامن والالتزام الاجتماعي. أليس هذه هي أفضل طريقة لتصبح الفردانية هي المعيار والقاعدة ردا على هذه الأحداث؟

   - لقد انخفض معدل الخصوبة لدى النساء في سن الإنجاب إلى 1.7. وهي أقوى العلامات على انحدار المجتمع وتراجعه. إن مجتمعا لم يعد يرغب في أن يكون له العدد الكافي من الأطفال هو نتاج تفاقم الفردية، ومن غير المحتمل أن يكون قادرًا على الاستجابة للتحديات الجماعية. وهذا ما يحدث الآن مع المجتمعات الأوروبية الغربية التي تواجه فيروس كورونا.
   في حالة الولايات المتحدة، أعتقد أن المشكلة تطرح بشكل مختلف: يحافظ المجتمع الأمريكي على خلفية حيوية للغاية، ويظهر انتخاب ترامب رغبة حقيقية في الخلاص، إلا أن تعطيل الحزب الديمقراطي للجدل السياسي لصالح محاولة زعزعة استقرار قضائية للرئيس المنتخب بشكل شرعي، يظهر أزمة عميقة، فجوة بين الأمريكيين الأكثر ثراء، والذين يعمّرون صفوف الكونغرس، ومجموع المجتمع الأمريكي.

   *من الناحية الثقافية، نشهد موجة إعادة أبدية حيث تنتج هوليوود نفس الأفلام مرارًا وتكرارًا، كما هو الحال مع أفلام مارفل، ويبتعد الشباب عن الجنس باتجاه الإباحية وأصبحت السياسة أشبه بلعبة إطلاق رصاص أكثر من ميدان خصب للنقاش... ألن تؤدي الجمالية المفرطة إلى اغتراب مجتمعاتنا؟
   - نعم، وهذه واحدة من أطروحات دوثات، لم تستطع صناعة السينما الأمريكية تجديد وتغيير نفسها. ولست متأكدا من أنه ينصف القدرة التي كانت للولايات المتحدة على اختراع محامل جديدة، والمراهنة على نشر المسلسلات التلفزيونية بينما هي اليوم على منصات الفيديو تحت الطلب. كل ما يؤكده صحيح: وعلى وجه الخصوص، تتسبّب المادة الإباحية في دمار شريحة من الشباب.
   ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تتبع منحدرًا احادي المعنى والاتجاه. إنها، خاصة، دولة في غاية الانقسام، وفق نفس التضاد كما هو في أي مكان آخر: بين “الطبقات المبدعة” (ريتشارد فلوريدا) والذين وصفتهم السيدة كلينتون بـ “جماعة يرثى لهم”، أي ناخبو ترامب. ويجب أن يضاف إلى هذا النقاش الجدل الديني العميق جداً: بين “ أنصار الحياة “ و”أنصار الاختيار».
   في هذا السياق، من الجيد أن هناك استقطابًا جديدًا يمينًا -يسارًا للجدل السياسي، فهو يعيد تنشيط الديمقراطية. وما كان لأي نقاش أن يكون لولا ظهور ترامب: قبل الرئيس الحالي، كان الحزب الجمهوري في الأساس مجرد استنساخ للحزب الديمقراطي، وبالتالي أكثر ميلًا للدفاع عن 1 بالمئة الأغنى من مجموع الشعب.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/