ضمن مشاركته في مؤتمر «معاداة السامية العالمية: إعادة النظر في أزمة الحداثة» في كامبريدج

«تريندز» يستعرض «دور مراكز البحث في مكافحة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والسلام والاعتدال»

«تريندز» يستعرض «دور مراكز البحث في مكافحة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والسلام والاعتدال»

• د. محمد العلي:
• «تريندز» يولي اهتماماً أساسياً لدراسات التسامح والتعايش، ويواجه خطاب الكراهية بالمعرفة
• خطاب الكراهية ليس إنكاراً للقيم الإنسانية فحسب، بل يقوض مبادئ جوهرية للعيش المشترك
• على مراكز البحث المساهمة في رفع مستوى الوعي من خلال نتاج توعوي بمخاطر التمييز والتعصب
• تفكيك ونقد خطابات الكراهية مهمة أساسية لمراكز الفكر والأبحاث
• إيجاد صيغ للتعاون بين مراكز البحث لعمل منظومة ترصد خطابات الكراهية
• تحتاج مراكز الفكر إلى تصميم برامج مخصصة للشباب لتعزيز القيم المشتركة


يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مؤتمر "معاداة السامية العالمية .. إعادة النظر في أزمة الحداثة"، الذي ينظمه معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بالتعاون مع معهد وولف، خلال الفترة من 31 يوليو إلى 2 أغسطس في جامعة كامبريدج – المملكة المتحدة، إذ تأتي المشاركة الفاعلة والمميزة للمركز في المؤتمر ضمن جهود "تريندز" العلمية واستراتيجيته العالمية الهادفة إلى التفاعل والحوار وتبادل الرؤى والأفكار مع كبريات المؤسسات البحثية ومراكز الفكر العالمية، بغية دعم مجال البحث العلمي بأطروحات ونتائج وحلول ناجعة تسهم في معالجة القضايا العالمية الراهنة والمستقبلية.
 
نشر قيم التسامح
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر التي حملت عنوان: "فهم معاداة السامية والتغلب عليها" أن خطاب الكراهية أصبح يجتاح أنحاء كثيرة من العالم، كما تسللت لغة الاستبعاد والتهميش إلى كثير من وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وبعض السياسات الوطنية، مما جعل المجتمعات والدول الوطنية المعاصرة تواجه مستويات معقدة من التعصب والكراهية، بما في ذلك تصاعد كراهية الإسلام، ومعاداة السامية؛ ما يبرز أهمية الدور الذي من الممكن أن تلعبه مراكز البحث في مكافحة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والسلام والاعتدال.

تفكيك خطاب الكراهية
واستعرض الدكتور محمد العلي في حديثة "دور مراكز البحث في مكافحة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والسلام والاعتدال"، قائلاً إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومنذ نشأته، يولي اهتماماً أساسياً لدراسات التسامح والتعايش، كما أنه يبذل كل الجهد لإنتاج محتوى معرفي يمكن له أن يواجه بالتفكيك والنقد خطابات الكراهية بشكل شامل، وفي ظل الاحترام الكامل لحرية الرأي والتعبير، كما أنه يعمل على تحقيق هذه الأهداف النبيلة بالتعاون مع أصحاب المصلحة المعنيين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
 
تعزيز حقوق الإنسان
وذكر الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أنه يجب التأكيد على أن خطاب الكراهية ليس فقط إنكاراً للقيم الأساسية للإنسانية، ولكنه يقوض أيضاً مبادئ جوهرية للعيش المشترك؛ مثل احترام كرامة الإنسان، والمساواة، والسلام، ومن أجل ذلك فإن تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة الكراهية هما في صميم مهمة مراكز البحث، ومن واجبها مواجهة قضية خطاب الكراهية عند كل منعطف، وذلك من خلال استراتيجية وخطة عمل واضحة وفعالة.

قيم العيش المشترك
وشدد الدكتور العلي على محورية دور مراكز البحث في مكافحة خطاب الكراهية، عبر المساهمة في رفع مستوى الوعي من خلال إنتاج دراسات وتنظيم دورات تدريبية بشأن مخاطر التمييز والتعصب وخطاب الكراهية، وتفكيك ونقد خطابات الكراهية والخطابات المتعاطفة معها، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية الداعية إلى السلام والتسامح، والتركيز على أهمية تلك القيم في ترسيخ العيش المشترك ونماء وتطور المجتمعات والدول الوطنية، إلى جانب تفصيل آليات يمكن من خلالها دعم الأفراد أو الجماعات التي يستهدفها خطاب الكراهية وتشجيع صانعي السياسات على اتخاذ إجراءات قانونية ضد الخطابات أو السياسات التمييزية.
 
دعم الحوار البنَّاء
وأشار إلى أن مراكز الفكر مطالبة أيضاً بإيجاد صيغ لتعاون بحثي بين مراكز البحوث لعمل منظومة للإنذار والاستجابة المبكرين لرصد خطابات الكراهية وأشكال التحريض الأخرى على العنف وكيفية معالجتها، فضلاً عن تدريب القيادات الدينية ووسائل الإعلام على كيفية المساهمة في مكافحة خطاب الكراهية، وإيجاد آليات لتبادل أفضل الممارسات والمبادرات العالمية في مجابهة وتوثيق خطاب الكراهية، مع ضرورة تصميم برامج مخصصة للشباب لتعزيز القيم المشتركة ودعم الحوار البنّاء بين أتباع الأديان وأتباع رؤى العالم، مؤكداً على أهمية التواصل مع صانعي القرار والسياسات وتقديم محتوى معرفي لهم يساعدهم على المساهمة في مجابهة خطاب الكراهية، مع ضمان التوازن الصحيح بين حرية التعبير وخطاب الكراهية.

تحقيق السلام والأمن
وبين الدكتور العلي أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يسعى من جانبه إلى المساهمة الفعالة في تحقيق كل هذه المعطيات السابق ذكرها، وحضوره هذا المؤتمر العالمي المهم خطوة فعالة ومهمة في ذلك الطريق، مختتماً حديثة بالإشارة إلى قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: "إن المجتمعات التي تؤسَّس على قيم ومبادئ التسامح والمحبة والتعايش هي التي تستطيع تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية، وترتقي بطموحات أوطانها في مسيرتها نحو المستقبل".
 
معاداة الإنسانية
إلى ذلك، يواصل مركز تريندز للبحوث والاستشارات مشاركته في جلسات مؤتمر "معاداة السامية العالمية .. إعادة النظر في أزمة الحداثة"، الذي ينظمه معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بالتعاون مع معهد وولف، في جامعة كامبريدج – المملكة المتحدة حتى الثاني من أغسطس الجاري، حيث سيطرح في جلسة: "معاداة السامية في الشرق الأوسط" ورقة بعنوان "معاداة الإنسانية .. دور الإخوان المسلمين في التحريض على الكراهية"، يسلط خلالها الضوء على الدور الخطير الذي تقوم به جماعات الإخوان المسلمين في نشر الكراهية، ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في العالم كله، فهذه الجماعةُ ليست فقط معادية للسامية، بل معادية للإنسانية جمعاء.