ضمن احتفالاته بالذكرى الـثامنة للتأسيس
«تريندز» يعقد مائدته المستديرة السنوية الثالثة بمشاركة نخبة من مسؤولي مراكز الفكر العالمية
د. محمد العلي: مائدة «تريندز» منصة سنوية عالمية، تدير حواراً من أجل رؤى وأفكار مشتركة تخدم الإنسان
خبراء ومدراء مراكز بحثية يؤكدون:
• ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات
• أهمية دور مراكز الفكر كجسور لرأب الصدع وبناء الثقة من خلال المعرفة
في إطار احتفالاته بالذكرى الثامنة للتأسيس، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات المائدة المستديرة السنوية الثالثة لمراكز الفكر تحت عنوان: "دور مراكز الفكر في صياغة السياسات .. استراتيجيات ترجمة البحوث إلى ممارسة عملية"، بمشاركة 20 من رؤساء ومديري المراكز الفكرية والبحثية العالمية إضافة إلى خبراء وأكاديميين من دول عدة.
وتسعى المائدة المستديرة إلى تشجيع وتعزيز التعاون بين المؤسسات المشاركة في تحليل التأثير الفعلي لمراكز الفكر على السياسات العامة والحوكمة، إضافة إلى مناقشة واستكشاف السبل التي يمكن من خلالها لمراكز الفكر المضي قدماً في ترجمة أفكارها إلى ممارسات عملية، واقتراح أفضل الاستراتيجيات لبناء القدرات والنهوض بفاعلية مراكز الفكر في مجال السياسات العامة.
وأكد المدراء والخبراء والأكاديميون المشاركون ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات، وشددوا على قيام تعاون بنَّاء بين المراكز البحثية، والتركيز على الوسائل أو الخطوات أو الأفكار التي تسهم في تفعيل دورها بما يخدم ويدعم صُنّاع القرار وتنفيذ السياسات أو الاستراتيجيات وتحويلها إلى واقع.
وافتتح الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ "تريندز"، أعمال مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة لمراكز الفكر، بكلمة ترحيبية أكد فيها أن مائدة تريندز المستديرة لمراكز الفكر في عامها الثالث، تأتي انطلاقاً من حرص "تريندز" على القيام بدوره كمنصة عالمية تجمع المراكز المعنية لإدارة حوار علمي وموضوعي فيما بينها، من أجل الوصول إلى رؤى وتفاهمات وأفكار مشتركة وبنّاءة، لخدمة مجتمعنا البشري.
وقال إن التعاون البحثي هو أفضل السبل لتحقيق الأهداف التي ننشدها جميعاً، ولعل مائدتَيْ تريندز السابقتين قد أكدتا ذلك، وشددتا على أهمية تعزيز مشاركة المراكز الفكرية في صناعة المستقبل الأفضل، موضحاً أنه "تريندز" اختار هذا العام أن يعقد مائدته المستديرة الثالثة تحت عنوان: "دور مراكز الفكر في صياغة السياسات.. استراتيجيات ترجمة البحوث إلى ممارسة عملية"، لمناقشة كيف نحوِّلُ الرؤى والأفكار والتوصيات، التي تقدمها المائدة إلى سياسات وممارساتٍ قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وبين الدكتور محمد العلي أن واجبَ المراكز الفكرية ليس فقط إنتاج الفكر، وتقديم الرؤى والتصورات، بل العمل على إيصال هذه الأفكار والرؤى للجهة المستهدَفة، سواء كانت رأياً عاماً او صانع قرار، مشيراً إلى أنه على الرغم من التحديات التي يمكن أن تعوِّق هذا العمل المهم، فإنه لا بديل عن القيام بهذا الدور، وإلا فقدت المراكز الفكريةُ دورها، كبيوتٍ للمعرفة وصانعةٍ للسياسات.
وأعرب عن ثقته بهذا الدور قائلاً "تملؤنا الثقة، في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بأن هذه الكوكبة البحثية قادرة على طرح رؤى وأفكار وتوصيات مبتكرة، ترسم معالم الدرب نحو تحقيق الهدف المنشود".
وكانت سمية الحضرمي نائب رئيس قطاع تريندز جلوبال قد استهلت أعمال "مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة"، مشيرة الى موضوعاتها التي شملت سبل تعزيز دور مراكز الفكر وأهميتها في صياغة السياسات العامة، وزيادة قيمتها ومساهمتها في معالجة القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، وتعزيز أهميتها وفعاليتها فيما يتعلق بالسياسات في أوقات الأزمات غير المتوقعة، ومواجهة التحديات وتقديم الحلول للتهديدات التي تواجه العالم، وتحسين إمكانات التفكير الإبداعي والابتكار في صياغة السياسات.
كما بينت أهمية هذه المائدة التي تتزامن واحتفالات "تريندز" بالذكرى الثامنة للتأسيس، وفي خضم نقاش مستمر حول ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات، وأعربت عن أملها في التركيز على الوسائل أو الخطوات أو الأفكار التي تسهم في تفعيل دور مراكز الفكر بما يخدم ويدعم صُنّاع القرار وتنفيذ السياسات أو الاستراتيجيات وتحويلها إلى واقع.
وقد استهل النقاش في "مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة"، الدكتور المهندس حسن طلبة أبو النجا نائب رئيس منتدى الشرق الأوسط للمياه - ألمانيا، مؤكداً أن التواصل وتبادل الأفكار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة مهم وضروري من أجل تحقيق تقارب بنَّاء ومثمر بين مراكز البحوث، خصوصاً أن دورها الآن أصبح ضرورياً وحتمياً في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمات عدة؛ منها نقص المياه والغذاء.
من جانبه، قال الدكتور إياد محسن الدجاني المدير التنفيذي ومدير البحوث في التحالف الأكاديمي من أجل المصالحة - جامعة فريدريش شيلر جينا بجمهورية ألمانيا الاتحادية، إن التحالف الأكاديمي يعمل على تطوير الأبحاث وتبادل الخبرات حول العالم، مشيراً إلى أهمية تكثيف التعاون والشراكات في موضوعات التعليم، ونشر أهمية العملية البحثية بين طلاب الجامعات. وشدد على دور مراكز البحث في تقديم حلول بناءة للقضايا المطروحة، مثمناً دور مركز تريندز البحثي العالمي.
بدوره أكد عبيد الزعابي الباحث بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن مراكز البحث والدراسات لكي تكون فعالة ومفيدة يجب أن تعتمد على ثلاث ركائز أساسية، هي: "مراكز البحث، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص"، مؤكداً أن توافر نقاط الاتصال مع المعنيين والحكومات والقطاع الخاص يسهل دور المراكز البحثية ويجعلها تلعب دوراً محورياً في تقديم الحلول الناجعة لصناع القرارات والسياسات.
أما الدكتور جون بروني المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز سيج الدولي -أستراليا فقد أشار إلى أهمية التواصل وخلق فضاء للبحث العلمي، مشيراً إلى أهمية الثقة بالمراكز البحثية، إذ لا بد من العمل من أجل الحصول عليها، فيما أكدت الدكتورة آنا دوليدز الأستاذة المشاركة والباحثة الرئيسية في أكاديمية ربدان، أن هذه المائدة مهمة ومحورية؛ لأن القضية التي تناقشها تؤرق العديد من مراكز البحوث والفكر، وفاعلية المراكز البحثية في عالم متقلب تتطلب وضع المشاكل والعقبات التي تواجهها الحكومات وصانعي القرارات أمام مراكز الفكر، لكي تحصل على الأفكار البنّاءة والحلول المفيدة، كما يجب على مراكز البحوث تعميم الحلول وتقديمها للحكومات، لاتخاذ قرارات مدروسة.
من جانبه أوضح البروفيسور أحمد إيفين أستاذ فخري في جامعة صابانجي الباحث الأقدم، بمركز إسطنبول للسياسات- الجمهورية التركية، أن مراكز الفكر لديها مسؤولية في نشر المعرفة وتقديم التحليلات بطريقة سلسلة، مشدداً على الحاجة إلى العمل ضمن فرق بحثية على مستوى عالمي، وأكد على أهمية نشر البحوث وإيصالها إلى أبعد مدى. وقال إن مراكز الفكر بحاجة أيضاً إلى فتح آفاق جديدة بينها والعمل مع بعضها البعض، مشدداً على أهمية نيل ثقة الجمهور؛ لكي تستطيع أن تكون مؤثرة بنتاجها، مشيراً أيضاً إلى أهمية العمل على وضع سيناريوهات وأمثلة حية للمعالجة.
بدورها قالت إيلين فورد مؤسِّسة ومديرة مؤسَّسة الديمقراطية الرقمية بجمهورية بيرو، إنه من المهم جداً لمراكز البحث العمل والمساهمة ضمن رؤية عالمية مشتركة لتحويل البحوث والدراسات إلى نماذج واقعية وعملية، وذلك عبر تعزيز النقاش والحوار الدوري، حيث يجب عليها العمل على دعم الشبكات الرقمية وتطوير الروابط لإقامة ورش الأعمال والتركيز على التدريب والتطوير وبناء أكاديميات وشراكات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى تعزيز الممارسة الرقمية في المجتمعات، وتوطين المعلومات المعرفية، وإشراك المجتمع في الحلول الرقمية.
أما السيدة نرمينا غاسيموفا، مديرة المنح والبرامج بمركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية- جمهورية أذربيجان، فقد أوضحت أن هذه المائدة المستديرة أتاحت فرصة مهمة لرؤساء المراكز البحثية والخبراء لتلاقي الأفكار وتبادل وجهات النظر البنّاءة القادرة على صناعة المستقبل. وأشارت إلى أن مركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أذربيجان أُنشئ ليؤثر في صانع القرار بشكل إيجابي، ولاسيما في مجالي حماية حقوق المرأة وحقوق العاملين.
وشددت غاسيموفا على ضرورة أن تتكيف مراكز الفكر مع الأزمات والجوائح المستقبلية، على غرار ما حدث في جائحة "كوفيد-19"، التي فرضت التكنولوجيا كوسيلة للتواصل المجتمعي غير المباشر، فضلاً عن العمل على أرضية تُعزز من خلالها فرص التعاون والشراكة فيما بينها.
إلى ذلك أكد البروفيسور جيفري كابلان الباحث غير المقيم بمعهد الدانوب بهنغاريا على أهمية وجود شراكات وتعاون بين مراكز البحث لإنتاج مخرجات قادرة على مساعدة صنّاع القرار والمهتمين، متحدثاً عن دور مراكز البحث في القيام بدراسات سريعة ونشرها على مستوى العالم، كما تطرق إلى أهمية الإعلام ومراكز البحث؛ لأن هذه المراكز تهدف إلى مساعدة الناس على إيجاد حلول ناجعة من خلال خبراء ومستشارين قادرين على وضع رؤى وتصورات بناءة.
كما شدد على أهمية تعزيز التكنولوجيا في البحث العلمي وإقامة الندوات والمؤتمرات لطرح نتاج المراكز البحثية، كما أنه يجب البحث عن طرق جديدة لنشر البحوث وإيصالها إلى أبعد مدى.
من جانبها أكدت الدكتورة جيسيكا مالوج، مدير الاستراتيجية والبحوث والتأثير بمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، أهمية قيام مراكز البحث ببناء الثقة والعمل بإيجابية، ومن خلال شَراكات وتعاون، كما أكدت أهمية المعلومات ونشر الأبحاث عبر وسائل الإعلام لإيصالها إلى أبعد مدى.
بدوره أشار الدكتور بول آلن ماك آلستر، مؤسس ورئيس مركز القادة العالميين في الوحدة والتطور بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن تحويل البحوث إلى ممارسات عملية تفرض على المعنيين التعرف إلى المشكلات، وامتلاك القدرات على تفعيل المشاركة وتبادل الرؤى مع الآخر من حول العالم في مختلف المجالات لإيجاد حلول نوعية للأزمات والقضايا، كما أن هناك حاجة لإنتاج وخلق معلومات أكثر ونشرها في المجتمعات بطرق تساعد على حل القضايا، إلى جانب ضرورة مشاركة المعلومات بين مراكز الفكر والمؤسسات البحثية للتغلب على الفجوات بين الأطراف المختلفة؛ لكي تتمكن مراكز الفكر من إقناع الساسة بحلولها وأطروحاتها، مشدداً على ضرورة توافر عامل الثقة في عمل المؤسسات البحثية، لكي تقدم حلولاً موثوقة يعتمدها صنّاع القرار دون التشكيك في معلوماتها ونتائجها، موضحاً أن الساسة يدركون أن التقدم في المجتمعات أساسه الاعتماد على مراكز الفكر، لأنها ترى القضايا والحلول من منظور مختلف ويعتمدون على مناهج متطورة وغير تقليدية.
أما الدكتور دانيال بوراس، مدير الشراكات والاتصالات الاستراتيجية -مؤسسة "في سبيل عالم آمن" بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد توقف عند أهمية المصداقية في البحث العلمي وتناوله للقضايا الراهنة، وشدد على دور مراكز الفكر كجسور لرأب الصدع وبناء الثقة من خلال المعرفة.
من جانبه رأى الدكتور إيلاي سالتزمان، العضو المنتدب لدى معهد إسرائيل للسياسات الخارجية الإقليمية، أن مراكز البحث والدراسات تمتلك قدرات عالية على تخيل وإعادة صياغة السياسات والقرارات، والتي بدورها تستطيع ابتكار الحلول للأزمات العلمية المتعاقبة، مبيناً أن مراكز الفكر تعمل على تعزيز المعرفة ولديها القدرة على نشر المحتوى الإبداعي على نطاق واسع، ولكن عدم التوازن بين أهداف ومهام المؤسسات البحثية يشكّل عقبة تحول دون تطوير مراكز الفكر لتوجهاتها وأدوارها الإقليمية والعالمية التي يجب أن تتغلب عليها بالشَّراكات البنّاءة والنقاشات المفتوحة.
اما السيد دانيال سوبرفيلي، مدير الاتصالات الاستراتيجية بمعهد دراسات الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بجمهورية الأوروغواي الشرقية، فقد شدد على أهمية مراكز البحث، حيث إنها تخلق خيوطاً تفاعلية بين أصقاع العالم بما يساعد في حل المشكلات ووضع رؤى بناءة تُعِين في ذلك، وقال إن التعاون والتواصل أمر مهم جداً. كما أن التواصل مع كافة الفئات يُعدُّ أبرز أدوار مراكز البحث.
ورأت فيلينا تشاكاروفا، مديرة المعهد الأسترالي للسياسات الأوروبية والأمنية بجمهورية النمسا، أن مراكز البحوث لا تتمكن من الوصول إلى الميزانيات والدعم الحكومي، ما يعيق عمل مراكز الفكر ويحول دون وصولها إلى حلول للقضايا العالقة في العديد من الدول؛ ما جعل مراكز البحث في قلب صندوق سياسات مملوء بالتعقيد، مؤكدة أن مراكز البحث تقوم على نشر الوعي وتناول القضايا السياسية لممارسة الضغط على صُنّاع السياسات والقرارات لمواجهة الأزمات الإقليمية والعالمية.
إلى ذلك تناول أكرم زاوي، مدير مختبر السياسات العامة بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمملكة المغربية، عمل مركز البحث الذي يعمل به مشيراً إلى أنه من المهم لهذه المراكز تقديم مخرجاتها، وما تقوم به بحرفية، مؤكداً أهمية أن تقوم مراكز البحث بتقديم البراهين والأبحاث لخلق صناعة المعرفة ونشرها عبر نماذج متعددة.
وشدد على أهمية التواصل والتعاون بين مراكز البحوث للإبداع والابتكار، مؤكداً أن صناعة المعرفة عالمية ولابد من شراكات وتعاون وممارسات جيدة لبناء الأجندة من أجل رؤى هادفة.
خبراء ومدراء مراكز بحثية يؤكدون:
• ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات
• أهمية دور مراكز الفكر كجسور لرأب الصدع وبناء الثقة من خلال المعرفة
في إطار احتفالاته بالذكرى الثامنة للتأسيس، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات المائدة المستديرة السنوية الثالثة لمراكز الفكر تحت عنوان: "دور مراكز الفكر في صياغة السياسات .. استراتيجيات ترجمة البحوث إلى ممارسة عملية"، بمشاركة 20 من رؤساء ومديري المراكز الفكرية والبحثية العالمية إضافة إلى خبراء وأكاديميين من دول عدة.
وتسعى المائدة المستديرة إلى تشجيع وتعزيز التعاون بين المؤسسات المشاركة في تحليل التأثير الفعلي لمراكز الفكر على السياسات العامة والحوكمة، إضافة إلى مناقشة واستكشاف السبل التي يمكن من خلالها لمراكز الفكر المضي قدماً في ترجمة أفكارها إلى ممارسات عملية، واقتراح أفضل الاستراتيجيات لبناء القدرات والنهوض بفاعلية مراكز الفكر في مجال السياسات العامة.
وأكد المدراء والخبراء والأكاديميون المشاركون ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات، وشددوا على قيام تعاون بنَّاء بين المراكز البحثية، والتركيز على الوسائل أو الخطوات أو الأفكار التي تسهم في تفعيل دورها بما يخدم ويدعم صُنّاع القرار وتنفيذ السياسات أو الاستراتيجيات وتحويلها إلى واقع.
وافتتح الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ "تريندز"، أعمال مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة لمراكز الفكر، بكلمة ترحيبية أكد فيها أن مائدة تريندز المستديرة لمراكز الفكر في عامها الثالث، تأتي انطلاقاً من حرص "تريندز" على القيام بدوره كمنصة عالمية تجمع المراكز المعنية لإدارة حوار علمي وموضوعي فيما بينها، من أجل الوصول إلى رؤى وتفاهمات وأفكار مشتركة وبنّاءة، لخدمة مجتمعنا البشري.
وقال إن التعاون البحثي هو أفضل السبل لتحقيق الأهداف التي ننشدها جميعاً، ولعل مائدتَيْ تريندز السابقتين قد أكدتا ذلك، وشددتا على أهمية تعزيز مشاركة المراكز الفكرية في صناعة المستقبل الأفضل، موضحاً أنه "تريندز" اختار هذا العام أن يعقد مائدته المستديرة الثالثة تحت عنوان: "دور مراكز الفكر في صياغة السياسات.. استراتيجيات ترجمة البحوث إلى ممارسة عملية"، لمناقشة كيف نحوِّلُ الرؤى والأفكار والتوصيات، التي تقدمها المائدة إلى سياسات وممارساتٍ قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وبين الدكتور محمد العلي أن واجبَ المراكز الفكرية ليس فقط إنتاج الفكر، وتقديم الرؤى والتصورات، بل العمل على إيصال هذه الأفكار والرؤى للجهة المستهدَفة، سواء كانت رأياً عاماً او صانع قرار، مشيراً إلى أنه على الرغم من التحديات التي يمكن أن تعوِّق هذا العمل المهم، فإنه لا بديل عن القيام بهذا الدور، وإلا فقدت المراكز الفكريةُ دورها، كبيوتٍ للمعرفة وصانعةٍ للسياسات.
وأعرب عن ثقته بهذا الدور قائلاً "تملؤنا الثقة، في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بأن هذه الكوكبة البحثية قادرة على طرح رؤى وأفكار وتوصيات مبتكرة، ترسم معالم الدرب نحو تحقيق الهدف المنشود".
وكانت سمية الحضرمي نائب رئيس قطاع تريندز جلوبال قد استهلت أعمال "مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة"، مشيرة الى موضوعاتها التي شملت سبل تعزيز دور مراكز الفكر وأهميتها في صياغة السياسات العامة، وزيادة قيمتها ومساهمتها في معالجة القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، وتعزيز أهميتها وفعاليتها فيما يتعلق بالسياسات في أوقات الأزمات غير المتوقعة، ومواجهة التحديات وتقديم الحلول للتهديدات التي تواجه العالم، وتحسين إمكانات التفكير الإبداعي والابتكار في صياغة السياسات.
كما بينت أهمية هذه المائدة التي تتزامن واحتفالات "تريندز" بالذكرى الثامنة للتأسيس، وفي خضم نقاش مستمر حول ضرورة تفعيل دور المراكز البحثية في تشكيل الاستراتيجيات وصنع السياسات، وأعربت عن أملها في التركيز على الوسائل أو الخطوات أو الأفكار التي تسهم في تفعيل دور مراكز الفكر بما يخدم ويدعم صُنّاع القرار وتنفيذ السياسات أو الاستراتيجيات وتحويلها إلى واقع.
وقد استهل النقاش في "مائدة تريندز المستديرة السنوية الثالثة"، الدكتور المهندس حسن طلبة أبو النجا نائب رئيس منتدى الشرق الأوسط للمياه - ألمانيا، مؤكداً أن التواصل وتبادل الأفكار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة مهم وضروري من أجل تحقيق تقارب بنَّاء ومثمر بين مراكز البحوث، خصوصاً أن دورها الآن أصبح ضرورياً وحتمياً في الوقت الذي يواجه فيه العالم أزمات عدة؛ منها نقص المياه والغذاء.
من جانبه، قال الدكتور إياد محسن الدجاني المدير التنفيذي ومدير البحوث في التحالف الأكاديمي من أجل المصالحة - جامعة فريدريش شيلر جينا بجمهورية ألمانيا الاتحادية، إن التحالف الأكاديمي يعمل على تطوير الأبحاث وتبادل الخبرات حول العالم، مشيراً إلى أهمية تكثيف التعاون والشراكات في موضوعات التعليم، ونشر أهمية العملية البحثية بين طلاب الجامعات. وشدد على دور مراكز البحث في تقديم حلول بناءة للقضايا المطروحة، مثمناً دور مركز تريندز البحثي العالمي.
بدوره أكد عبيد الزعابي الباحث بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن مراكز البحث والدراسات لكي تكون فعالة ومفيدة يجب أن تعتمد على ثلاث ركائز أساسية، هي: "مراكز البحث، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص"، مؤكداً أن توافر نقاط الاتصال مع المعنيين والحكومات والقطاع الخاص يسهل دور المراكز البحثية ويجعلها تلعب دوراً محورياً في تقديم الحلول الناجعة لصناع القرارات والسياسات.
أما الدكتور جون بروني المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز سيج الدولي -أستراليا فقد أشار إلى أهمية التواصل وخلق فضاء للبحث العلمي، مشيراً إلى أهمية الثقة بالمراكز البحثية، إذ لا بد من العمل من أجل الحصول عليها، فيما أكدت الدكتورة آنا دوليدز الأستاذة المشاركة والباحثة الرئيسية في أكاديمية ربدان، أن هذه المائدة مهمة ومحورية؛ لأن القضية التي تناقشها تؤرق العديد من مراكز البحوث والفكر، وفاعلية المراكز البحثية في عالم متقلب تتطلب وضع المشاكل والعقبات التي تواجهها الحكومات وصانعي القرارات أمام مراكز الفكر، لكي تحصل على الأفكار البنّاءة والحلول المفيدة، كما يجب على مراكز البحوث تعميم الحلول وتقديمها للحكومات، لاتخاذ قرارات مدروسة.
من جانبه أوضح البروفيسور أحمد إيفين أستاذ فخري في جامعة صابانجي الباحث الأقدم، بمركز إسطنبول للسياسات- الجمهورية التركية، أن مراكز الفكر لديها مسؤولية في نشر المعرفة وتقديم التحليلات بطريقة سلسلة، مشدداً على الحاجة إلى العمل ضمن فرق بحثية على مستوى عالمي، وأكد على أهمية نشر البحوث وإيصالها إلى أبعد مدى. وقال إن مراكز الفكر بحاجة أيضاً إلى فتح آفاق جديدة بينها والعمل مع بعضها البعض، مشدداً على أهمية نيل ثقة الجمهور؛ لكي تستطيع أن تكون مؤثرة بنتاجها، مشيراً أيضاً إلى أهمية العمل على وضع سيناريوهات وأمثلة حية للمعالجة.
بدورها قالت إيلين فورد مؤسِّسة ومديرة مؤسَّسة الديمقراطية الرقمية بجمهورية بيرو، إنه من المهم جداً لمراكز البحث العمل والمساهمة ضمن رؤية عالمية مشتركة لتحويل البحوث والدراسات إلى نماذج واقعية وعملية، وذلك عبر تعزيز النقاش والحوار الدوري، حيث يجب عليها العمل على دعم الشبكات الرقمية وتطوير الروابط لإقامة ورش الأعمال والتركيز على التدريب والتطوير وبناء أكاديميات وشراكات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى تعزيز الممارسة الرقمية في المجتمعات، وتوطين المعلومات المعرفية، وإشراك المجتمع في الحلول الرقمية.
أما السيدة نرمينا غاسيموفا، مديرة المنح والبرامج بمركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية- جمهورية أذربيجان، فقد أوضحت أن هذه المائدة المستديرة أتاحت فرصة مهمة لرؤساء المراكز البحثية والخبراء لتلاقي الأفكار وتبادل وجهات النظر البنّاءة القادرة على صناعة المستقبل. وأشارت إلى أن مركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أذربيجان أُنشئ ليؤثر في صانع القرار بشكل إيجابي، ولاسيما في مجالي حماية حقوق المرأة وحقوق العاملين.
وشددت غاسيموفا على ضرورة أن تتكيف مراكز الفكر مع الأزمات والجوائح المستقبلية، على غرار ما حدث في جائحة "كوفيد-19"، التي فرضت التكنولوجيا كوسيلة للتواصل المجتمعي غير المباشر، فضلاً عن العمل على أرضية تُعزز من خلالها فرص التعاون والشراكة فيما بينها.
إلى ذلك أكد البروفيسور جيفري كابلان الباحث غير المقيم بمعهد الدانوب بهنغاريا على أهمية وجود شراكات وتعاون بين مراكز البحث لإنتاج مخرجات قادرة على مساعدة صنّاع القرار والمهتمين، متحدثاً عن دور مراكز البحث في القيام بدراسات سريعة ونشرها على مستوى العالم، كما تطرق إلى أهمية الإعلام ومراكز البحث؛ لأن هذه المراكز تهدف إلى مساعدة الناس على إيجاد حلول ناجعة من خلال خبراء ومستشارين قادرين على وضع رؤى وتصورات بناءة.
كما شدد على أهمية تعزيز التكنولوجيا في البحث العلمي وإقامة الندوات والمؤتمرات لطرح نتاج المراكز البحثية، كما أنه يجب البحث عن طرق جديدة لنشر البحوث وإيصالها إلى أبعد مدى.
من جانبها أكدت الدكتورة جيسيكا مالوج، مدير الاستراتيجية والبحوث والتأثير بمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، أهمية قيام مراكز البحث ببناء الثقة والعمل بإيجابية، ومن خلال شَراكات وتعاون، كما أكدت أهمية المعلومات ونشر الأبحاث عبر وسائل الإعلام لإيصالها إلى أبعد مدى.
بدوره أشار الدكتور بول آلن ماك آلستر، مؤسس ورئيس مركز القادة العالميين في الوحدة والتطور بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن تحويل البحوث إلى ممارسات عملية تفرض على المعنيين التعرف إلى المشكلات، وامتلاك القدرات على تفعيل المشاركة وتبادل الرؤى مع الآخر من حول العالم في مختلف المجالات لإيجاد حلول نوعية للأزمات والقضايا، كما أن هناك حاجة لإنتاج وخلق معلومات أكثر ونشرها في المجتمعات بطرق تساعد على حل القضايا، إلى جانب ضرورة مشاركة المعلومات بين مراكز الفكر والمؤسسات البحثية للتغلب على الفجوات بين الأطراف المختلفة؛ لكي تتمكن مراكز الفكر من إقناع الساسة بحلولها وأطروحاتها، مشدداً على ضرورة توافر عامل الثقة في عمل المؤسسات البحثية، لكي تقدم حلولاً موثوقة يعتمدها صنّاع القرار دون التشكيك في معلوماتها ونتائجها، موضحاً أن الساسة يدركون أن التقدم في المجتمعات أساسه الاعتماد على مراكز الفكر، لأنها ترى القضايا والحلول من منظور مختلف ويعتمدون على مناهج متطورة وغير تقليدية.
أما الدكتور دانيال بوراس، مدير الشراكات والاتصالات الاستراتيجية -مؤسسة "في سبيل عالم آمن" بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد توقف عند أهمية المصداقية في البحث العلمي وتناوله للقضايا الراهنة، وشدد على دور مراكز الفكر كجسور لرأب الصدع وبناء الثقة من خلال المعرفة.
من جانبه رأى الدكتور إيلاي سالتزمان، العضو المنتدب لدى معهد إسرائيل للسياسات الخارجية الإقليمية، أن مراكز البحث والدراسات تمتلك قدرات عالية على تخيل وإعادة صياغة السياسات والقرارات، والتي بدورها تستطيع ابتكار الحلول للأزمات العلمية المتعاقبة، مبيناً أن مراكز الفكر تعمل على تعزيز المعرفة ولديها القدرة على نشر المحتوى الإبداعي على نطاق واسع، ولكن عدم التوازن بين أهداف ومهام المؤسسات البحثية يشكّل عقبة تحول دون تطوير مراكز الفكر لتوجهاتها وأدوارها الإقليمية والعالمية التي يجب أن تتغلب عليها بالشَّراكات البنّاءة والنقاشات المفتوحة.
اما السيد دانيال سوبرفيلي، مدير الاتصالات الاستراتيجية بمعهد دراسات الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بجمهورية الأوروغواي الشرقية، فقد شدد على أهمية مراكز البحث، حيث إنها تخلق خيوطاً تفاعلية بين أصقاع العالم بما يساعد في حل المشكلات ووضع رؤى بناءة تُعِين في ذلك، وقال إن التعاون والتواصل أمر مهم جداً. كما أن التواصل مع كافة الفئات يُعدُّ أبرز أدوار مراكز البحث.
ورأت فيلينا تشاكاروفا، مديرة المعهد الأسترالي للسياسات الأوروبية والأمنية بجمهورية النمسا، أن مراكز البحوث لا تتمكن من الوصول إلى الميزانيات والدعم الحكومي، ما يعيق عمل مراكز الفكر ويحول دون وصولها إلى حلول للقضايا العالقة في العديد من الدول؛ ما جعل مراكز البحث في قلب صندوق سياسات مملوء بالتعقيد، مؤكدة أن مراكز البحث تقوم على نشر الوعي وتناول القضايا السياسية لممارسة الضغط على صُنّاع السياسات والقرارات لمواجهة الأزمات الإقليمية والعالمية.
إلى ذلك تناول أكرم زاوي، مدير مختبر السياسات العامة بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بالمملكة المغربية، عمل مركز البحث الذي يعمل به مشيراً إلى أنه من المهم لهذه المراكز تقديم مخرجاتها، وما تقوم به بحرفية، مؤكداً أهمية أن تقوم مراكز البحث بتقديم البراهين والأبحاث لخلق صناعة المعرفة ونشرها عبر نماذج متعددة.
وشدد على أهمية التواصل والتعاون بين مراكز البحوث للإبداع والابتكار، مؤكداً أن صناعة المعرفة عالمية ولابد من شراكات وتعاون وممارسات جيدة لبناء الأجندة من أجل رؤى هادفة.