«جائزة خليفة التربوية» تنظم ندوة دولية بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأمريكية

«جائزة خليفة التربوية» تنظم ندوة دولية بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأمريكية


أكد عدد من خبراء الطفولة واقتصاديات التعليم والمتخصصين في جامعة كولومبيا الأمريكية، أهمية المبادرة الإماراتية التي قدمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية إحدى مؤسسات "مؤسسة إرث زايد الإنساني"، والمتمثلة في طرح مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر والذي يُعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، بهدف تسليط الضوء على أفضل الممارسات العلمية والتطبيقية المتعلقة برعاية وتمكين الطفولة المبكرة في أنحاء العالم.
وأشار الخبراء، إلى أن فوز الجامعة في الدورة الماضية بجائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر عن مشروعها "تطوير مهارات القراءة والرياضيات في البيئات منخفضة الدخل" والذي تم تطبيقه في دولة غامبيا من قبل منظمة التدخل الفعال لحماية الطفولة، يُشكل نقلة نوعية لمكافحة فقر التعلم في المناطق الريفية منخفضة الموارد، ويفتح آفاقاً واسعة أمام الكثير من الحكومات التي تواجه تحديات في توفير بيئة تعليم مناسبة للأطفال في مرحلة تعليمية مبكرة خاصة في المناطق الفقيرة والنائية التي قد لا تتوفر فيها مثل هذه الإمكانات.
جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظمتها الأمانة العامة للجائزة، وتحدث فيها كل من البروفيسور ستيفن بارنيت، رئيس اللجنة المانحة أستاذ الطفولة المبكرة بجامعة روتغرز بالولايات المتحدة الأمريكية، والبروفيسور أليكس إيبل، الأستاذ المشارك في اقتصاديات التعليم في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، والبروفيسور نيشيث براكاكش، أستاذ السياسات العامة والاقتصاد، بجامعة نورث إيسترن، بالولايات المتحدة الأمريكية ، وأعضاء اللجنة التنظيمية للمشروع.
وأعرب البروفيسور أليكس عن اعتزاز جامعة كولومبيا الأمريكية بفوز مشروعها البحثي والتطبيقي بجائزة مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر للعام الماضي، مشيراً إلى أن مشروع تطوير مهارات القراءة والرياضيات لدى الأطفال في البيئات منخفضة الدخل يعتبر أحد المشاريع العالمية الرائدة في هذا المجال، حيث تم تطبيق المشروع في كل من الهند، وغينيا بيساوا وغامبيا، فيما ركز المشروع على رصد نقاط الضعف التي يعاني منها الأطفال في هذه البيئات فيما يتعلق بمهارات القراءة وكذلك تدريس الرياضيات وما يتطلبه ذلك من اهتمام بتدريب المعلمين، وتوفير البيئة الصفية المحفزة للأطفال على اتقان هذه المهارات. من جانبه، أعرب البروفيسور نيشيث براكاش عن تقديره للمبادرة التي تهدف إلى تحسين مهارات القراءة والرياضيات لدى الطلبة في البيئات منخفضة الدخل، مشيراً إلى أهمية إشراك الأسر والمجتمعات المحلية في تنفيذ مثل هذه البرامج، بما يعزز فرص نجاحها، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها هذه الفئات في المناطق النائية والفقيرة.
وأشار المتحدثون في الندوة من أعضاء الفريق إلى أهمية مشروعهم الذي حقق نتائج إيجابية لدى الأطفال المستهدفين من خلال التركيز على الأثر الميداني والنتائج القابلة للتوسع وكذلك التجارب الخاصة لبناء القدرات التعليمية، وتطوير المناهج بما يتناسب مع الواقع المحلي في هذه البيئات بالإضافة إلى تدريب المعلمين وتوفير الموارد التي تمكنهم والمجتمع المحلي وأولياء الأمور من ضمان الالتزام بمعايير فعالية البرنامج. وأكد الخبراء أن نجاح تطبيق هذا المشروع يشكل نقلة نوعية لما يمكن أن يحققه التعليم في هذه المناطق للطفولة المبكرة بالتعاون مع المجتمع المحلي من خلال الشراكة القوية بي مختلف عناصر العملية التعليمية في تسهيل عمليات التوظيف والرقابة من المجتمع المحلي بما يرفع معدلات تسجيل الأطفال وانتظامهم في الدراسة، ويجعل المجتمع المحلي من أولياء الأمور أكثر متابعة والتزاماً بالمراحل التشغيلية اليومية بما يحقق النتائج المرجوة .
وفي ختام الندوة أشاد الخبراء بالدور الرائد لمجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر في تسليط الضوء على مشروعهم الذي يمثل رؤية استشرافية للاستثمار في التعليم المبكر والبيئات التعليمية الفعالة التي يمكن أن تحدث أثراً إيجابياً في حياة الطلبة حتى لو كانت المؤسسة التعليمية في بيئة منخفضة الدخل، مشيرين إلى أن فوز مشروعهم بالجائزة يعزز من رسالته كمشروع مرجعي رائد على مستوى العالم يمكن التوسع في تطبيقه في ظروف وبيئات مشابهة.