«جون أفريك»: الماليون يخافون من «التنفس» في ظل فاغنر

«جون أفريك»: الماليون يخافون من «التنفس» في ظل فاغنر


يعيش سكان العديد من مناطق شمال ووسط  مالي في خوف دائم، منذ وصول مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية إلى البلاد، وفق مجلة «جون أفريك».
ففي ليري، ميناكا، سيفاري، وغاو، تُعيد هذه القوات المسلّحة إلى الأذهان ذكريات مؤلمة تعود إلى فترة انتشر العناصر المتطرفة العام 2012.
ونقلت المجلة عن حميدو، أحد سكان ليري قوله : «إنهم هنا، يعطون الأوامر، ونحن نصمت». وأضاف: «ما يحدث يُعيد إلى ذاكرتي أسوأ لحظات العام 2012»، مشيراً إلى مرارة أن يكون الخوف هذه المرة من «حلفاء». وأوضحت المجلة أنه «رغم أن وجود فاغنر يُبرّر رسميًا بتدريب القوات المسلحة المالية (FAMa)، ودعمها في محاربة الجماعات الجهادية، فإن الواقع على الأرض يعكس صورة مختلفة، حيث تسود ممارسات عنيفة وغامضة». 
وفي ليري، تحكي إحدى النساء كيف تم اعتقال رجل يُدعى موسى، لمجرد استخدامه الهاتف أثناء مرور سيارة لفاغنر، حيث تم تفتيش هاتفه وتعرض، بحسب روايته، للتعذيب قبل أن يُفرج عنه لاحقاً، إذ اضطُر إلى الفرار نحو باماكو.
«الخوف أصبح جزءاً من الحياة اليومية»، يقول أحد سكان ميناكا: «في عهد المتشددين كنا نخاف الجلد، أما، الآن، فنخاف حتى من التنفس».
وتجدر الإشارة  إلى أنه بخلاف القوات الفرنسية أو الأممية، لا تنخرط قوات فاغنر في أي أنشطة مدنية أو اجتماعية، مما يفاقم التوترات بينها وبين السكان. ويُتهم عناصر فاغنر بتنفيذ مداهمات دون إذن قانوني. 
كما أفاد سكان من سيفاري أن منازلهم خضعت لتفتيش قسري، مع فقدان أموال ومجوهرات بعد هذه المداهمات. 
ويقول شـــــاهد عيان: «يقتحمون البيوت، ويأمرون الجميع بالانبطــــــاح، ويفتشـــــون كل شــــــــــيء، ويتصرفـــــــون كأنهم فوق القانون»، مضيفـــــــــاً أنه حتى الجنـــــود الماليين نــــــادراً مـا يعارضونهم.
في العام 2023، بمدينة ديالاساغو، تدخل جنود ماليون لمنع إعدام جماعي لحوالي 30 رجلاً، اتهمتهم فاغنر بحمل السلاح، حيث لم يتراجع المرتزقة إلا بعد اتصال هاتفي من وزير الدفاع المالي، ساديو كامارا.
ورغم الشهادات المتعددة حول الانتهاكات، لا تزال الحكومة المالية تدافع بشدة عن تعاونها مع روسيا، وتصفه بأنه «إستراتيجي» و»سيادي».
وأكد تقرير المجلة الفرنسية أن الشعور السائد في الميدان هو القلق والخوف.
 ويقول أحد المسؤولين المحليين في غاو: «الناس يريدون فقط أن يكون لهم الحق في التنديد بما تفعله فاغنر، كما فعلوا في السابق عندما وقعت تجاوزات من عملية برخان الفرنسية».