تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 49

«خليفة التربوية» : تطوير التعليم ركيزة الانطلاق لنهضة حضارية في «الخمسين المقبلة»

«خليفة التربوية» : تطوير التعليم ركيزة الانطلاق لنهضة حضارية في «الخمسين المقبلة»

• حسين الحمادي : ملف التعليم يحظى بأولوية وطنية ونجحنا في تطبيق التعليم الهجين
• محمد سالم الظاهري: التعليم شكّل على مدى نصف قرن ركيزة أساسية في نهضة وتقدم دولة الاتحاد
• أمل العفيفي : نستشرف آفاقاً واسعة لنهضة تعليمية في « الخمسين المقبلة
• عدنان حمد : مطلوب تشريع يحدد معايير وضوابط التعليم عن بعد
• سعيد النظري : رسالتنا توظيف طاقات وإبداعات الشباب للمشاركة في تصميم الخمسين المقبلة
• عبدالله الكمالي : رعاية أصحاب الهمم وتعليمهم وتمكينهم في المجتمع أولوية لدى القيادة الرشيدة
• رنا تميم : جائحة كورونا ساهمت في سرعة تحول الجامعات من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد
• طارق العامري : بناء كفاءات طلبة اليوم لتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل
• فاطمة المازمي : المدرسة الإماراتية شكلت نقلة نوعية في منظومة التعليم وجعلت الطالب محوراً لتميزها
• خالد العبري : تفاعل مجتمعي بارز مع دعوة القيادة للمشاركة في تصميم الخمسين


أكد عدد من المسؤولين و القيادات التعليمية في الدولة على الجاهزية التامة للانطلاقة نحو « الخمسين المقبلة «، بعزم وإرادة وإيجابية تعزز من تواصل مسيرة النهضة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي انطلقت في العام 1971 وصولاً إلى تحقيق أهداف رؤية مئوية الإمارات 2071 .
وأشاروا إلى أن ما حققته دولة الإمارات خلال الخمسين الماضية جعل منها نموذجاً في التنمية الحضارية وبناء الإنسان حيث دشنت القيادة الرشيدة منظومة متكاملة تستهدف الارتقاء بالعنصر البشري وهيأت كل سبل التميز والريادة والإبداع للمواطن والمقيم والزائر إلى أرض الإمارات الطيبة، استناداً إلى تجربة فريدة في التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية وتوظيف التكنولوجيا المتطورة وغيرها من المجالات التنموية التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً فريداً يحتذى به على مستوى العالم، وتصدرت الدولة من خلاله مؤشرات التنافسية العالمية في مجالات متنوعة .

جاء ذلك خلال فعاليات احتفال جائزة خليفة التربوية باليوم الوطني الـ 49 الذي نظمته الجائزة في مقرها بأبوظبي تحت شعار « مستقبل التعليم .. للخمسين القادمة»، وحضرها معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ، ومحمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، وأمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وعدد من القيادات التعليمية والأكاديمية وأولياء الأمور وأعضاء هيئات التدريس، وأقيمت الفعالية عن بعد التزاماً بالإجراءات الاحترازية . وتحدث في الفعالية كلاً من:  سعادة عدنان حمد الحمادي عضو المجلس الوطني الاتحادي  رئيس لجنة التعليم، وسعادة سعيد النظري  المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، وسعادة عبدالله الكمالي المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ، الدكتورة رنا تميم عميد كلية التربية بجامعة زايد، والدكتور طارق العامري  مدير إدارة التراخيص وامتثال التعليم بدائرة التعليم والمعرفة، الدكتورة فاطمة المازم مدير مجلس بقطاع العمليات المدرسية بوزارة التربية والتعليم، وأدار الفعالية الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية للجائزة .

وفي بداية الفعالية رحبت أمل العفيفي بمعالي وزير التربية والتعليم والمتحدثين وحضور الفعالية، مؤكدة على أهمية هذه الفعالية التي تأتي تزامنا مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ 49 ، والتي نستشرف من خلالها آفاق واسعة لنهضة تعليمية في « الخمسين المقبلة « تحت رعاية قيادتنا الرشيدة.

وحدة المصير
استهل معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم كلمته الافتتاحية بالترحيب بالمجتمعين، قائلا: «أنتهز هذه الفرصة لأرفع إلى مقام القيادة الرشيدة أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني، وأهنئ أبناء الشعب الإماراتي الكريم، بيومهم الوطني العزيز على قلوبنا والذي شكل تجربة عالمية متفردة في الإيمان بوحدة المصير، بتأسيس اتحاد دولة الإمارات على يد القائد المؤسس -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه.
 وقال معاليه إن الاتحاد جذوره ممتدة في الأرض، حيث رسخ لمكانة الدولة على خارطة التنمية والتقدم والحداثة على الصعيد العالمي، وراهن على الإنسان الإماراتي والتعليم لتمكين الأجيال من قيادة دفة المسيرة، فكان ثمرة ذلك أننا نعاين ونلمس بفخر ما وصلت إليه الدولة من ريادة وتقدم في قطاع التعليم، لتقطع بذلك أشواطا كبيرة في بناء جيل ينافس علمياً ومهارياً، ودولة سقف طموحها الفضاء.

 وذكر معاليه أن ملف التعليم، يظل الشغل الشاغل لنا على مستوى الوطن بأفراده ومؤسساته وهيئاته وقطاعاته التربوية، ويشهد حراكاً مستمراً بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة التي وفرت له كل مسوغات التمكين والتطوير، وهذا محور اهتمام هذا اللقاء الذي يبحث في آفاق التعليم للسنوات الخمسين المقبلة كما هو واضح في أجندة الدولة لاستشراف المستقبل.

 ولفت معاليه إلى أن هذا الملف الحيوي يشكل أولوية وطنية، كونه بمثابة العمود الفقري لمتطلبات النهضة المعرفية والتنمية المستدامة التي تتطلع إليها دولة الإمارات، وفي هذا الصدد نواصل التنسيق والتشاور مع الجهات والمؤسسات التربوية بالدولة لتحديد المتطلبات المستقبلية، للخروج بصيغة تربوية موحدة تتكامل فيها الرؤى والجهود.

 وأضاف معالي وزير التربية والتعليم أنه تم وضع سيناريوهات تعليمية تتناسب مع التوجهات المستقبلية للدولة، آخذين في الاعتبار نقاط القوة والضعف، والتحديات الراهنة، والفرص والمخاطر المستقبلية، وبناء على المحركات والموجهات المستقبلية، كما تم تحديد تصور حالي وأهداف استراتيجية لتحقيق مخرجات نوعية، وتطبيق معايير الجودة ضمن نظامنا التعليمي.

نجاح التعلم عن بعد
ومن جانبه أكد محمد سالم الظاهري على أهمية هذه الفعالية التي تساهم من خلالها جائزة خليفة التربوية في استشراف مستقبل التعليم « للخمسين القادمة « مشيراً إلى أن منظومة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة شكلت على مدى نصف قرن ركيزة أساسية في نهضة وتقدم دولة الاتحاد، حيث نجح التعليم في ترجمة توجيهات القائد المؤسس- المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه « في بناء الإنسان المعتز بوطنه والفخور بإرثه الحضاري، والمتطلع دائماً لمواكبة التقدم العلمي الذي يشهده العصر، وهو نهج تواصل السير عليه قيادتنا الرشيدة .

تفاعل مجتمعي
ومن جانبه أكد الدكتور خالد العبري على أهمية هذه الفعالية التي يضفي عليها حضور معالي وزير التربية والتعليم بهجة تواكب ما يشهده المجتمع من عصف ذهني ومشاركة فعالة بتقديم الأفكار والمقترحات لرسم ملامح المستقبل « للخمسين المقبلة «، مشيراً إلى أن الفعالية استقطبت نخبة من القيادات التعليمية والوطنية ذات العلاقة بالشأن التعليمي، وهو ما يجعل منها إضافة جديد لجهود التفاعل المجتمعي مع توجيهات القيادة الرشيدة بشأن المشاركة في الاستعداد لــ « الخمسين المقبلة « .

مطلوب تشريع
ومن جانبه أشار عدنان حمد إلى أن ‎هناك الكثير من المستهدفات التي يجب على قطاع التعليم تحقيقها خلال الخمسين عام القادمة من خلال العمل على توفر الإمكانيات التكنولوجية و البنية التحتية الملائمة لتحقيقها، و هذا ما قررته وزارة التربية و التعليم من خلال تطبيق نظام «التعليم الهجين» بنسبة 70‎%‎ تعليم مباشر و 30‎%‎ تعليم «عن بعد»، وهو من أنواع التعليم التي تسعى من خلالها المنظومة التعليمية إلى تحقيق الاستدامة والتناغم مع رؤية الوزارة المستقبلية ومئوية الإمارات 2071 واضعين نصب أعيننا اكمال مرحلة التأسيس التي وضعها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه « في ترسيخ القيم والعادات والتقاليد والسنع وغيرها من الفضائل وعززها بالتعليم ،على أن يقدم هذا النوع من التعليم فرص تعليمية وتدريبية ومنصات تعتمد على المتعلم نفسه دون التقيد بمكان وزمان معينين ولتحقيق ذلك لا بد من استصدار تشريع  أو قانون لاعتماد أو تطبيق معايير واضحه للدراسه عن بعد تكون قابله للتطبيق.

الشباب ركيزة التنمية
وقال سعيد النظري : إن الشباب كان ولا يزال الركيزة الأساسية في مسيرة التنمية التي حققتها دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية، واليوم تراهن قيادتنا الرشيدة على أفكار شباب الإمارات وإبداعاتهم وسواعدهم للمضي نحو مستقبل أفضل في الخمسين عاماً المقبلة .
وأضاف : تجمع جائزة خليفة التربوية والمؤسسة الاتحادية للشباب أهدافاً مشتركة تتمثل في توفير بيئة مواتية لتكريس ثقافة الابتكار والإبداع لتمكين الشباب وبناء مستقبل أفضل عبر احتضان المتميزن والمواهب في كافة القطاعات، وتحفيزهم على  إطلاق طاقاتهم وتوظيف أفكارهم وقدراتهم الإبداعية لخدمة مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وتتماشى هذه الجلسة التي تستشرف مستقبل قطاع التعليم خلال « الخمسين القادمة « مع ما تبذله المؤسسة من جهود لتعزيز مشاركة الشباب لتصميم « الخمسين القادمة «، وذلك عبر إتاحة المجال أمامهم لتقديم تصوراتهم والاستفادة من أفكار لتحقيق ملامح مستقبل القطاعات الرئيسية في « الخمسين القادمة «.  

رعاية أصحاب الهمم
وتطرق عبدالله الكمالي إلى جهود مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ودورها في ترجمة ما يحظى به أصحاب الهمم من رعاية واهتمام من قبل القيادة الرشيدة، وبالقياس على وتيرة التطور المتسارعة والهائلة لمختلف جوانب الحياة في دولة الإمارات المتحدة خلال الخمسين سنة الماضية، وبحسب ما حدث من ثورة في علوم التأهيل لأصحاب الهمم على المستوى العالمي في الفترة ذاتها، فإننا يمكننا استشراف مستقبل مشرق لخدمات أصحاب الهمم، من حيث تطور خدمات الكشف المبكر والرعاية الصحية وزراعة الأعضاء، وخدمات التأهيل والتدريب والتعليم والتكنولوجيا المساعدة والأجهزة الداعمة والأطراف الصناعية ومختلف خدمات أصحاب الهمم.

تحديث نظم التعليم
ومن جانبها أشارت الدكتور رنا تميم إلى أن الدعوات لتطوير وتحديث نظم التعليم العالي في مختلف البلدان ليست بجديدة، ولكن جائحة كورونا قد جعلت مثل هذه الدعوات أكثر إلحاحًا، لا بل ضرورة ولقد تمكنت الجامعات من التحول من التعليم التقليدي الى التعليم عن بعد بشكل سريع، الا أنه من الضروري على الجميع العمل معا لتبادل الخبرات وللتحضير بشكل أفضل لإبتكار وتحضير المنظومة المناسبة للتعليم العالي ما بعد الجائحة إذ أن الالتزام بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بشكل نهائي غير قابل للتطبيق،  كما أنه من غير الممكن العودة إلى منظومة ما قبل الكورونا وعليه، فنحن بحاجة إلى التفكير في إعادة تصور نظام التعليم العالي لتحقيق أقصى استفادة من التغيير الذي طرأ علينا، وما تمليه علينا نتائج الأبحاث في مجال تكنولوجيا التعليم والتعليم عن بعد .

تحديات المستقبل
وتحدث الدكتور طارق العامري عن أهمية مشاركة مختلف فئات المجتمع في الاستعداد لـ « الخمسين القادمة « قائلاً : نحن في دائرة التعليم والمعرفة بإمارة أبوظبي وكإحدى الجهات المعنية بتطوير قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمثّل مهمتنا الأبرز في بناء كفاءات طلبة اليوم لتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل، وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تتيح لهم تلبية متطلبات سوق العمل، والذي سيشهد صعود وظائف جديدة. وتنسجم استراتيجيتنا للاستعداد للخمسين مع هذه الرسالة إذ نواصل العمل على تطوير خدمات التعليم في المراحل المبكرة والمتوسطة بعيداً عن النماذج التقليدية، لاعتماد منهجيات تحفز الطلبة لاستكشاف كامل إمكاناتهم، فيما يتحول دور المعلم إلى مرشدٍ وداعم لمسيرة الطلبة التي يحددونها بأنفسهم. ولضمان جاهزية الطلبة للمستقبل، نقدم لهم اليوم الإرشاد والدعم لاختيار التخصصات الأكاديمية التي تلبي طموحاتهم وتزوّدهم بالمهارات اللازمة لسوق عمل المستقبل، فيما نركز في ذات الوقت على تطوير منظومة التعليم العالي متعدد التخصصات لتلبية احتياجات المستقبل. وبالنظر للتقدم السريع في مجالات العلوم والتقنية، نعمل منذ الآن على دراسة وتطوير السياسات لبناء نموذج تعليم هجين تلعب فيه حلول الذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة دوراً فاعلاً، فيما يركز الطلبة على مجالات البحث والتحليل بدل تلقي المعلومة « .

تميز المدرسة الإماراتية
من جانبها أكدت الدكتورة فاطمة المازم : على أن التعليم يمثل محركاً أساسياً للتنمية الوطنية منذ انطلاق دولة الاتحاد على يدي المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه « وإخوانه المؤسسين الذين آمنوا بأهمية التعليم، واستمر هذا النهج من قيادتنا الرشيدة التي أولت التعليم صدارة أجندة التنمية الوطنية ومئوية الإمارات 2071 ، وقد شكل التعليم منذ انطلاق مسيرة الاتحاد أحد الركائز الأساسية لنهضة الوطن وبناء الإنسان المعتز بهويته، والفخور بإرثه الحضاري والمتطلع دائما لمواكبة العصر والتفاعل مع ما يشهده من تطور علمي وتقني .