جلسة رمضانية عن بعد ترأسها ضاحي خلفان:
«رعاية الموهوبين» تناقش «الموهوب الإماراتي بين الرعاية والمستقبل»
بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، وبمشاركة معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، ومتابعة معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ونخبة من المتحدثين، وما يقارب من 1800 متابع للجلسة عبر البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من عدد من الدول العربية والأجنبية، أقيم المجلس الرمضاني الافتراضي عن بعد، بعنوان “الموهوب الإماراتي بين الرعاية والمستقبل».
وتحدث في الجلسة التي ترأسها معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، وأدارها الإعلامي مروان الحل، عدد من كبار المسؤولين والمتخصصين وأعضاء مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، ومن بين المتحدثين: سعادة عبدالله بن زايد الفلاسي، رئيس مجلس دبي لمستقبل المواهب، وسعادة سمية حارب السويدي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة خليفة بن دراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، والمهندس خلفان جمعة المراشدة، مدير إدارة تطوير مهارات الطلبة بوزارة التربية والتعليم، والدكتورة مي الطائي، مدير إدارة المناهج بأكاديمية أبوظبي الحكومية، والشيخ خليفة حريز آل مكتوم، أحد الطلبة الموهوبين الذين ترعاهم الجمعية، ويتابع دراسته الجامعية في الهندسة النووية في جامعة بنسلفانيا.
كما شارك في الجلسة عدد من أعضاء مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، منهم: الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، نائب رئيس الجمعية، ومنيرة صفر، أمين السر العام، والدكتور سيف الجابري، والدكتور شافع النيادي، وديالا إبراهيم النعيمي، والمقدم زيد الصابوني، المستشار الإعلامي للجمعية، والدكتورة مناهل ثابت، المستشارة العلمية للجمعية.
وفي بداية الجلسة رحب معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، بالمشاركين، وأشار معاليه إلى أهمية هذه الجلسة الرمضانية التي تناقش موضوع جيل الشباب الموهوبين، خصوصا أنها تأتي في وقت يمر به العالم بأزمة كبيرة، متسائلا حول تأثير هذه الأزمة في توجه وتطلعات الموهوبين المستقبلية واختصاصاتهم نحو إيجاد أفضل الحلول التي تخدم الوطن والأمة العربية والعالم أجمع.
وطالب معاليه جهات الاختصاص بالدولة برسم خارطة طريق ووضع استراتيجية لأبنائنا الموهوبين تدعم قدراتهم وتطلعاتهم المستقبلية، وإنشاء مراكز بحثية تطبيقية قادرة على القيام بتجارب علمية تفسح المجال أمام الموهوبين في إثراء معارفهم، وكذلك إنشاء مركز وطني لقياس القدرات، لديه برامج منظمة يجري اختبارات ذكاء للطلبة لاكتشاف الموهوبين منهم، وتكون لديه سجلات خاصة بهم، ويتم تصنيفهم حسب اختصاصاتهم ومواهبهم في كافة المجالات، ومتابعة رعايتهم، مشيرا إلى أن الدولة لم تأل جهدا في دعم كافة المشاريع والخطط التي تصب في رعاية الموهوبين، ورصدت من أجل ذلك الكثير من الأموال لدعم الابتكار وخدمة المواهب، والتي سيكون لها مردودا إيجابيا في المستقبل.
كما طالب معاليه بأن يكون هناك جهة مختصة في الدولة تتولى الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا أسوة ببقية دول العالم، مشيرا معاليه إلى زيارته الأخيرة لكوريا الجنوبية واطلاعه على تجاربها الناجحة في مجال دعم الموهبة وتسليط الضوء على العلوم التكنولوجية التي تخدم المجتمع، وتمنى معاليه أن يتم استحداث منصب وزير للعلوم والتكنولوجيا في الدولة يدعم هذا المجال.
من جانبها، أشادت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع، بالجهود التي تبذلها جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين ممثلة برئيسها وأعضائها، في سبيل دعم أبناء الوطن من الموهوبين، ورعايتهم، ودورها الريادي في اكتشاف الموهوبين من خلال البرامج والخطط التي تقوم بها، وأشارت معاليها إلى أن الأزمة التي تمر بها الدولة والعالم هذه الأيام بسبب جائحة كورونا “كوفيد19”، شكلت منعطفا مهما في مجال الموهبة، خصوصا أن حكومة دولة الإمارات العربية ركزت في كافة اجتماعاتها خلال هذه الأزمة على ضرورة توظيف كافة العقول والأفكار الإبداعية والموهوبة للوصول إلى حلول لمعالجة مشكلة كورونا. وأكدت معاليها أن حكومة دولة الإمارات تركز دائما على البحث عن الموهوبين من الطلبة وتعمل على اكتشاف القدرات العقلية التي يتمتعون بها ودعمها، وتوجههم حسب المجالات التي تناسبهم، وتتناسب مع احتياجات الدولة من الطاقات الإبداعية للموهوبين، وأشارت إلى أهمية دور الأسرة في الاكتشاف المبكر للموهبة لدى أبنائهم والعمل على صقلها ورعايتها وتطويرها.
وحول استمرارية التعلم عن بعد، بعد الانتهاء من أزمة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها، ذكرت الدكتورة مي الطائي، مدير إدارة المناهج بأكاديمية أبوظبي الحكومية، بأن الدولة كانت سباقة ومستشرفة للمستقبل في هذا المجال، وأصبح لديها البنية التحتية القوية القادرة على الاستمرار بآلية التعلم عن بعد، مؤكدة على أن التوجه المستقبلي يجب أن يكون نحو التعلم عن بعد مدى الحياة بعد أن ثبتت فعاليته ونجاحه في النموذج المتميز الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال سعادة عبدالله بن زايد الفلاسي، رئيس مجلس دبي لمستقبل المواهب: إننا بحاجة إلى وجود منصة موحدة على مستوى الدولة لقياس قدرات الطلبة الموهوبين من أبناء الوطن، تكون لديها قاعدة بيانات تستطيع من خلالها التعامل مع كافة الأنظمة الذكية، وتوفر الجو المناسب لوجود بيئة حاضنة للموهبة والموهوبين في ظل تغير المفاهيم العالمية بعد أزمة كورونا.
من جانبه أشار الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، نائب رئيس جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، إلى أن الجمعية كان لها السبق منذ تأسيسها قبل 20 عاما في استشراف المستقبل في مجال اكتشاف الموهوبين ورعايتهم في الدولة، وكانت أول من طرح مبادرة اختبارات الذكاء للطلبة في الدولة، وأول جمعية تؤسس جائزة للعلماء الشباب، مؤكدا على أن كافة جهود الجمعية ومبادراتها كان لها الدور الكبير في دعم مسيرة الإبداع والابتكار في الدولة، كما أكد الدكتور العور على أهمية البحوث العلمية في دعم الابتكار.
وطرحت سعادة سمية حارب السويدي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، مجموعة من الاقتراحات: أهمها حصر التحديات التي تواجه الموهوبين في الدولة بما يتعلق برسم الخطط التي تتماشى مع تطلعاتهم واحتياجاتهم، وتوسيع حلقة الاهتمام بالموهوبين ونقلها إلى التحول الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي واستخدام الواقع الافتراضي، ورسم الخطط والاستراتيجيات التي تسهم في دعم ورعاية إبداعات الموهوبين، وتكاتف جميع المؤسسات والجهات المعنية، وبحث سبل التعاون مع الدول المتقدمة في مجال الموهوبين، وإطلاق صندوق إماراتي لدعم الموهوبين في الدولة.
وتحدث المهندس خلفان جمعة المراشدة، حول الحاضنات الفكرية للموهوبين، مشيرا إلى أن الدولة وفرت العديد من البرامج الإثرائية التي تتناسب مع الميول والرغبات المختلفة للموهوبين، والتي تطور مهاراتهم وقدراتهم وتتدرج معهم حتى تصل إلى مرحلة البناء المعرفي الأساسي، وتجعل منهم رواد أعمال ومبدعين في المستقبل.
أما هند الشامسي، مدير تحليل ومتابعة التقارير التنافسية العالمية، من الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء بالدولة، فتحدثت حول جهود الهيئة في مبادرة تسجيل البحوث العلمية في الدولة، في كافة المجالات العلمية، والتي تلبي متطلبات الأجندة الوطنية 2021م، وجمع كافة البحوث العلمية عن طريق وزارة الاقتصاد الأمر الذي يرفع الداء التنافسي للدولة.
من جانبه، ذكر الشيخ خليفة حريز آل مكتوم، أحد الطلبة الموهوبين الذين ترعاهم الجمعية، أن جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين قدمت له الدعم والرعاية اللذين ساعداه على استكمال مسيرته العلمية خارج الدولة في مجال الهندسة النووية، وفتحت له آفاق كبيرة في مجال تخصصه، والتي يرغب في تكريسها لخدمة وطنه. واختتمت الجلسة بمجموعة من التوصيات، منها ضرورة إصدار قانون للموهبة بالدولة، وهو اقتراح تقدمت به جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين للحفاظ على حقوق الموهوبين ودعمهم ورعايتهم بالشكل المطلوب، ومنحهم الفرص وإعطائهم الأولوية في المساهمة في برامج ومشاريع الحكومة، وإنشاء شبكة موحدة على مستوى الدولة تجمع كافة الموهوبين بحيث يكون لهم كيان وهوية خاصة، والاهتمام بالبحوث العلمية التي تدعم المشاريع الإبداعية للموهوبين.