«سياسة العسكرة».. قبضة ترامب الأمنية تنذر بإشعال فوضى في أمريكا
حذرت أوساط سياسية وأمنية أمريكية أمس الأحد من «سياسة العسكرة» التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الولايات، مشددين على أنها قد تشعل فوضى وتفجر أزمة قانونية مع المسؤولين المحليين.
وعمّت مظاهرة غاضبة مساء أمس الأول السبت أرجاء العاصمة واشنطن، احتجاجًا على نشر «الحرس الوطني» ورفضًا لوجود عناصره، تحت شعار «حرروا واشنطن» و»أوقفوا الطغيان»، وسط مطالبات من المحتجين بسحب العناصر.
وأمر ترامب بنشر «الحرس الوطني» في واشنطن، خلال أغسطس- آب، في خطوة قال إنها عززت الأمن في المدينة، وكان الحرس الوطني متواجدًا بشكل رئيسي في وسط المدينة والمناطق السياحية.
وأشادت عمدة واشنطن العاصمة مورييل باوزر، بقرار ترامب القاضي بزيادة أعداد أفراد إنفاذ القانون الفيدراليين في المدينة، وسط معارضة من طيف واسع من مواطني العاصمة.
ويقوم أكثر من 2000 جندي من بينهم جنود من 6 ولايات ذات أغلبية جمهورية، بدوريات في المدينة، ولم يتضح بعد موعد انتهاء مهمتهم، علمًا أن الجيش الأمريكي مدَّد هذا الأسبوع أوامره للحرس الوطني في واشنطن العاصمة حتى الـ30 من نوفمبر- تشرين الثاني. ويلوح ترامب في الأيام الأخيرة بالقبضة الحديدية الأمنية من خلال رسائل «عسكرة» توجه لمسؤولي الولايات التي يستهدفها ترامب، بحجة محاربة الجريمة.
وتعهد ترامب بشن حملات في مدن أخرى يقودها الديمقراطيون أيضًا، وألمح بشن حملة عسكرية لترحيل المهاجرين، مع نشره صورة على منصته تسخر من فيلم «Apocalypse Now» الذي أنتِج في عام 1979 عن حرب فيتنام.
وقال ترامب، يوم الثلاثاء، إنه سينشر أيضًا قوات «الحرس الوطني» لمحاربة الجريمة في شيكاغو ثالث أكبر مدينة في البلاد.
في المقابل، خرج حاكم إلينوي الواقعة ضمن نطاقها مدينة «شيكاغو» الأمريكية، السبت، للتعبير عن غضبه إزاء منشور ترامب الذي تضمن تهديدًا بعمل عسكري.
ونشر الحاكم جاي بي بيرتزكر تدوينة على حسابه في منصة «إكس»، جاء فيها: «رئيس الولايات المتحدة يهدد بشن حرب على مدينة أمريكية. هذه ليست نكتة. هذا ليس وضعًا طبيعيًّا».
وشدد الحاكم بيرتزكر على أن «دونالد ترامب ليس رجلًا قويًّا، بل رجل خائف. لن يخيف إلينوي من يطمح إلى أن يكون دكتاتورًا».
ورفع المدعي العام الأمريكي براين شوالب دعوى قضائية، الخميس، سعيًا لمنع نشر القوات، بحجة أنها غير دستورية وتنتهك قوانين فيدرالية متعددة.
وأظهرت بيانات وزارة العدل أن الجرائم العنيفة في عام 2024 وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا في واشنطن، وهي منطقة فيدرالية تتمتع بالحكم الذاتي تحت سلطة الكونغرس الأمريكي.
وسبق أن نشر ترامب الآلاف من عناصر «الحرس الوطني» ومشاة البحرية في لوس أنجليس في حزيران-يونيو بهدف مساعدة الشرطة في حملتها للسيطرة على الاحتجاجات والاضطرابات التي أثارتها حملته ضد الهجرة غير النظامية.
ورُفعت دعاوى قضائية ضد الخطوتين اللتين أثارتا أيضًا تحركات احتجاجية، ووصف معارضون نشر قوات عسكرية في مدن أمريكية بأنه استعراض للقوة.
ولوّح الرئيس الجمهوري مرارًا بنشر آلاف العسكريين الأمريكيين في معاقل للديمقراطيين، مثل: شيكاغو وبالتمور. وهما مدينتان يقول إنهما تعانيان ارتفاع معدلات الجريمة في ظل وجود عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين.