نجم الهجوم على الكونجرس الأمريكي:

«شامان كيو»، تحت الزي يتخفى نازي جديد...!

«شامان كيو»، تحت الزي يتخفى نازي جديد...!

-- من الواضح أن الاضطراب في مبنى الكابيتول كان نعمة إعلامية لجيك أنجيلي
-- أصبح شامان كيو في ليلة واحدة، الوجه الجماهيري الجديد لأطروحات كيو انون المؤامراتية
-- منذ أشهر، يشارك الرجل في جميع احتجاجات اليمين البديل، حتى إنه ظهر مع رودي جولياني
-- مدافع على بدع هذه الحركة اليمينية المتطرفة التي جعلت من دونالد ترامب بطلها
-- إذا كــــــــــان مظهـــــــــــــره يسلي العديد من مستخدمي الإنترنت، فإن أفكاره ليست أقل راديكالية


الصور مذهلة... تم غزو مبنى الكابيتول من قبل حشد ملون، علم الكونفدرالية في اليد، وقبعة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” على الرأس، وأقنعة سوداء على الوجه. البعض مجهز بشكل مفرط (بما يثير الرعب عند التفكير في الاستعدادات المسلحة). وآخرون، فرحون، أقدامهم على مكتب المتحدثة نانسي بيلوسي ... وجميعهم تقريبًا من البيض. بل إن أحدهم يرتدي قميصاً مكتوب عليه “أوشفيتز».
في هذه الفوضى الكاملة، هناك رجل ملفت للنظر حقًا. بفرو الثعلب على رأسه، وخوذته التي يبدو قد استعارها من خردة فايكينغ، ووشمه القبلي، سرعان ما تعرف عليه المراقبون المطلعون على حركة كيو أنون: إنه جيك أنجيلي، 32 عاما، ناشط مؤيد لترامب، قادم من ولاية أريزونا.
 
   يشار الى ان كيو انون ولدت عام 2017 في منتدى 4 تشان، وتتبنى نظرية المؤامرة هذه وجود “دولة عميقة” في الولايات المتحدة تسيطر عليها نخب ... همّها ممارسة الجنس مع الاطفال. وفي هذا العالم الخيالي، يقوم مسؤول كبير غامض (يُدعى “كيو”) بتسريب معلومات سرية لمساعدة دونالد ترامب وأنصار كيو انون على إحباط هذه المؤامرة. ومنذ عدة أشهر، انتشرت إشارات “كيو” أيضًا في اجتماعات دونالد ترامب الى درجة أن الرئيس الأمريكي أعاد أحيانًا تغريد محتوى هؤلاء المتآمرين.

  منذ أشهر، يشارك الرجل في جميع احتجاجات اليمين البديل، حتى أنه ظهر مع رودي جولياني، وواسع الانتشار والحضور على فيسبوك. يستجيب أنجيلي أيضًا بشكل ودي للمقابلات مع الصحفيين، مستنكرًا، بالجملة، أكاذيب وسائل الإعلام، والبنوك، أو مؤامرة شيطانية عملاقة، أو الاستنساخ، أو الدولة العميقة -باختصار، بدع هذه الحركة اليمينية المتطرفة التي جعلت من دونالد ترامب بطلها... فلا جديد تحت شمس كيو أنون.

   لكن الجديد إلى حد ما، هو الرموز التي اختارها جيك أنجيلي ليعرض نفسه وسط حشد من النشطاء: زي جدير بهوليوود بوليفارد، صدر عار رغم الشتاء يوشحه وشام، وقرن فايكنغ ... زي تنكري حقيقي. اننا بعيدون عن ارتداء الزي شبه العسكري المعتاد، أو المستوحى من الجنوب للنشطاء الترامبيين.
   نجح هذا اللوك في لفت انتباه الصحفيين المصورين الموجودين في مبنى الكابيتول، والذين حاصروه بكم هائل من الصور، ومنحهم جيك المقابل، على طريقة كرماس نهاية السنة. عادي، ان أنجيلي ممثل ومغني سينمائي في أوقات فراغه، كما هو مذكور في سيرته على موقع مهني، رصده مستخدمو الإنترنت “تم حذفه منذئذ».

نعمة إعلامية
   بالنسبة لجيك أنجيلي، من الواضح أن كل هذا الاضطراب في مبنى الكابيتول نعمة إعلامية. زيّه الفلكلوري الغامض، على طريقة جاميروكيه “المغني القريب من أجواء التسعينات” كاد يجعله ودودا تقريبًا. فغطاء الرأس من شعر الثعلب (أو ذئب؟) يستعير بشكل كبير من الأسطورة الشعبية لديفي كروكيت، ذلك الصياد العجوز زمن غزو الغرب الأمريكي، باختصار، انها احتفالية بروح الرواد العزيزة على قلوب الأمريكيين المحافظين، كما يتقن صناعتها التلفزيون الأمريكي جيداً.
   هكذا أصبح جيك أنجيلي، بقبعتــــــه، وفي ليلــــة واحـــــــدة، الوجه الجماهيري الجديد لأطروحات كيـــــو انــــــــون المؤامرتية، وبالصدفة، رمزا. لها ولكن إذا كان مظهره يسلي العديد من مستخدمي الإنترنت، فإن أفكاره ليست أقل راديكالية.

مجموعة من
 رموز النازيين الجدد
   كل هذا يمكن أن يدفع للابتسامة، ولكن عند الفحص الدقيق، فإن بعض التفاصيل الخاصة بملابس الرجل الملقب بـ “الشامان كيو انون”، تثير القلق مثل هذا الرأس المحلوق، وخصوصا، تلك الخوذة ذات القرنين على طريقة الفايكنج. في المعتقدات الإسكندنافية، غالبًا ما كان يُصوَّر أودين (أو ووتان في اللغة الألمانية القديمة)، إله الموتى والانتصار، بمثل هذه الخوذة، أو في نسخة مجنحة.

  وقد استعادت حركات تفوق الرجل الأبيض الأمريكية هذه الصور إلى حد كبير، وأضافت اليها تأثيرات أخرى، في طبخة إيديولوجية رديئة. رأينا ذلك في أغسطس 2017، في صفوف المتظاهرين اليمينيين المتطرفين في شارلوتسفيل، حيث كانت الرموز النازية الكلاسيكية مثل الصليب الحديدي أو الصليب المعقوف، تجاور شعارات أكثر تشفيرًا مثل رباعي الوجوه (مستعار من الثقافة الجرمانية) أو الحرف اليوناني “لامدا” (إشارة إلى محاربي سبارتا الفخورين).   

على صدر أنجيلي، وشام غريبة تلفت الأنظار أيضًا. ثلاثة مثلثات سوداء (فالكنوت)، ومطرقة ثور، ويغدراسيل، شجرة عالمية -الثلاثة مستعارون من ثقافة الشمال، ولكن أيضًا ثلاثة رموز رائجة جدًا بين النازيين الجدد في أمريكا، انها تعبير عن شكل من أشكال الأيديولوجية العنصرية.    على الإنترنت، يمكن العثور على المحلات التجارية التي تقدم كل ما تحتاجه لقضاء أمسيات رائعة: بلوزات بحروف قوطية، وشعارات باللغة الألمانية، وملابس مموهة، وما إلى ذلك. ومع ذلك، من الصعب معرفة ما إذا كانوا من المعجبين البسطاء بالخيال البطولي ومسلسلات الفايكنج، أو من الاتباع الحقيقيين للتيارات الهووية “القوة البيضاء”، لأن الرموز مختلطة.

    قال “كيو شامان” إنه “اكتشف” الكثير من النظريات التي يؤمن بها من خلال أبحاثه الخاصة على الإنترنت. وتظاهر جيك أنجيلي لأول مرة أمام كونغرس أريزونا، مشيرا الى كيو انون، ثم برز في اجتماع دونالد ترامب في فينيكس، حين رفع لافتة “كيو أرسلني».
  كما شارك في مسيرات لإعادة فتح الشركات التي أغلقتها الحكومة لمنع انتشار كوفيد-19 وفي احتجاجات للطعن في نتائج الانتخابات في ولاية أريزونا.
   بعد ليلة الفوضى تلك، أصبح جيك أنجيلي نجمًا في الشبكات الاجتماعية. وقد يكون قادرًا على الانتقال إلى تلفزيون الواقع، من يدري؟ نحن نعرف نجما حقيقيا سابقا لتلفزيون الواقع أصبح رئيسًا للولايات المتحدة.