رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن
«عنابر الموت».. معتقلون في سجن «صيدنايا» أمام مصير مجهول
لا تزال أزمة السجناء السوريين في معتقل صيدنايا بريف دمشق مستمرة حتى بعد إعلان الفصائل المسلحة تحرير عدد كبير منهم فور إعلان إسقاط نظام بشار الأسد.
ففي «المبنى الأحمر» المخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، تستمر محاولات إنقاذ عشرات العالقين تحت الأرض دون الوصول لطريقة فعالة لمساعدتهم بعد، كون رؤيتهم للنور مجددا تتطلب فك شفرات الأقفال التي ذهبت مع رحيل نظام بشار الأسد.
بني هذا السجن عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الأول بـ»المبنى الأحمر»، ويحوي بـ»عنابر الموت»، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الثاني فيعرف بـ»المبنى الأبيض»، وهو مخصص للسجناء العسكريين. ويضم «المبنى الأحمر» بسجن صيدنايا مساجين منذ 40 عاما، حيث كشف سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العديد من القصص والمآسي الإنسانية، بعد أن تم التعرف على المواطن اللبناني، كلود حنا ليشع الخوري، ابن بلدة دير الأحمر، في أحد مستشفيات سوريا، بعدما كان معتقلاً في هذا السجن منذ قرابة 40 عاما.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تُظهر محاولات تكسير الجدران وخرسانات إسمنتية بعد تعثر تحريرهم بالطرق التقليدية مثل تحطيم الأبواب في بقية السجون التي أطلق سراح المعتقلين فيها. وقال المحامي نبيل الحلبي إن الأقبية السفلية في سجن صيدنايا لا زالت مقفلة حتى الساعة بعد أن قامت عصابة النظام الساقط بتعطيل البوابات الألكترونية وأجهزة التهوية عن المعتقلين بداخله.
وأضاف «هذه الزنازين بالذات أشبه بمسالخ بشرية، وهي تعرف بالعنبر الأحمر أو عنبر الموت. حتى الساعة لم تتمكن فرق الإنقاذ من عمل شيء، لعدم توفر الإمكانات وسط زحمة أهالي المعتقلين الذين بدأوا يتوافدون على السجن منذ ساعات وقبل حظر التجول، خوفاً على أقاربهم المعتقلين من الاختناق».
وناشد الحلبي تقديم المساعدة للسجناء من ذوي الخبرات، قائلا «إذا كان في لبنان من لديه خبرة كفريق تقني بفتح هذه الأبواب التي تعمل على كودات خاصة، فليتواصل معي وسأتكفل بتأمين الحماية لفريقه ذهاباً وإياباً من الحدود السورية».
وأعلنت الفصائل المسلحة في سوريا، الأحد، عن «نهاية حقبة الظلم»، بحسب تعبيرهم، وذلك بعد اقتحامهم سجن صيدنايا في ريف دمشق وبدء عملية تحرير السجناء.
وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان وفصائل معارضة: «فتحت أبواب سجن صيدنايا أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية طوال حقبة حكم النظام، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشديدة من شتى أشكال التعذيب الوحشي». وعرف عن نظام الأسد في سوريا استخدامه لعدد من السجون التي ارتبطت بتعذيب المعتقلين واحتجازهم بشكل غير قانوني، أبرزها سجن صيدنايا، الذي يقع في شمال دمشق وهو من أشهر السجون في سوريا، وفق تقارير دولية. ويُعتقد أن صيدنايا كان يُستخدم بشكل رئيسي لاحتجاز المعتقلين السياسيين والمعارضين.
ويقول الناشط والصحفي رامي جارة عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الصور التي تخرج من سجن صيدنايا «سوف تظل تطاردنا لقرون قادمة»، حيث يقبع الآلاف محاصرين تحت طبقات من المباني، ولا يرون نور النهار قط. وتابع «هذا هو المسلخ البشري».
وفي عام 2017، قالت الولايات المتحدة إنها تمتلك أدلة على بناء محارق جديدة في سجن صيدنايا خصيصا للتخلص من جثث الآلاف من السجناء الذين تم إعدامهم شنقا خلال الحرب.