«فوضى وتمرد».. ماذا سيواجه ترامب إذا قرر شن هجوم على فنزويلا؟

«فوضى وتمرد».. ماذا سيواجه ترامب  إذا قرر شن هجوم على فنزويلا؟


أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق أن أيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو معدودة، مشيرًا إلى أن شن ضربات برية داخل فنزويلا “أمر ممكن».
لكن خبراء يشيرون إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك حاليًّا الأصول العسكرية الكافية لتنفيذ عملية واسعة لإزاحة مادورو عن السلطة، رغم موافقة ترامب على شن عمليات سرية داخل البلاد.
وقال تقرير لشبكة “سي أن أن”، إنه في حال أمر ترامب بشن هجوم لإطاحة مادورو، قد يواجه عقبات كبيرة، تشمل انقسام المعارضة، وجيشًا مستعدًّا للتمرد، وردود فعل سياسية عنيفة داخل الولايات المتحدة، حيث وعد ترامب بتجنب الصراعات الخارجية المكلفة.
وأضاف التقرير أن ترامب تلقى إحاطة هذا الأسبوع حول الخيارات العسكرية المحدثة لفنزويلا، فيما لم تتخذ الإدارة قرارًا نهائيًّا بشأن شن أي ضربات.
ومع ذلك، نقل الجيش الأمريكي أكثر من 12 سفينة حربية و15 ألف جندي إلى المنطقة في إطار ما أطلقت عليه وزارة الدفاع عملية “الرمح الجنوبي».وأشار التقرير إلى أن هذه التحركات العسكرية والتهديدات بهجمات موسعة، إلى جانب الحملة المستمرة لمكافحة قوارب المخدرات، تحمل ضغوطًا إضافية على مادورو، الذي تقول الإدارة الأمريكية إنه مرتبط بعصابة “ترين دي أراغوا” ويشارك في تهريب المخدرات.
وحذر التقرير من احتمال سيطرة الجيش أو صعود ديكتاتور آخر مماثل، إذا فرّ مادورو أو قُتل في ضربة محددة، مشيرًا إلى أن قادة آخرين في الحركة التشافيزية قد يحكمون البلاد بطريقة أكثر صرامة.
وبهذا الخصوص، قال الزميل في معهد جورج تاون للأمريكيتين، خوان غونزاليس: “مادورو قد يكون معتدلاً ضمن الحركة التشافيزية، وأي غياب له قد يتيح لشخص آخر السيطرة بدعم الجيش».
وأضاف مستشار الأمن القومي الأسبق، جون بولتون، أن الجيش الفنزويلي ملتزم بانضباطه ولن ينهار بمجرد مواجهة مادورو لمخاطر الإطاحة به، وقد يقمع أي تحركات احتجاجية.
وأكد التقرير أن إدارة ترامب قد تعتمد على شخصيات المعارضة الفنزويلية لملء الفراغ بعد مادورو، كما حدث سابقًا مع دعم خوان غوايدو عام 2019. لكن المحاولات السابقة أظهرت أن المعارضة لن تستطيع السيطرة على السلطة دون دعم أمريكي مستمر وربما وجود قوات أمريكية على الأرض.
وأكد خبراء أن أي قيادة معارضة تحتاج إلى دعم طويل الأمد من الولايات المتحدة يشمل إعادة بناء الجيش ورفع التجميد عن أموال الحكومة وتدريب قوات الشرطة؛ لضمان الاستقرار وعدم انهيار الدولة.
وأوضح التقرير أن مادورو يحظى بدعم من روسيا والصين وكوبا، وقد يؤدي استهداف الضربات الأمريكية لأصول تلك الدول إلى تصعيد سريع للصراع.ورغم أن هذه الدول من غير المرجح أن ترسل قوات للدفاع عن فنزويلا، إلا أن تأثير دعمها للنظام قد يحدّ من فعالية أي هجوم أمريكي.وقال بولتون: “في 2019، حاول الكوبيون تقويض جهود الانقلاب، ما يعكس قدرة الدول الداعمة على التأثير على الأحداث داخل فنزويلا».
وأضاف التقرير أن هناك احتمال أن يقوم مادورو إذا شعر بخطر الإطاحة به، بضرب أهداف أمريكية مهمة في المنطقة، مثل منصات النفط في البحر الكاريبي، ما قد يضر بالمصالح الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، تواصل إدارة ترامب تأكيد أن تعزيز القوة العسكرية في أمريكا اللاتينية يركز على مكافحة المخدرات، وليس بالضرورة على الإطاحة بمادورو، خاصة أن المعدات والقوات المتجمعة لا تكفي لغزو شامل.