رئيس الدولة ورئيس أوزبكستان يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
«قراصنة الكاريبي»... العلاقة المشبوهة بين فنزويلا وإيران وحزب الله
كشف تقرير لموقع “إيران واير” الإيراني أن النظامين الفنزويلي والإيراني يرعيان أنشطة “حزب الله” اللبناني المشبوهة في منطقة الكاريبي في إطار مساعيهما للالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وأوضح التقرير أن فنزويلا تُعد أهم دول منطقة الكاريبي التي تتمتع بعلاقات خاصّة مع النظام الإيراني، وذلك في ظلّ التعاون الكبير بين طهران وكراكاس على المستويات الأمنية والاقتصادية، حتى أن النظام الفنزويلي سمح لـ “حزب الله” اللبناني باستخدام بلاده كقاعدة لتوسيع نفوذه في أمريكا الجنوبية. وأشار إلى أن سياسة دعم فنزويلا لـ “حزب الله” بدأت بشكل خاصّ في عهد الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، وتستمرّ هذه السياسة في عهد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، حتى أصبح “حزب الله” اللبناني يتمتّع ببدائل تدعم أوضاعه السياسية والمالية في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وتعزّز التعاون بين النظامين الفنزويلي والإيراني بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية. في الأسبوع الماضي، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم من احتمال أن تبدأ إيران “في تقاسم الأسلحة مع الجيش الفنزويلي”، وحذّروا من أنها لن تتسامح مع وصول الصواريخ الإيرانية إلى “ديكتاتور” أمريكا الجنوبية. وجاء ذلك بعد شهر تقريباّ من عودة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من رحلة إلى فنزويلا، حيث قال إن “عصر الهيمنة الغربية قد انتهى».
كيف ولماذا نشأ هذا
التحالف العسكري السري؟
زرع الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، بذور التقارب السياسي مع إيران ولكنه أراد أيضاً تنفيذ مشروع عسكري واقتصادي منسّق. سعى إلى استثمار إيراني في فنزويلا بدءاً من قطاع النفط، ولهذا الغرض أنشأ مصرف “إيران فنزويلا” المُشترك. في الوقت نفسه، وللحصول على مزيد من الدعم الإيراني، سمح الرئيس السابق باستخدام فنزويلا كقاعدة لـ”حزب الله” للتوسّع في أمريكا الجنوبية. وحتى يومنا هذا، يسعى الحزب إلى الحصول على دعم سياسي ومالي عبر المنطقة.
وفي هذا الإطار، نقل تقرير “إيران واير” عن المحلل جوزيف هومير، لمدير التنفيذي لمركز “مجتمع آمن وحر”، ومقرّه العاصمة الأمريكية واشنطن، أن “حزب الله اللبناني يعتمد في توسيع نفوذه قواعده الأمنية والاقتصادية في منطقة الكاريبي على الأقليات العربية واللبنانية المستقرة في البرازيل والارجنتين وكولومبيا وفنزويلا”، مُضيفاً أن “الحزب اللبناني يتلقّى دعماً ومساعدات في هذه المنطقة تحديداً من 9 عائلات لبنانية مستقرة في فنزويلا، تنتمي إلى ثلاث عشائر تُعرف باسم عشيرة الرادا، وعشيرة نصر الدين، وعشيرة صالح».
الحدود الثلاث
كثّف “حزب الله” عمله في فنزويلا مع وصول التشافيزية إلى الحكم. هناك أدلة على أن الجماعة استخدمت كراكاس كنقطة إستراتيجية لتطورها المالي، وتنظيم هجمات إرهابية أبرزها تفجير مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية في بوينس آيريس في العام 1994، والذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً.
ويُزعم أن عامر محمد عقيل رادا، وهو مواطن لبناني-فنزويلي مزدوج الجنسية، جمعت عشيرته “رادا” ثروة من العملة المُشفّرة بدعم من نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، شارك في تنظيم الهجوم وشارك أيضاً في تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس في العام 1994. وكشف تقرير لفريق من الصحافيين في فنزويلا تناول أنشطة “حزب الله”، أن الحزب “يحصل على مبالغ تُقدر بين 3 و 5 ملايين دولار سنوياً عبر عمليات غسيل الأموال وتهريب المخدرات، وذلك ضمن أنشطته غير القانونية في منطقة تُعرف بالمثلث الحدودي، التي تقع على حدود ثلاث دول هي الباراغواي، والأرجنتين، والبرازيل».
المنطقة الحرة
ويتّخذ “حزب الله” من جزيرة “مارغريتا” الفنزويلية قاعدة لأنشطته غير القانونية، حيث تُعرف هذه الجزيرة في منطقة الكاريبي بـ”المنطقة الحرة”.
ويعتمد “حزب الله” على أفراد من عشيرة نصر الدين في عمليات التهريب والتجارة غير المشروعة في هذه الجزيرة».
هذه العشيرة أصبحت تُعرف في جزيرة مارغريتا الفنزويلية بسماسرة “حزب الله”، حيث تتولّى عمليات غسيل الأموال لصالح الحزب في أمريكا اللاتينية، من بينهم عضو بارز يُدعى أوداس نصر الدين، حيث يتّهمه صحافيون فنزويليون بأنه مسؤول عن تأسيس مراكز تدريب لميليشيات في جزيرة مارغريتا».
الجريمة المُنظّمة
في عهد مادورو، أكد المجلس الأطلسي أن “حزب الله” حوّل فنزويلا إلى بلد للجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب الدولي”. كما تُستخدم البلاد أيضاً كقاعدة للغزوات التجارية العابرة للحدود، حدّد المسؤولون التشيليون العديد من مكاتب شركات الإستيراد والتصدير للعمل كمنظمات واجهة أو لـ”حزب الله”، بما في ذلك شركة “صالح للتجارة” المحدودة. في بلد يُعاني من الزيادات اليومية في التضخّم والعقوبات الإقتصادية وتراجع الدعم من المجتمع الدولي، يسعى مادورو للحفاظ على علاقات ودية مع إيران بأي ثمن. في المقابل، تدعم إيران مادورو وهدفها الحقيقي التجارة وليس السياسة. وتتجاوز العلاقات التجارية بين إيران وفنزويلا صادرات النفط. في لفتة رمزية في وقت سابق من هذا العام، احتفلت الدولتان بافتتاح «Megasis «، وهو سوبر ماركت إيراني في كراكاس. وخلف الكواليس، يُعتقد أن السوبر ماركت مرتبط بكل من “الحرس الثوري” الإيراني وأليكس صعب، وهو رجل أعمال كولومبي مؤيد لمادورو من أصول لبنانية، تمّ القبض عليه في 12 يونيو -حزيران من هذا العام من قبل مكتب المدعي العام الكولومبي بتهمة “صادرات وهمية مزعومة وغسيل الأموال».
علاقات عسكرية
وأشار التقرير إلى مساعي إيران وفنزويلا لتبادل الأسلحة وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، مشيراً إلى مخاوف الإدارة الأمريكية من هذا الأمر، وذلك في ظل تقارير تتحدّث عن إمكانية بيع صواريخ إيرانية لفنزويلا.
. وأنشئ مركز بتروكيماويات سري ومصنع للبارود من تصميم شركة بارشين للصناعات الكيميائية، التي تسيطر عليها وزارة الدفاع الإيرانية ويعتقد أنها تلعب دوراً رئيسياً في البرنامج النووي الإيراني، في مدينة مورون الفنزويلية منذ أكثر من 10 سنوات. وفي عام 2016، كشف صحافي برازيلي عن وثيقة رسمية صادرة في عام 2009، تُظهر أن هوغو شافيز وقع على استثمار بقيمة 1.3 مليون دولار لمشروع مشترك بين الشركة الفنزويلية للصناعات العسكرية وشركة بارشين للصناعات الكيميائية لإنتاج مكونات لوقود الصواريخ الصلب.
العقوبات الأمريكية
في الوقت الحالي على الأقل، ما يُوحّد إيران وفنزويلا ليس صفقات أسلحة، بل رغبة مشتركة للالتفاف على العقوبات الأمريكية والحصول على الدعم المحلي والمال من خلال وكلاء مثل “حزب الله”. ومع ذلك، من المهم عدم التقليل من شأن هذه العلاقة، لأنها سمحت لمادورو بتعزيز نظامه، وبالتالي، تعزيز الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية.
في غضون ذلك، إن الإعتراف بالخطر الذي يُمثّله وجود “حزب الله” في فنزويلا أمر بالغ الأهمية. لا تعمل المجموعة العسكرية جنباً إلى جنب مع الحكومة فحسب، بل سُمح لها بأن تكون جزءاً منها. كان لذلك عواقب وخيمة على أمريكا الجنوبية بأكملها، من تسليم الأسلحة إلى القوات المسلحة الثورية لكولومبيا إلى غسيل الأموال وتهريب المخدرات عبر الحدود.