الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026
«قمة بريدج 2025» ترسّخ مكانة الإمارات منصةً عالمية لقيادة مستقبل الموسيقى والتبادل الثقافي
تأخذ "قمة بريدج 2025" جمهورها إلى رؤى نخبة من العاملين في صناعة الموسيقى في المنطقة العربية، إذ تتناول في سلسلة جلسة: كيف تحافظ الموسيقى على إنسانيتها في عصر الخوارزميات؟ مرسخة بذلك دور الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي لتوجيه مستقبل الموسيقى والتبادل الثقافي، في زمن أصبحت فيه الأغنية تُصنَع بالبيانات كما تُصنَع بالمشاعر، وتقود الخوارزميات طريقها إلى آذان الملايين.
وشهدت القمة جلستين ناقشتا، الأولى بعنوان "الموسيقى.. لغة العالم وأشعاره" استضافت عماد مسدوّة، مدير الشؤون الحكومية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في سبوتيفاي، فيما شارك في الجلسة الثانية التي حملت عنوان "أصوات تنطق بجميع لغات العالم" كل من الفنانين عزيز مرقة وفايا يونان، حيث ناقشا مستقبل الإبداع الموسيقي ودور التكنولوجيا والمشاعر الإنسانية في تشكيله. وتحدث عماد مسدوّة حول التحوّل الكبير الذي أحدثته منصة سبوتيفاي خلال العقدين الماضيين، مسلطاً الضوء على دورها في خلق اقتصاد جديد قائم على البيانات والتجارب الحية، وإتاحة الفرصة للفنانين للوصول إلى جمهور عالمي لم يكن متاحاً من قبل، قال عماد مسدوّة، إن البثّ التدفقي أعاد رسم خريطة الوصول إلى الموسيقى عالمياً، بعدما كان الجمهور والفنانون معاً مقيدين بحدود جغرافية وقدرات إنتاجية وتسويقية محدودة.
وأوضح أن منصّات البثّ أسهمت في فتح المجال أمام فنانين من دول لم تكن حاضرة على الساحة العالمية، مستشهداً بالمشهد الأفريقي الذي تحوّل خلال السنوات الماضية إلى قوة جماهيرية قادرة على ملء الملاعب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في تحولٍ كان يصعب تخيله قبل عقود.
وأكد مسدوّة أن انتشار المنصّات الرقمية أتاح لأنماط موسيقية مختلفة — كان حضورها محدوداً سابقاً — فرصة الوصول إلى جمهور عالمي، وأعاد الاعتبار إلى الموسيقى بوصفها مساحة إنسانية تحمل تجارب وذاكرة وحكايات تتجاوز اللغات والحدود.
وحول آليات العمل داخل "سبوتيفاي"، أوضح مسدوّة أن المنصة تعتمد على مزيج من الخوارزميات والاختيار التحريري البشري؛ فالتقنيات الذكية تتتبع ميول المستمعين وتقدم لهم أعمالاً تناسب اهتماماتهم، لكنها تضيف أيضاً مقطوعات جديدة من ثقافات مختلفة لتوسيع دائرة الاكتشاف. وفي المقابل، يعمل فريق التحرير العالمي -ومن بينهم محررون في الإمارات- على متابعة المشهد الموسيقي الحي، ورصد التحولات الثقافية، واكتشاف المواهب الصاعدة.
وأشار إلى مبادرات مثل Fresh Finds التي تتيح للفنانين المستقلين فرصة الظهور أمام جمهور دولي، مؤكداً أن الجمع بين التقنية والخبرة التحريرية أصبح شرطاً لبناء منظومة موسيقية أكثر شمولاً وتنوعاً وقدرة على خلق فرص اقتصادية جديدة.
وخلال الجلسة الثانية، كشف الفنانان عزيز مرقة وفايا يونان كيف يشكّل الصدق والمشاعر والتجارب الحياتية النسيج الرابط للموسيقى التي تعبر الحدود وتصل إلى القلوب في مختلف الثقافات. وأوضح مرقة أن فنه هو عملية يومية من التأمل الذاتي لا ترتبط بحسابات السوق، وأنه يكتب أغانيه انطلاقاً مما يشعر به بصدق، مؤكداً أن التكنولوجيا قد تقدم إيقاعاً أو قافية لكنها لا تستطيع أن تعيش تجربة صناعة الأغنية بأخطائها وفرحها وتحدياتها، وهي التجربة التي تمنح العمل روحه الحقيقية.
من جانبها، أكدت فايا يونان أن مشاعرها الصادقة هي الركيزة الأساسية لوصول أغانيها إلى جمهور متعدد الثقافات، وأن الإحساس هو أول ما يصل إلى المستمعين حتى وإن لم يفهموا اللغة. وميّزت بين الذكاء الاصطناعي والإبداع الفني، موضحة أن الإبداع الحقيقي يتجسد في إعادة كتابة الأغنية مرات عديدة حتى تعبّر بدقة عما تشعر به، بينما يبقى الذكاء الاصطناعي قادراً على إنجاز مهمة لكنه لن يعرف أبداً معنى تجربة تأليف الأغنية التي تمنح العمل قيمته ومعناه.