«لو فيغارو»: شي جين بينغ «رائد أكبر عملية تحديث عسكري» في تاريخ الصين
يُعد الرئيس الصيني شي جين بينغ رائد أكبر عملية تحديث عسكري في تاريخ بلاده المعاصر، إذ يهدف إلى تحويل «جيش التحرير الشعبي» إلى قوة قتالية عالمية قادرة على التنافس مع الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، فإن هذا التحديث يأتي في إطار رؤية شي لجعل الصين قوة عظمى مستقلة ذاتيًا، معتمدة على الابتكار التكنولوجي والتوسع العسكري من أجل تعزيز نفوذها الدولي.
أهداف التحديث العسكري
وأوضح التقرير أن استراتيجية شي تركز على تطوير الجيش ليصبح أكثر كفاءة ومرونة، مع تعزيز قدراته في المجالات الحديثة مثل الحرب السيبرانية، الذكاء الاصطناعي، والصواريخ الفرط صوتية.
كما يعمل جيش التحرير الشعبي على تحديث ترسانته من الأسلحة التقليدية، مع التركيز على بناء حاملات طائرات متطورة، وتوسيع الأسطول البحري، وتحسين أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
ويهدف شي إلى تعزيز القدرة القتالية للقوات البرية والجوية من خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة والتدريب المكثف، مما يمكّن الجيش من تنفيذ عمليات عسكرية سريعة وحاسمة في سيناريوهات تتعلق بتايوان وبحر الصين الجنوبي.
التحديات الداخلية والمقاومة
رغم الزخم الذي يحظى به برنامج التحديث، فإن هناك العديد من العقبات التي تواجهه. من أبرزها مقاومة بعض القيادات داخل الجيش والحزب الشيوعي، الذين يشعرون بالقلق من تأثير هذه التغييرات على التوازن الداخلي للقوة.
كما يعتبر شي مكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية أولوية أساسية، حيث أطلق حملة صارمة لمحاسبة القيادات الفاسدة التي قد تعرقل جهوده الإصلاحية.
وبحسب التقرير، فإن التحديث السريع يضغط أيضًا على الميزانية العسكرية، حيث تسعى الصين إلى تحقيق توازن بين الاستثمار في الدفاع والنمو الاقتصادي، خاصة في ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني.
ويواجه الحزب الحاكم تحديات في تمويل مشاريع الأسلحة المتقدمة دون التأثير على القطاعات الأخرى.
التداعيات الجيوسياسية
يركز التقرير على أن صعود الجيش الصيني يثير القلق في الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادي. ونتيجة لذلك، تستجيب واشنطن لهذا التحدي عبر تعزيز تحالفاتها مع اليابان، أستراليا، والهند، بالإضافة إلى زيادة وجودها العسكري في المنطقة.
كما تكثف الولايات المتحدة جهودها للحفاظ على تفوقها التكنولوجي والعسكري، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والحروب السيبرانية. في ظل هذا التصعيد، يتزايد خطر وقوع صراعات غير مباشرة بين القوتين، سواء عبر مواجهات بحرية في بحر الصين الجنوبي أو عبر أزمات جيوسياسية مثل تايوان.
ورغم سعي كلا الجانبين لتجنب مواجهة مباشرة، فإن سباق التسلح المتصاعد يزيد من احتمالات التصعيد العسكري في المستقبل.
يشير التقرير إلى أن تحديث الجيش الصيني يمثل تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى العالمي، حيث يسعى شي جين بينغ إلى جعل جيش التحرير الشعبي قوة قتالية تضاهي نظيرتها الأمريكية. ومع ذلك، قد تؤثر العقبات الداخلية والمخاوف الدولية على سرعة تحقيق هذا الهدف.
وفي ظل التوترات المتزايدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا السباق سيؤدي إلى إعادة تشكيل النظام العالمي أو إلى مواجهة غير متوقعة بين العملاقين.