«متسادا».. وحدة النخبة الإسرائيلية.. الاستراتيجية والأهداف

«متسادا».. وحدة النخبة الإسرائيلية.. الاستراتيجية والأهداف

 كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن وحدة “متسادا” في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة سرية نخبوية، مشيرة إلى أن مقاتليها مدربون على التصرف بسرعة ودقة كبيرة في أكثر البيئات كثافة وتوتراً في العالم. وقالت “يسرائيل هيوم” إن متسادا، وحدة النخبة في مصلحة السجون الإسرائيلية، تنفذ جميع تدريباتها وأنشطتها في الخفاء، كما أن جميع قادتها وجنودها يعملون في سرية تامة.
 
ويشكل الأسرى الأمنيون صداعاً دائماً لإسرائيل لعدة أسباب، فهم مجموعة ضغط تؤثر على القيادة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، ومُحرك دائم لتوجيه هجمات أقاربهم ومرؤوسيهم خارج السجن، لافتة إلى أن هناك مصدر قلق آخر “الخوف من استغلال لحظة ضعف داخل السجون الإسرائيلية لشن هجوم استراتيجي»، وتقول الصحيفة: “القوة التي من المفترض أن ترد على هذا التهديد هي وحدة من مصلحة السجون، وتدعى وحدة متسادا النخبوية السرية، والتي يتم تدريبها في السر، ونشاطها حالياً  في ذروته على خلفية التوترات الأمنية والخوف من التصعيد خلال عطلة رمضان، وكجزء من ذلك، أتاحت لنا الوحدة لمحة نادرة عن أنشطتها».
 
وتقول الصحيفة إنه ضمن مهام هذه الوحدة، التعامل مع الأحداث المتطرفة في منشآت مصلحة السجون الإسرائيلية، كما أن مقاتليها قادرون على العمل بقدرات أخرى، على عكس وحدات  لا تعرف كيفية العمل داخل السجون. ويعود تأسيس تلك الوحدة إلى عام 2003، حيث كان العديد من الأسرى الفلسطينيين يمارسون أعمالاً خطيرة سعياً لإطلاق سراحهم، وكانت النتيجة  اضطرابات واسعة النطاق في مختلف السجون الإسرائيلية، وكانت تلك الأعمال تشمل احتجاز رهان، وهنا كانت مصلحة السجون تضطر إلى استدعاء وحدات شرطة للتعامل مع مثل هذه الأحداث، وتم تعريفها كوحدة سيطرة تهدف إلى الاستجابة لحالات الطوارئ القصوى في جميع السجون.
 
ونشأ  قرار إنشاء تلك الوحدة من سبب مزدوج، الخوف من عدم إمكانية الاعتماد فوراً على وحدات قد تكون مشغولة بمهام أخرى، والحاجة إلى وحدة مهنية متخصصة في نشاط فريد مطلوب في السجون.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمل تلك الوحدة يتطلب تعديلات على الأسلحة،  وتكوين الذخيرة لضمان نجاح مهام أفرادها ومنع الحوادث، بالإضافة إلى معرفة جيدة بكل سجن وكل جناح بداخله، وكل خلية، وما يُمكن أن يستخدمه المهاجم من أدوات داخل القضبان يستطيع أن يحولها غلى سلاح.
 
ولفتت “يسرائيل هيوم” إلى أن مقاتلي الوحدة يشاركون في عمليات محدودة ومكثفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنهم شاركوا في عملية الرصاص المصبوب في غزة عام 2008، وفي عملية الجرف الصامد 2014، وفي عام 2019 شاركت الوحدة أيضاً في عملية الدرع الشمالي، حيث تم كشف وتدمير الأنفاق الهجومية التي حفرها “حزب الله” من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل، لافتاً إلى أنه تم الاحتفاظ بها كقوة أمامية تحسباً لاستغلال حزب الله الأحداث لمحاولة التسلل غلى الأراضي الإسرائيلية. وبحسب الصحيفة، اكتسبت الوحدة خبرة تشغيلية كبيرة.