محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
4 جلسات على مدار العام تناقش مستقبل المدن والتحديات التي تواجه التطوير العمراني المستدام
«مصدر» و« إتش إس بي سي» يطلقان سلسلة من الندوات الافتراضية خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021
أطلقت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وبنك “إتش إس بي سي» HSBC سلسلة تتضمن أربع ندوات افتراضية حصرية يشارك فيها مجموعة من المديرين التنفيذيين الذين يتولون إدارة مشاريع للتطوير العمراني في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وآسيا والمحيط وأمريكا الشمالية، وقد عُقدت الندوة الأولى من السلسلة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، المنصة العالمية المعنية بتسريع وتيرة التنمية المستدامة والتي تستضيفها “مصدر».
وتناولت الندوة الافتتاحية موضوع المدن الجديدة والأحياء العصرية وحضرها مديراً تنفيذياً يمثلون مجموعة من مختلف القطاعات العالمية والشركات الصناعية و”المدن” والمناطق الجديدة. وقد أدار الجلسة كل من البروفيسور كريغ كلارك، الرئيس العالمي لمدن المستقبل والصناعات الجديدة لدى مجموعة “إتش إس بي سي”، وستيفن سيفيرانس، مدير إدارة البرامج والتسويق في شركة مصدر، وناقش المتحدثون متطلبات المناطق العصرية، ومدى مساهمة هذه المناطق في مواجهة التحديات الراهنة للمدن، ومراحل التطوير، والالتزامات الجديدة المطلوبة في مرحلة ما بعد (كوفيد-19).
وتجمع السلسلة التي تنظمها “مصدر” و”إتش إس بي سي” وتقام ندواتها كل ثلاثة أشهر، بين أفضل الخبرات وتناقش أهم المستجدات ضمن القطاع على مستوى العالم، وتستضيف كل ندوة خبراء دوليين لاستكشاف العوامل التي تقود إلى تطوير مدن المستقبل، والتحديات التي تواجه قطاع التطوير العمراني المستدام، وسبل تسخير المواهب والاستفادة من وسائل التجارة الحديثة، وتحسين قطاع النقل، ورفع المستوى المعيشي، ودمج التقنيات الجديدة.
وقال عبدالله بالعلاء، المدير التنفيذي بالإنابة لإدارة التطوير العمراني المستدام في مصدر: “تشهد مدن العالم زيادة سكانية كبيرة ومن المتوقع أن ينتقل حوالي ملياري شخص للعيش في المدن من الآن وحتى عام 2050، مما سيكون له آثار مباشرة على البيئة ويفرض طلباً كبيراً على الموارد. لذلك فإن التكيف مع هذه المعطيات والحفاظ على الموارد الطبيعية يفرض على المدن تبني أساليب حياة أكثر استدامة.
وأضاف بالعلاء: “لطالما حرصت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على تبني نهج شامل في بناء المدن من أجل توفير أرقى وأفضل مقومات العيش فيها. وقد استطعنا من خلال مدينة مصدر، المشروع الرائد في مجال التطوير العمراني المستدام، تقديم نموذج مميز لمدن المستقبل، حيث توفر المدينة منظومة مستدامة بالكامل، فضلاً عن كونها تمثل مركزاً للابتكار وتطوير التقنيات وإيجاد طرق جديدة لتوظيفيها، كما أنها توفر البيئة المناسبة لترجمة الأفكار الواعدة إلى حلول ملموسة. وإن مجرد الاعتماد على ما يتوفر حالياً من تقنيات كفيل بخفض الانبعاثات الكربونية للمدن بنحو 90 بالمائة بحلول عام 2050.
وأكد بالعلاء أن سلسلة الندوات المشتركة بين “مصدر” و”إتش إس بي سي” توفّر منصة للمديرين التنفيذيين العالميين لمناقشة الموضوعات الأكثر صلة بالقضايا المطروحة، ومشاركة أفضل الممارسات وتبادل الخبرات والمعارف.
من جهته قال البروفيسور كريغ كلارك: “ستشهد الأعوام الثلاثين المقبلة إنشاء العديد من المدن المتصلة والتجارية تضم 600 مدينة رائدة و30 منطقة ضخمة و15 مدينة حضرية كبيرة، وجميع هذه المجمعات السكنية تتمتع بخيارات متكاملة من حيث وجود الطرق وأساليب التنقل الحديثة ومزايا الاتصال الرقمي المتطورة». وأضاف كلارك: “تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها 250 مليوناً من سكان المدن حالياً، وتشهد مستويات عالية من التحضر، وهناك 40 مدينة ستضم أكثر من مليون نسمة بحلول عام 2035، وتمثل المنطقة حالياً واحدة من أكثر التجارب العمرانية تطوراً في التاريخ، وما يميزها بشكل أساسي هو تشييد وإدارة مناطق حديثة وعصرية».
وأوضح كلارك، بأن العديد من المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقوم بإنشاء مناطق جديدة وفق معايير عالمية في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والتعليم والاستدامة، وتبنّي معادلة جودة الحياة التي تجذب السكان من جميع أنحاء العالم. وقال: “تعتبر هذه المنطقة بمثابة حلقة وصل تجمع بين أبرز المواهب العالمية. ونتطلع من خلال هذه السلسلة إلى فتح آفاق الحوار أمام نخبة من قادة القطاع لتسليط الضوء على التحديات الأساسية التي تواجهها المدن والمناطق العالمية وكيفية معالجتها، والتي تشمل قضايا التغير المناخي والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة وأساليب الحياة العصرية والابتكار والإنتاجية وغيرها».
وستركز الندوات الثلاث المتبقية لعام 2021 على موضوعات تتعلق بأسس بناء مناطق عصرية، ودور الوظائف الجديدة والمواهب المستقبلية في تأسيس المدن والمناطق الجديدة، والاتصال ومستقبل التنقل في المدن والأحياء العصرية.