«نيويورك تايمز»: خيارات مؤلمة لإسرائيل وحماس قبل «النصر»

 «نيويورك تايمز»: خيارات مؤلمة لإسرائيل وحماس قبل «النصر»


مع بدء الوسطاء الأمريكيين والمصريين محادثات في إسرائيل لخفض التصعيد، تقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن المتحاربين يدرسون اعتبارات داخلية حساسة قبل الاتفاق على محادثات لإنهاء العنف. ويقول المحللون إن على كل من إسرائيل و”حماس” إيجاد طرق لتدوير قصة النصر لشعبهم، لكن المهمة ستكون أسهل بالنسبة لحماس منها على إسرائيل. ويتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يحسب تأثير القتال على مستقبله السياسي والذي زادت تعقيده الاضطرابات الداخلية بين اليهود والعرب الإسرائيليين في العديد من المدن داخل إسرائيل. والقرار الحاسم بالنسبة لإسرائيل هو ما إذا كان “النصر” يتطلب إرسال قوات برية إلى غزة، الأمر الذي من شأنه أن يمدد الصراع ويزيد بشكل كبير عدد القتلى والجرحى من كلا الجانبين. وفي وقت مبكر من يوم الجمعة، كثفت إسرائيل بشكل حاد هجماتها على غزة وهيكل الأنفاق تحت الأرض، بما في ذلك القصف المدفعي المكثف، لكن القوات الإسرائيلية لم تدخل غزة نفسها، على الأقل حتى الآن. وسيكون ذلك، إذا حصل، تصعيداً كبيراً ضد مقاتلي “حماس” الذين أطلقوا مئات الصواريخ على إسرائيل. ويمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى إطالة الصراع وزيادة عدد القتلى والجرحى بشكل كبير من كلا الجانبين.

تحديات “حماس»
وتواجه “حماس” التي سيطرت على غزة على مدى السنوات الـ 13 الماضية وصمدت في حربين رئيسيتين مع القوات الإسرائيلية، تحدياتها الخاصة في كيفية تحويل التطورات السريعة إلى قصة نجاح.
وبالنسبة للفلسطينيين، أدى تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى الشهر الماضي إلى خلق فراغ ترغب “حماس” في ملئه. وتقول الحركة إنها الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي، بمخزونه الكبير من الصواريخ المحسنة، يدافع عن الأماكن المقدسة في القدس ، ويحول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى متفرج.

وتحدث الرئيس بايدن إلى نتنياهو وكرر الصيغة المعتادة حول حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وأرسل دبلوماسياً ذا خبرة هو نائب مساعد وزيرة الخارجية هادي عمرو، للحض على وقف التصعيد من كلا الجانبين.

لكن الولايات المتحدة لا تتحدث مع “حماس”، وتعتبرها منظمة إرهابية، ولا يتمتع عباس بسيطرة حقيقية على غزة أو الحركة.
 لذا في جميع الاحتمالات، سيتحدث عمرو إلى مسؤولي الأمن المصريين، نظراً إلى أن القاهرة كانت المحاور المعتاد في إنهاء جولات الحرب بين إسرائيل و”حماس”، بما في ذلك آخر مواجهتين كبيرتين، في عامي 2008 و 2014.

مصر
وأرسلت مصر  أول أول أمس الخميس مسؤولين أمنيين إلى تل أبيب وغزة لبدء المحادثات، وفقا لما ذكرته صحيفة “الأهرام”. ولم تعلق وزارة الخارجية المصرية التي لا تتعامل مع “حماس” على هذه المعلومات.
وقال عبد المنعم سعيد علي، محلل العلاقات المصرية والإقليمية في القاهرة منذ فترة طويلة، إن “مصر ستبذل قصارى جهدها” لصالح الاستقرار الإقليمي. لكنه حذر من أن استخدام نتنياهو للقوات البرية يمكن أن يطيل العنف».
ورأى أن “القضية أكثر تعقيدًا بكثير من السابق”، مشيراً إلى السياسة الداخلية الإسرائيلية والفلسطينية وجهود مصر “لتوجيه المنطقة بأكملها إلى مستقبل مختلف وأكثر استقراراً».
وتتمتع مصر بنفوذ على “حماس” بسبب حدودها البرية مع غزة، والتي يمكن للقاهرة إغلاقها متى شاءت.
وبالطبع، يضيف علي أن مصر مع السعودية والإمارات، “لكن المشكلة في إسرائيل لا تتعلق بالتحدث إلى نتانياهو، هذا سهل، ولكن الرياح داخل إسرائيل نفسها، والمنافسة الكبيرة بين مختلف أنواع المحافظين».

التطرف
ويخشى سعيد علي أن تؤدي الأحداث إلى زيادة التطرف الإسلامي في كل من غزة وإسرائيل، بين سكانها العرب الشباب. وقال: “بالطبع مصر ستتحدث مع الجميع”. سنتحدث عن مشاكل المنطقة كلها ولن نستبعد القضية الفلسطينية. ولكن ليس من الواضح مقدار المساعدة التي يمكن لأي شخص تقديمها الآن».
ورأى مارك هيلر من معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن العنف قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يهدأ. وقال: “في مرحلة ما، تذكر إسرائيل نفسها بأنه لا سبيل لتحقيق نتيجة حاسمة بتكلفة يمكن تحملها..تدرك حماس أن التكاليف والمخاطر التي تتعرض لها قدرتها السياسية على البقاء والسيطرة على غزة أصبحت أيضاً كثيرة.»