الأرشيف والمكتبة الوطنية يخصص ركناً للخيول في منصة «ذاكرة الوطن» بمهرجان الشيخ زايد 2025–2026
«وول ستريت جورنال»: أزمات متزامنة تضع زيلينسكي في موقف ضعيف أمام ترامب
كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، ما أسماها بـ”الأزمات المتزامنة”، التي جعلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في موقف ضعف، وهو الذي يواجه ضغوطاً كبيرة لاتخاذ قرار مصيري للرد على خطة ترامب للسلام.
وبحسب التقرير، يواجه الرئيس الأوكراني مشاكل سياسية في الداخل، بعد فضيحة فساد أثارت غضباً عارماً في مختلف أنحاء البلاد وأضعفت زيلينسكي، ومع ذلك، فإن هذا الضعف بعينه يجعله أقل ميلاً للرضوخ لإدارة ترامب، التي تدفع بخطة من 28 نقطة صاغها سراً المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف ومستشار الكرملين كيريل دميترييف.
ووصف زيلينسكي النص الحالي، الذي أصدرته واشنطن، بأنه يُجبر أوكرانيا على التخلي عن كرامتها وحريتها، وفي خطاب مؤثر سُجِّل بعد استلامه الخطة المكونة من 28 نقطة، حثّ زيلينسكي الأوكرانيين على “التوقف عن التناحر” حتى لا يسمحوا لأعداء البلاد بتقسيمها.
وبينما أكد أنه سينخرط في الدبلوماسية سعياً لتحقيق سلام عادل، أضاف أيضاً: “سنبذل قصارى جهدنا لتكون النتيجة إنهاء الحرب، لا نهاية أوكرانيا”، وفق تعبيره.
وتصدت أوكرانيا، بدعم من جميع الدول الأوروبية الكبرى وكندا واليابان، لهذه المطالب بشدة، كما وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو المسودة في بيان يوم الأحد بأنها “إطار متين للمفاوضات الجارية”، بينما صرّح ترامب بأن النص قابل للتعديل.
من جانبه لم يُصادق الكرملين رسميًا على الخطة حتى الساعة، مما يُشير إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يعتبرها تنازلًا استباقيًا، وسيسعى إلى شروط أشد صرامة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤوليين أوكرانيين، أن الخطة بصيغتها الحالية، تدعو أوكرانيا إلى تسليم أجزاء من منطقة دونباس إلى روسيا، وهي أجزاء لم تتمكن موسكو من احتلالها منذ عام 2022، والاعتراف بخسارة مساحات شاسعة محتلة بالفعل، والموافقة على وضع قيود على القوات المسلحة، والتخلي عن طموح الانضمام للناتو، مشيرين إلى أن هذه الصفقة تتطلب تعديلات دستورية أوكرانية وأغلبية ساحقة في البرلمان لتُصبح سارية المفعول.
وأكدوا أنه في صيغة الخطة الحالية، من غير المرجح أن يحدث هذا حتى لو وافق زيلينسكي على هذه الأحكام.
ورغم الحذر السائد من الحرب والرغبة في السلام، يرى الأوكرانيون بأغلبية ساحقة أن هذا الاقتراح الأمريكي الروسي الأخير استسلامٌ مُبطَّن، لا يبرره الوضع في ساحة المعركة، حيث تُحرز روسيا تقدمًا بطيئًا بتكلفة باهظة.
وبينما يُؤيد السياسيون الأوكرانيون عمومًا فكرة المحادثات، لم يُؤيّد أحدٌ منهم المطلب الرئيسي للخطة، وهو التخلي عن المدن التي لا تسيطر عليها روسيا.
ولم تخلُ خطة ترامب للسلام في أوكرانيا التي قال إنه يريد من زيلينسكي الموافقة عليها بحلول عيد الشكر من الانتقادات، حيث قال نيكو لانج، المسؤول الدفاعي الألماني السابق رفيع المستوى والمشارك في الجهود الأوروبية لمساعدة أوكرانيا: “يبدو أن ترامب يكرر الأخطاء التي ارتكبها بوتين عدة مرات، إذ قلل من شأن قوة المجتمع الأوكراني ولم يفهم حقيقة أوكرانيا».
وأضاف: “لا يملك أي رئيس أوكراني - وخاصة زيلينسكي الضعيف - تفويضًا بالموافقة على أي شيء كهذا. لو فعل ذلك، لما كان رئيسًا بعد عودته إلى الوطن”، وفق ما نقلت عنه “وول ستريت جورنال».
بدوره، أكد أندري زاجورودنيوك، رئيس مركز استراتيجيات الدفاع في كييف، والذي شغل منصب وزير الدفاع في العام الأول من إدارة زيلينسكي، أن “الاتفاق بصيغته الحالية من شأنه ببساطة أن يجعل الجولة التالية من الحرب أكثر تدميراً، لأنه يحرر روسيا من العقوبات بينما يفرض قيوداً كبيرة على قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها».وأضاف أندري في حديث لـ”وول ستريت جورنال”: “ليس الأمر خيارًا بين سلام سيئ أو حرب سيئة. لا سلام مطروحًا. الشعب الأوكراني يدرك ذلك بديهيًا. فهو لا يرى في هذا الاقتراح بديلًا عن الحرب، بل مجرد خطوة لتقوية العدو، ووقفة لإعادة تسليح روسيا”، على حد وصفه.