رمضان في الكويت
أبو طبيلة وتوزيع النقصة والتشريب والجريش من سماته التراثية
قد لا يختلف شهر رمضان في كثير من الجوانب عن بقية الدول العربية الأخرى في التأكيد على الطاعات وقراءة القرآن الكريم و صلاة التراويح الى جانب الصيام بالطبع ، ولكن خصوصيته في الكويت تكمن في بعض الأكلات الشعبية الخاصة به والمرتبطة بأيامه، ومن أشهرها ( التشريب ) وهو ماء اللحم مع بعض الخضروات ، وحبوب (الهريس) التي يضاف لها القرفة والسكر والسمن و ( الجريش ) وهو نوع من الحبوب أيضا، اضافة لبعض الحلويات ومن أشهرها اللقيمات والزلابيا والمحلبية
ويذكر الروائي الكويتي الدكتور علاء الجابر عن مظاهر شهر رمضان بالكويت قائلا يمارس الكويتيون منذ القدم ولا زالوا توزيع بعض المأكولات الرمضانية بين الجيران أو الأهل والأقارب وتسمى ( النقصة ) في الكويت ، حيث تلمح تنقل الأطباق بين الشوارع في الساعات الأخيرة قبل موعد الإفطار
وغالبا ما يرتبط رمضان في الكويت بختم القرآن الكريم والتأكيد على صلاة التراويح والقيام ، الى جانب قيام العديد من أهل الكويت بأداء العمرة في هذا الشهر الفضيل تقربا لله عز وجل واقتداء بسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ويتبادل أهل الكويت التهاني بهذه الشهر سواء ليلة قدوم رمضان أو في أول أيامه مرددين ( مبار عليكم الشهر ) ويرد السامع ( علينا وعليك )
ويسبق أيام رمضان آخر يوم من شعبان ويسمى ( القريش ) ويحتفل به الكويتيون بشراء الأطعمة من فواكه وحلويات للأطفال وهو بمثابة احتفال بقدوم رمضان ، وفي منتصف رمضان يأتي موعد ( القرقيعان ) حيث يقوم الأطفال بالتجول بين الأحياء لجمع الحلويات الجافة بأكياس خاصة تعلق في رقابهم بهذه المناسبة ، وقد يمنح بعض الناس النقود للأطفال الى جانب الحلوى ، وحين يتنقلون بين الأحياء فتغني البنات( قرقيعان وقرقيعان بيت قصير برميضان .. عادت عليكم صيام .. كل سنة وكل عام .. الخ ) ويغني الأولاد الذين يصبغ بعضهم وجوههم بعض الأوان مرددين ( سلم ولدهم يا لله خله لأمه يا لله ) ، وارتبطت ليلة ( النافلة ) بالكويت بتوزيع الطعام على الفقراء في ليلة الجمعة
ومن سمات شهر رمضان في الكويت ( أبو طبيلة ) وهو شخص يدور بين الأحياء و ( الفرجان ) يحمل بيده طبلة معلقة في حبل على رقبته ، يضرب عليها ويردد لا الله الا الله محمد رسول الله.. يا صايم يا نايم اعبد ربك الدايم.. قوم تسحر قوم صوم قوم .. قوم تسحر بالمقسوم .. لا الله الا الله محمد رسول الله ، وأشهر أبو طبيلة في الكويت ( أبو جسوم ) واسمه الحقيقي حسين القطان الذي سجل حلقات تلفزيونية كثيرة وخاصة مع الأطفال من أجل ترسيخ هذه العادة الرمضانية ( أبو طبيلة ) التي لم تعد موجودة حاليا
وقد أرتبط أهل الكويت في هذا الشهر وخاصة في السنوات الأخيرة بمدفع الإفطار الذي يتم اطلاقه من قصر نايف في وسط العاصمة معلنا عن موعد الإفطار والذي يحرص تلفزيون الكويت على نقل مراسيم اطلاقه سنويا ضمن برنامج تلفزيوني خصص لهذا الغرض منذ سنوات طولة .
وغالبا ما يصوم الجميع في هذا الشهر حتى الأطفال منهم ، ويطلق الكويتيون على من يفطر من المسلمين دون عذر ( كلب رمضان ) لأنه لم يلتزم بهذه الفريضة ، كما أن الكويتيين لا يتزوجون في هذا الشهر اطلاقا ، لذا يتم تأجيل الزواج حتى الانتهاء من الشهر الفضيل
وخلافا لما يحدث اليوم من ظرف خاص ادى الى التباعد الإجباري ، فأن الكويتيين يحرصون على تبادل الزيارات الاجتماعية في رمضان أكثر من أي شهر آخر حيث يفطر كثير منهم مع أهاليهم حتى لو كانوا يسكنون في بيوتهم الخاصة
كما تمتلأ شوارع الكويت بالكثير من الخيام المخصصة لولائم الإفطار التي تقام في العديد من المساجد أيضا ، والتي غابت أيضا هذا العام بسبب جائحة الكورونا
نسأل الله أن يرفع عنا هذه الغمة ويعيد علينا الشهر الفضيل بعباداته وعاداته ، حيث يشعر الكثير من أهل الكويت هذه الأيام بالحزن والأسى لعدم استكمال عباداتهم في المساجد من صلاة مفروضة او من تراويح وقيام ، أو خطب ، وغياب الكثير من العادات الاجتماعية الجميلة ومن أهمها التزاور والقرقيعان وتبادل الأكلات الرمضانية الشهية