الاستعدادات على قدم وساق للشهر الفضيل

أبوظبي تتزين لاستقبال الشهر الفضيل ،وإقبال كبير على السلع

أبوظبي تتزين لاستقبال الشهر الفضيل ،وإقبال كبير على السلع

• هدى عمران: نشتري ما يلزمنا من سلع رمضانية التي تتوفر في أسواق أبوظبي هذه الأيام
• طارق يوسف: «حق الليلة» تحيي في نفوس الصغار والكبار عبق بشائر شهر رمضان الكريم
• نجاح أبو زيد: نستعد لشهر رمضان بتعليق الزينة في المنازل لتضفي علينا شعور البهجة والفرحة
• عبد الرحمن علي: هذا الشهر للدين والعبادة وعلينا أن نبتعد عن الإسراف  
• محمد الجمل: إنفاق الأُسر الخليجية على الطعام و الولائم يتزايد في شهر رمضان
• محمد سليم: علينا توفير صدقات من أموالنا لنعطيها للجهات المسؤولة
• عبد الظاهر عبدالله: يجب استغلال الشهر الفضيل لنحقق تجارة رابحة مع رب العالمين


بدأ العد التنازلي لشهر رمضان وأبوظبي بدأت في تزيين شوارعها لاستقباله وهي عادات وتقاليد اعتدنا عليها كل عام لتضفي أجواء فرحة وبهجة للمجتمع الإماراتي ، أما الأسرة العربية بدأت أيضا في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل ليزيد الإقبال على الأسواق  لشراء احتياجاتهم ،وبعض الأسر تستعد بالصوم في شهر شعبان لكي تعود نفسها المثابرة في رمضان والبعض يضع خطة لنفسه توازن بين العبادة والتزاور والتلفاز وقامت الفجر بطرح هذا الموضوع  وسألنا الأسر المختلفة ورجال الدين والاقتصاد وعلم الاجتماع لكي نتعرف على الطريقة الصحيحة لاستقبال البيت العربي لشهر رمضان..

أشارت "هدى عمران" ، معلمة بمدرسة زينب للتعليم الأساسي ،عن الاستعداد لشهر رمضان قائلة:
هناك تقليد في دولة الإمارات العربية المتحدة، بإفطار أول يوم في بيت العائلة، وتوجد أصناف من الحلويات والمعجنات لا يخلو منها منزل مثل القرص المخلوطة مع التمر والهيل. وأطباق أخرى مثل الهريس والثريد.
كما يعد مدفع رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة، من أبرز التقاليد ويسمع صوته من حوالي 10كيلومترات. ويتكرر هذا التقليد منذ القرن التاسع عشر.

وأضافت هدى أستعد بالصيام في شهر شعبان و الحكمة من كثرة الصيام أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عز وجل، حيث إن أعمال الليل ترفع بعد صلاة الفجر وأعمال النهار ترفع بعد صلاة العصر، وأعمال الأسبوع ترفع يومي الاثنين والخميس، وأعمال السنة ترفع في شعبان.
وقالت هدى نشتري ما يلزمنا من سلع رمضانية التي تتوافر في أسواق أبوظبي هذه الأيام ، والأسعار بها زيادة طفيفة ولكن جميع السلع بأنواعها متوفرة في كل مكان.

ويقول "طارق يوسف" مدير أحد محلات المجوهرات  في أبوظبي عن استعداد البيت العربي لشهر رمضان :
في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم الاحتفال بالشهر قبل قدومه، ففي عشية الـ15 من شعبان، يكون هناك احتفاء بـ"حق الليلة" ويرتدي الطفل الإماراتي أفضل ما لديه من ملابس وينتقل من بيت لآخر، ويقوم بالغناء وإلقاء القصائد. وينتظرهم الجيران بالحلويات، ويجمعها الأطفال في حقيبة قماشية مطرزة. لتحيي في نفوس الصغار والكبار عبق بشائر شهر رمضان الكريم، وما يثيره قرب قدومه من مشاعر فياضة، حيث تزدان فرجان الإمارات وتزهو بأصوات الأطفال. ومع حلول الموعد تسعد الأسر، وتبتهج بـ «لمة» الأحباب والأصدقاء، إذ ينخرط الجميع في إحياء هذا التقليد الجميل بكل فخر واعتزاز وتقدير للقيم والعادات والتقاليد.  ويتعجب يوسف من النهم الشديد لشراء الأسر حاجات لا حصر لها ، من مستلزمات رمضان قبل أن يبدأ ، ليصبح رمضان شهرًا إستهلاكيا ، حتى الدول التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة تحرص الأسر بها على توفير احتياجات هذا الشهر.

وتؤكد" نجاح سعيد أبو زيد" معلمة التربية الفنية لمدرسة الريم النموذجية منطقة أبوظبي التعليمية قائلة:
أول أعمال شهر رمضان الصيام، يليه القيام، ثم قراءة القرآن، فالذكر، والدعاء، فشهر رمضان في ظل وباء كورونا يمكن أن نحوله إلى منحة يرتقي فيها الإنسان إلى مراتب العبودية؛ ليتعلق قلبه بالله - عز وجل وأن الاستعداد الأمثل يكون بقلة الطعام والكلام .
وتقول نجاح ،بالطبع في شهر رمضان كثيرا من الناس يهتموا بالطعام ومشاهدة التلفزيون وهذه عادات خطأ تتبعها معظم بيوت المسلمين في هذا الشهر الكريم ،ولا أقول ممنوع الطعام ولكن بالكمية المناسبة حتى لا يصبح إسرافا، فإن الإسلام لا يحبّذ أن يأكل الإنسان كل ما يشتهيه ، حتى لا يكون عبدا لشهواته ألا يجعل رغباته المادية هي الغاية الأساسية التي يعيش من أجلها، وكثرة الطعام تجعل المعدة تتمدَّد ، فتضغط على القلب والحجاب الحاجز، الذي من شأنه أن يضر الإنسان صحيا .

وأضافت نجاح نستعد لشهر رمضان بتعليق الزينة في المنازل والشوارع فهي تضفي علينا شعور البهجة والفرحة وتعطي أجواء خاصة لشهر رمضان . ويتحدث المهندس "عبد الرحمن علي" عن خطته للشهر الكريم وعن استعداد أسرته حيث يقول:
بالتأكيد عندما تهل بشائر أيام الشهر الفضيل يصاب رب الأسرة بحالة من الاكتئاب لما يتوقعه من مصاريف لمستلزمات البيت في هذا الشهر فقط والتي تتضاعف عن أي شهر آخر في السنة ،والسبب هو العادة التي أصابت كل بيت عربي في هذا الشهر وأصبحت ملازمة لشهر رمضان من الإسراف والتبذير في الطعام والشراب والحلويات متعددة الأصناف والتي أصبحت لزاما على كل سفرة عربية.
وأضاف عبد الرحمن المسؤول الأول لهذا هي الزوجة والتبذير يؤثر ويقع على عاتق الأسرة وعلينا نعلم أن شهر رمضان للدين والعبادة فقط وعلينا أن نبتعد عن الإسراف.

ومن الناحية الاقتصادية يقول "محمد السيد الجمل " محلل مالي في مؤسسة الشهامة للاستثمارات المالية والعقارية:
تدب في شهر شعبان حركة ورواج تجاري كبير لدى باعة الأواني المنزلية والمفروشات ومحلات ياميش رمضان والعطارة ،وهو ما يخلق حركة اقتصادية مهمة تشهدها الأسواق في هذه الفترة من السنة وبلا شك يرتفع منحنى الأسعار للسلع الاستهلاكية وهذا لجشع التجار وتحقيق اكبر قدر من الارباح لهم واستغلال حاجة الناس لهذه السلع في هذا الوقت،وعلى الجانب الآخر في دول الخليج العربي وبحسب تقديرات مختصين فإن إنفاق الأُسَر الخليجية على الطعام و الولائم يتزايد في شهر رمضان بنسبة تترواح  بين 30% و 60% عنه في بقية أشهر السنة.

وأضاف الجمل بأن التسوق النسوي يساهم إلى حد ما في عملية الترشيد ويقلّل من الاكتناز الذي ليس من ورائه فائدة، حيث إنّ الكثير من المواد الغذائية تتعرض للتلف بعد تخزينها، في حين إن ذلك يساهم في ندرة في الأسواق. ويضيف الجمل ، من الناحية الاجتماعية رمضان يضفي أجواء الرحمة والمحبة فالبعض يستعد له بأنه مناسبة للعبادة وتكفير الذنوب والبعض يحاول موازنة الأمور ما بين العبادة والترفيه،وعندما أتحدث عن نفسي فأنا أستغل وقتي في رمضان لقضاء الفروض والعبادة .  واستطرد الجمل قائلا : نحن جميعا نعرف فضل رمضان و مقدار الثواب والأجر الذي ينتظر من يعمل بجد ولكن الأجر يختلف حسب مقدار العمل ، و من لم يهيئ نفسه و يستعد فسيفوته خير كبير.

*ومن الناحية الاجتماعية يقول الدكتور "محمد كامل سليم" أستاذ الشريعة والقانون بإحدى الجامعات: لقد فضل الله شهر رمضان على سائر العام، فهو الشهر الوحيد الذي جاء اسمه في القرآن الكريم ، وهو الشهر الوحيد الذي أفاض الله فيه نعمه على عباده حيث أنزل: صحف إبراهيم، والتوراة ، والإنجيل، والزبور، والقرآن فيه .
وأكد سليم قائلا تحرص الأسر على شراء ما يحتاجونه قبل بداية الشهر المبارك ، وهذا أمر محمود إذا كان في حدود الحاجة بعيدًا عن الإسراف والتبذير، لكن ونحن نوفر لأنفسنا وأولادنا ما يحتاجونه ينبغي ألا نغفل عن حال إخواننا في أرض الله الواسعة، ممن لا يستطيعون توفير رغيف الخبز ،وعلينا توفير صدقات من أموالنا لنعطيها للجهات المسؤولة مثل الهلال الأحمر الإماراتي الذي يستطيع أن يرسل لإخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض.

ويرى رجل الدين فضيلة الشيخ "عبد الظاهر عبدالله" واعظ في الديوان الأميري، قائلا:
فور دخول شهر شعبان يجب أن ندرب أنفسنا على الصيام وقراءة القرآن والأذكار ولو بالشيء البسيط حتى إذا جاء رمضان لا نمل ولا نكل من الطاعة".
قال الله تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم"،والأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع وهي النواة التي تنبت الزرع والغرس ،فعلى كل أسرة أن تلزم نفسها لتحقق معنى الصيام الحق ويسعد الأبناء وتنعكس هذه السعادة على المجتمع بأثره .

ويقول الشيخ عبد الظاهر: أهم ما يجب التزام  الأفراد والجماعات  به لكي يحققوا  الصوم الصحيح تتبلور في عدة نقاط أولا غض البصر وعلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله والبعد عن أمراض العصر الحديث مثل الكذب والنفاق والنميمة والغيبة، والحفاظ على اللسان من الخصومات و المراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن . ثانيا ألا تكثر الأسرة في وقت الإفطار من : ما لذ وطاب فهذا يعتبر إسرافا وتبذيرا وهذا ما تظهره الآية الكريمة "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين".  ويضيف الشيخ عبد الظاهر،ويجب على كل أسرة أن تتعلق قلوب أفرادها بالخوف والرجاء وبهذا يتجلى الجانب الروحاني من الصيام  ،وإذا تزينت كل أسرة بهذه الأخلاق والأدب الرباني والمسلك النبوي فهنيئا لهذه الأسرة لاقتناص الحسنات واستغلال هذا الشهر الفضيل وتكون بإذن الله تجارة رابحة مع رب العالمين.