نجحت العاصمة الإماراتية أبوظبي في تقديم نفسها عاصمة عالمية للرياضات والفنون القتالية في صيف 2020 من خلال تنظيم واستضافة أبرز الأحداث الرياضية، وقيادة العمل للتخلص من آثار العارض الصحي العالمي الذي اجتاح مختلف القارات وتسبب في إيقاف النشاط الرياضي الرسمي بشكل كامل في الشهور الأخيرة.

وتتجه أنظار العالم ومحبي الفنون القتالية المختلطة إلى أبوظبي حاليا لمتابعة نزالات "يو إف سي"، ضمن فعاليات جزيرة النزال التي تقام حاليا خلال الفترة من 11 إلى 26 يوليو في المنطقة الآمنة بحلبة ياس على مساحة 10 أميال، تم توفير كل عناصر السلامة والوقاية لأكثر من 2500 شخص يشاركون في الحدث ويشرفون على تنظيمه، ويعملون في إعداد مرافقه.. وتنقل المحطات التليفزيونية العالمية النزالات المهمة لهذا الحدث الكبير بأكثر من 40 لغة لما يزيد عن مليار مشاهد حول العالم.

وربما تكون أبوظبي قد حققت حلم الأميركي دانا هوايت رئيس منظمة" يو إف سي" للفنون القتالية المختلطة، الذي صرح به في أكثر من مناسبة، حينما قال : " إنه يبحث عن جزيرة بعيدة يمكنه أن ينظم فيها نزالات الفنون القتالية المختلطة بعيدا عن تأثيرات العارض الصحي العالمي، تتوفر فيها كل عناصر السلامة والوقاية، وتجذب أبطال العالم ومشاهيره".. حيث أنها تقدم نموذجا استثنائيا في التجربة الحالية لاستضافتها لفعاليات جزيرة النزال، وتقوم اللجنة المنظمة للفعاليات من دائرة الثقافة والسياحة بجهود ضخمة في عزل كافة المنتسبين للحدث لأكثر من شهر، واخضاعهم للفحوص والإجراءات الاحترازية المختلفة بشكل دوري في فنادق الإقامة وملاعب التدريب، والصالة الرسمية التي أبهرت العالم في تجهيزاتها ومرافقها خلال استضافتها للنزالات.

وقبل فعاليات جزيرة النزال كانت أبوظبي سباقة في تنظيم أول معسكر مغلق في العالم للعبة قتالية وأول بطولة تنشيطية يشارك فيها ما يزيد عن 60 لاعبا، وذلك في معسكر منتخب الجوجيتسو الذي أقيم طوال شهر مايو الماضي، وتضمن بطولة تنشيطية وبطولة أخرى تحمل اسم "تحدي الأبطال".

كما أعلنت أبوظبي - التي تستضيف مقري الاتحادين الدولي والآسيوي للجوجيتسو - عن البروتوكول الصحي المعتمد لحماية اللاعبين في العودة لممارسة النشاط الرياضي، وتم تعميمه على كافة المستويات القارية والعالمية باعتباره نموذجا يحتذى به لضمان سلامة اللاعبين، وتستضيف حاليا معسكرا مغلقا ثانيا في نادي ضباط القوات المسلحة للاعبي الأندية التي تستعد لدخول أول بطولة رسمية للجوجيتسو في العالم بعد استئناف النشاط، وهي بطولة كأس نائب رئيس الدولة في جولتها الختامية التي ستقام يوم 25 يوليو الجاري، كما شهدت أبوظبي أيضا الإعلان عن برنامج رابطة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في تنظيمها للأحداث الخارجية بواقع 78 حدثا دوليا وقاريا على مدار الموسم المقبل.

وفي سياق متصل نجحت أبوظبي في استضافة النسخة الـ 11 من بطولة محاربي الإمارات للفنون القتالية المختلطة في 12 يونيو الماضي، ووفرت اللجنة المنظمة للبطولة مع شركة بالمز الرياضية بيئة مثالية للمقاتلين من قبل الحدث بأكثر من 20 يوما، أخضعتهم خلالها للفحوص الطبية الدورية، ووفرت لهم ملاعب التدريب والاستعداد للمنافسات وفنادق الإقامة، ونظمت لهم المؤتمرات الصحفية عن بعد، وأدارت النزالات بشكل احترافي في صالة جوجيتسو أرينا بمدينة زايد الرياضية، وتابع الحدث كل محبي الفنون القتالية في العالم عبر المحطات التليفزيونية والبرامج التكنولوجية المتطورة التي نقلت المنافسات عبر التطبيقات الحديثة على الهواتف الذكية لأكثر من 400 مليون متابع حول العالم. كما بدأت الاستعداد حاليا لاستضافة النسخة الـ " 12" من البطولة في 31 يوليو الجاري، بمشاركة 24 مقاتلا من 19 دولة حول العالم، وتراهن أبوظبي على تقديم نسخة استثنائية تواصل فيها إبهار العالم في تقديم منتج عالمي مميز في رياضات الفنون القتالية.

ولم تكن لعبة الملاكمة بعيدة عن المشهد، فالعاصمة الإماراتية تتصدر الصورة أيضا على المستويين الآسيوي والخليجي حيث تترأس الاتحاد الآسيوي للملاكمة، وتستضيف مقره ومقر اللجنة التنظيمية الخليجية، وتتواصل بشكل يومي مع الاتحادات الوطنية في آسيا والمنطقة الخليجية، لاعتماد البروتوكول الصحي المناسب لعودة النشاط بشكل آمن، في الوقت نفسه الذي حرصت فيه على عدم تأجيل البطولة القارية التي ستقام في شهر نوفمبر المقبل بالهند، وتتمسك بالأمل في إقامتها بموعدها، بل أنها اعتمدت برنامج إعداد المنتخب الوطني للمشاركة بها، وفي هذه الأيام أيضا تم الإعلان عن التصنيف الآسيوي للاتحادات الوطنية على ضوء إنجازاتها في المرحلة الماضية، وتصدر الاتحاد الإماراتي ومقره أبوظبي دول غرب آسيا في هذا التصنيف.

أما لعبة الجودو فقد كان لها نصيب مميز من النجاح حيث كان اتحاد الإمارات للجودو ومقره أبوظبي صاحب أول مبادرة في تنظيم أول معسكر خارجي مغلق للاعبيه، وذلك في مدينة كيشيناو بجمهورية مولدوفا، ضمن برنامج إعدادهم للمشاركة في أولمبياد طوكيو، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد المولدوفي وهو ما حقق أهدافه على مدار 45 يوما من التدريبات والاستعدادات والنزالات مع لاعبي منتخب مولدوفا. ولم تكن تلك النجاحات وليدة الصدفة لكنها استمرار لمسلسل من التميز والإبداع، حيث توجت أبوظبي في 14 ديسمبر من العام الماضي 2019 بالمركز الأول في العالم كوجهة رائدة في السياحة الرياضية، خلال حفل توزيع جوائز السفر العالمية الذي أقيم في العاصمة العمانية مسقط، وذلك في ترجمة حقيقية لرؤى ومبادرات قيادتها للبحث دائما عن المركز الأول.