تواصل دولة الإمارات دورها الإقليمي الرائد في تعزيز الاقتصاد المؤثر لتحوّل الأسواق العالمية نحو الاستدامة وإزالة الكربون. وتحقيقاً لهذا الهدف استضافت مجموعة أبوظبي للاستدامة بدعم من هيئة البيئة في أبوظبي اجتماع طاولة مستديرة بعنوان "الطريق إلى الاقتصاد المؤثر: مخاطر وفرص الأسواق المالية لدولة الإمارات العربية المتحدة".جمعت الفعالية، التي انعقدت في أبوظبي، خبراء محليين وعالميين لدراسة الدور الفاعل لمتطلبات الاستدامة في إعادة تشكيل القطاع المالي، لا سيما في الأسواق الناشئة مثل الإمارات.
وتم تنظيم الفعالية بالشراكة مع Sustainability to Action، وشركة GIST Impact المتخصصة في مجال توفير بيانات وتحليلات سُبُل تأثير الانتقال إلى اقتصاد له أثر على السياسات النقدية وأنظمة السوق وإستراتيجيات الاستثمار.يشار إلى أن الاقتصاد المؤثر لا يقيس نجاح الأعمال من خلال الأرباح فحسب، بل أيضا مدى مساهمة المؤسسات في المجتمع من خلال معالجة آثار تغير المناخ حيث يمثل هذا الاقتصاد تحولاً من النماذج التقليدية التي تركز على الربح إلى تلك التي تتماشى فيها ممارسات الأعمال مع أهداف الاستدامة العالمية، وخاصة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، إن اجتماع الطاولة المستديرة يؤكد الرؤية الطموحة للهيئة في معالجة موضوع الأسواق المالية، وبصفة الهيئة أحد الموقِّعين على إعلان التمويل المستدام، فإنها تلتزم بتمكين هذه العملية من خلال زيادة الوعي وتشجيع التعليم وتطوير السياسات واللوائح لتعزيز الاستثمارات الخضراء والمستدامة في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.من جانبه قال أرمين بيتر الشخصية البارزة في مجال التمويل المستدام وأسواق رأس المال،والذي أدار الاجتماع، إن مناقشات هذه الطاولة المستديرة طرحت رؤى مهمة حول كيفية تكيّف الأسواق المالية مع التغيرات المدفوعة بالاستدامة، لافتا إلى أنه تم استكشاف التفاعل بين السياسات النقدية المتغير وضرورات الاستدامة واستراتيجيات الاستثمار. من ناحيته قدم المشارك بالفعالية بافان سوخديف الخبير الاقتصادي البيئي ومؤسس GIST Impact، وجهات نظر فريدة حول سُبُل دمج الاستدامة البيئية مع الأداء المالي بما يخدم أسواق رأس المال العالمية.من جانبها قالت هدى الحوقاني مديرة مجموعة أبوظبي للاستدامة، إن جمع العديد من الشركاء على طاولة النقاش أمر ضروري لتسريع التقدم نحو الاستدامة، وتوفر مثل هذه الفعاليات منبراً للحوار وتعزز تمكين الشراكات وسُبُل التعاون التي تعتبر أساسية لمواجهة التحديات المعقدة في هذا المجال. وأكدت التزام الإمارات الواضح بالاستدامة، موضحة أنه من خلال العمل التعاوني يمكن دعم التغييرات التحويلية في الأسواق المالية وخارجها.