أبوظبي للصحة العامة ... منظومة مبتكرة لتعزيز سلامة أفراد المجتمع

أبوظبي للصحة العامة ... منظومة مبتكرة لتعزيز سلامة أفراد المجتمع


أكد سعادة مطر سعيد النعيمي مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة أن المركز يسهم بشكل كبير في تعزيز الجهود المبذولة لضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع في إمارة أبوظبي من خلال تعزيز مفاهيم الصحة العامة والصحة الوقائية.

وأوضح في حواره مع وكالة أنباء الإمارات " وام" أن رؤية المركز تمثلت في السعي "نحو مجتمع يتمتّع بالصحة والسلامة" وتعزيز صحة سكان إمارة أبوظبي وسلامة العاملين فيها عبر منظومة متكاملة للصحة العامة والبرامج الوقائية تعتمد أعلى معايير الإبداع والابتكار والنزاهة والشفافية والجودة والكفاءة والقيادة والعمل الجماعي لضمان السعادة ونشر الطاقة الإيجابية والالتزام والمسؤولية في إطار استراتيجية حوكمة صحية شاملة مع تشجيع اعتماد أسلوب الحياة الصحي وضمان سلامة العاملين والبيئة وتطبيق منظومة للوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية وتحسين جودة الحياة وبناء قدرات وطنية مستدامة في مجال الصحة العامة وتطوير اتخاذ القرار بالإنذار المبكر والإبتكار والذكاء الإصطناعي.

وأضاف أنه خلال العقود الثلاثة الأولى من عمر الاتحاد تركزت الجهود والميزانيات على إنشاء مؤسسات الرعاية الصحية مثل المستشفيات ومراكز تقديم الخدمات الطبية وكان لهذا الاستثمار أهميته التي تأكدت بمرور الزمن وتمثلت رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " رحمه الله " في البدء بإنشاء هذه المستشفيات والمراكز لضمان سلامة المجتمع وعافيته.

وقال : " بحكم عملي في هذا القطاع لأكثر من ثلاثين عاماً لمست بنفسي مثل هذا الاهتمام والحرص لدى القيادة عبر إصدار التشريعات الحكومية التي تضمن توفير البنية التحتية اللازمة للارتقاء بهذا القطاع فحققت البلاد بفضل الله الكثير من الإنجازات الكبيرة في تلبية متطلبات الصحة العامة لسكان الإمارة ضمن إطار التزامها بتوفير أساسيات العيش الكريم للجميع وتقديم الخدمات العديدة في أرجاء الإمارة".

وتابع بحلول عام الخمسين وسير القيادة على هذا النهج طوال السنين الماضية شهدنا وصول قطاع الرعاية الصحية إلى مستوى يضاهي الدول المتقدمة من خلال قفزات نوعية كبرى تتناسب مع التحديات الصحية المتجددة وتواكب الأنظمة العالمية وذلك باعتراف الخبراء الدوليين ومنظمة الصحة العالمية التي أكدت أن دولة الإمارات تتصدر منطقة الشرق الأوسط ضمن حوالي عشرين مؤشراً ومعياراً للتعامل مع مخاطر الصحة العامة.

وأشار إلى أن القيادة ركزت خلال السنوات الأخيرة اهتمامها بالصحة العامة فأصدرت القوانين التشريعية في هذا الصدد وتضمنت الخطط الاستراتيجية الحكومية توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لأفراد المجتمع فجاء قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"بتأسيس مركز أبوظبي للصحة العامة في يوليو 2019 ثمرة لهذا الاهتمام كأول مركز من نوعه في المنطقة يعنى بالصحة العامة.

وقال تزامناً مع تأسيس المركز بدأت جائحة "كوفيد-19" وتفاقم انتشارها خلال عام 2020 ومع أن الهياكل التنظيمية والميزانيات ومبنى المركز والأجهزة اللوجستية لم تكن قد اكتملت بعد إلا أننا تمكنا من قيادة الاستجابة وترسخت سمعة المركز على المستوى المحلي حيث تمكن في زمن قياسي من تكوين علاقات استراتيجية مع الجهات المعنية بالاستجابة للجائحة.. أما دولياً فقد تعاون المركز مع منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية ومركز الصحة العامة في إنجلترا وغيرها من المنظمات العالمية المعنية بالشأن الطبي والصحة العامة.

وذكر :" يكمن السرّ وراء هذا الإنجاز في ثلاث كلمات قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهي:"لا تشلّون همّ" فكانت هي البوصلة التي رسمت لنا المسار وتحولت إلى استراتيجية عمل فأصبح هدفنا الأول هو إبعاد الهمّ والقلق عن كل إنسان يعيش على أرض الدولة وإزالة مخاوف الجميع من تداعيات إصابتهم بهذا الوباء وخاصة الفئات الأكثر عرضة لذلك مثل العمال والعمالة المساعدة الذي كانت لديهم مخاوف من عدم قدرتهم للحصول على الرعاية الصحية أو العلاج المناسب".

وقال بفضل جهود فريق العمل في المركز وتضحياتهم الكبيرة تمكنّا من قيادة الاستجابة الوقائية في ظروف حرجة وتعزيز سمعة الإمارة والدولة مع إنقاذ حياة الكثيرين وتخفيف معاناتهم فحققنا المرتبة الأولى في عمليات التطعيم على مستوى العالم ونفذنا أكبر عدد من الفحوصات الطبية مع نشر المواد التوعوية بـ 16 لغة وإيصال الرعاية الطبية للمستفيدين في أماكن وجودهم إلى جانب توفير خدمات الرعاية الطبية والغسيل الكلوي والفحوصات الطبية إضافة إلى دعم مختلف جهود إدارة الجائحة بالتعاون والتنسق مع الجهات المحلية والاتحادية سواء كان برئاسة الاجتماعات أو المشاركة فيها والمشاركة في الأنظمة المستحدثة والربط التقني مع التطبيقات الذكية المعتمدة لإثراء المجهود الجماعي بشكل عام.

وأكد النعيمي أن القيادة الإماراتية قدمت أروع نماذج القدوة التي تدفعنا للعمل وكانت دائرة الصحة – أبوظبي حاضرة دائماً لتقديم التوجيهات وتوفير الدعم ومتابعة الإنجازات وفي الحالات العاجلة التي تطلبت إصدار تشريعات على مستوى الدولة .

وتابع ومع نهاية 2021 أكد مركز أبوظبي للصحة العامة حضوره ورسّخ مكانته عبر النتائج الواضحة في إدارة الجائحة وغيرها من نواحي العمل بفضل التنسيق المستمر للقيادات المحلية حيث تجتمع مكونات القطاع الصحي منذ 26 يناير 2020 يومياً بدون انقطاع لمراجعة التطورات والتحديثات ومتابعة إجراءات التقصي النشط والوبائي فضلاً عن تنفيذ الإجراءات الوقائية المطلوبة ومتابعة الحالات الإيجابية والمخالطين في جميع مناطق أبوظبي.

وأضاف على صعيد اللجان المحلية المسؤولة عن إدارة الجائحة أثبت المركز حضوره بمشاركتنا في لجنة طوارئ أبوظبي وعلى مستوى الدولة بجانب فريق المركز الذي شاركنا بآرائه وأفكاره القيمة لتطوير الإجراءات وتحسينها والتي حظيت بالصدى الإيجابي وأسهمت في وصول إمارة أبوظبي والدولة إلى المراتب الأولى عالمياً في الاستجابة لجائحة "كوفيد-19".

وقال أثبت فريق عمل المركز الفريق قدرته على احتمال الضغوطات وتجاوز التحديات والصمود في العمل لأيام وشهور متواصلة بكل تفانٍ وتضحية وإلى جانبنا المتطوعون الذين كانواً عنصراً هاماً في تحقيق أهدافنا المرسومة ولنا أن نتخيل عمل هؤلاء المتطوعين لشهور طويلة بدون مقابل ومواصلة عملهم حتى الآن على الرغم من التزاماتهم ومسؤولياتهم الشخصية.

وأضاف أما المرأة فقد كان دورها من أبرز عوامل نجاحنا فهي الجزء الأكبر من فريق عملنا وقد تحمّلت إلى جانب مسؤولياتها الأسرية أعباء العمل بصورة تضاهي قدرة الرجل وتابعت العمليات وتنفيذ الإجراءات لتقدم نموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية.. وبفضل تركيز القيادة على تمكين المرأة وإعطائها الحافز والفرصة والدعم للمشاركة في بناء الوطن لدينا الآن قيادات نسائية يعتز بها وطننا العربي والعالم وهي حاضرة الآن على المستوى الوطني وفي المحافل الدولية.

وتابع بالتوازي مع إنجازات المركز في مواجهة الجائحة اشتملت مبادراتنا حتى الآن على برامج لرعاية كبار السن وأصحاب الهمم والتوعية بالصحة النفسية والتوعية بمخاطر الإصابات في مواقع العمل والسلامة في الحر والوقاية من الإصابات والأنفلونزا الموسمية ومكافحة التدخين والتوعية بالأمراض التنفسية المزمنة وبسرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والرئة وبأهمية الرضاعة الطبيعية إلى جانب التوعية بالتغذية الصحية السليمة وبرامج سفراء الصحة العامة وغيرها.