أتلانتا 1996.. إنجازات خارقة في الألعاب المئوية على الأرض الأميركية

أتلانتا 1996.. إنجازات خارقة في الألعاب المئوية على الأرض الأميركية

احتضنت أتلانتا الأميركية النسخة السادسة والعشرين من الأولمبياد، محتفلة بالذكرى المئوية لانطلاق الألعاب في أثينا، فبلغ عدد المشاركين 197 دولة.
استعادت الولايات المتحدة المركز الأول في الترتيب العام برصيد 44 ذهبية، تلتها روسيا (26) ثم ألمانيا (20)، فيما كانت المحصلة العربية الأوفر حتى تاريخه، وبلغت ثلاث ذهبيات بفضل العداء الجزائري نور الدين مرسلي (1500 م) والسورية غادة شعاع بطلة العالم في المسابقة السباعية، والملاكم الجزائري حسين سلطاني في الوزن الخفيف.
وفُتح المجال أمام مشاركة الدرّاجين المحترفين ما منح الفرنسية جاني لونغو والإسباني ميغيل اندورين تتويجاً أولمبياً في النهاية.
وعُدّلت أنظمة كرة القدم، إذ سمح لكل منتخب بإشراك ثلاثة لاعبين فوق 23 عاماً.
وإلى الكرة الطائرة الشاطئية، اعتمدت ضمن المسابقات سباقات الدراجات للضاحية (في تي تي) وكرة القدم النسائية وجاء لقبها أميركياً، والسوفت بول.
بعد 12 عاماً على ألعاب لوس أنجليس المبتورة بسبب المقاطعة الشرقية رداً على الموقف من ألعاب موسكو 1980، عادت المباريات الأولمبية إلى الحضن الأميركي الرحب.
ومثّل اختيار أتلانتا غايات تتعدى النطاق الأميركي والإرث الأولمبي، فالمدينة معقل شركة كوكا كولا احدى المؤسسات الكبيرة الراعية للألعاب واللجنة الأولمبية الدولية، وشركة "سي بي أس" التلفزيونية التي دفعت 456 مليون دولار من حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات والبالغة نحو 898 مليوناً.
لذا فُضّلت أتلانتا على أثينا التي كانت تطمح باستضافة المئوية "لتكرّر التاريخ" وبلغراد ومانشستر وملبورن وتورونتو.
شكّلت الدورة أكبر تجمع إنساني في القرن العشرين، باعتبار ان الألعاب الأولمبية لا تزال ذات طابع أسطوري رمزي موحّد، ولأن اللجنة الأولمبية ألغت التمييز بين الاحتراف والهواية ما زاد من حماسة المشاركة.
فشاهدنا في المباريات عمالقة من اللاعبين المحترفين، أمثال البرازيلي بيبيتو في كرة القدم، والاميركي أندريه أغاسي في كرة المضرب الذي اعتبر انه دخل التاريخ بميداليته الذهبية، والإسباني إندورين في الدراجات.
في أتلانتا التي يشكل السود نسبة 70 في المئة من سكانها، أدّت لاعبة كرة السلة السمراء تيريزا ادواردز القسم الأولمبي، أما الذي أوقد الشعلة الأولمبية فكان بطل العالم السابق في الملاكمة محمد علي كلاي الذي طلب المنظّمون من السباحة البيضاء البطلة الأولمبية جانيت إيفانز أن تبقى مستعدّة لتقديم المساعدة له، في حال دعت الحاجة وواجه صعوبة بعدما سلمت الشعلة له كون "الأسطورة" مصاب بمرض باركنسون. وتقدّمت منه لاعبة كرة المضرب الاميركية مونيكا سيليش وقالت له "إننا نحبّك ونحن سعداء بوجودك معنا".
أما رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انتونيو سامارانش، فقد سلم محمد علي ميدالية ذهبية عوضاً عن تلك التي أحرزها في دورة روما عام 1960، ورماها في نهر أوهايو استياء لطرده من مطعم ومطاردته من قبل عصابة من البيض.
كما شهدت أتلانتا بعض مظاهر التآلف والسلام. وقال الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر ان وجود رياضيين كوريين شماليين وفلسطينيين في الدورة، برهان على ان المسابقات الرياضية تحطم الحواجز كلها...
لكن سلبيات عدة حصلت ولم يستطع المنظمون تحاشيها، وقد بدأت المشكلات المرتبطة بالتنظيم والاستضافة تظهر مباشرة بعد حفلة الافتتاح، إذ تبيّن لعدد كبير من الحضور، انه من المستحيل الوصول إلى الباصات والحافلات المخصّصة لنقلهم إلى فنادقهم، ما اضطر بعضهم إلى اجتياح الباصات الموجودة، وقد دخلها أيضاً البعض من الشبابيك في أجواء متوترة، فيما آثر ذوو الأعصاب الباردة العودة مشياً مهما طالت المسافة.
وتبيّن أن سمعة المدينة إزاء تمتعها بشبكة مواصلات متطوّرة بعيدة جداً عن الواقع، واعترف سامارانش انه خدع حين صدّق ما قيل عن تجهيزات أتلانتا في المواصلات.
وبدا ان سكان المدينة أنفسهم مخدوعون بقدراتها، وان الاهتمام المفرط بالأمن والخوف من الإرهاب أدى إلى الإخلال بتأمين الشروط المطلوبة في المواصلات، ولكن مع ذلك حصلت خروقات للستار الحديدي الأمني، فاعتقلت الشرطة رجلاً مسلحاً بمسدس 11 طلقة دخل الملعب بزي رجل أمن قبيل وصول الرئيس بيل كلينتون لحضور حفل الافتتاح.
كما ان الانفجار الذي هزّ المنتزه المئوي الاولمبي، كشف أيضاً عن وجود ثغرات مخيفة في جهاز الأمن، وشكّل نقطة سوداء كبيرة.
وقع الانفجار عند الواحدة و20 دقيقة صباح 27 تموز/يوليو، وأدى إلى سقوط قتيلين وإصابة أكثر من 110 أشخاص بعضهم إصابات بالغة.
وقبل ساعات قليلة من الانفجار، أعلن شخص من خلال كشك للهاتف ان قنبلة ما وضعت في مكان ما، ووجّه الاتهام في الوهلة الأولى رسميا إلى ريتشارد جويل الذي كان أعلن أنه شاهد حقيبة مشتبه فيها وابلغ أجهزة الأمن، لكن تمت تبرئته من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي أي) في تشرين الأول-أكتوبر 1996.
وفي نهاية عام 1998، وجّه الاتهام إلى اريك رودولف المعروف بأفكار اليمين المتطرف، وثلاثة أشخاص آخرين.
والسلبيات كلها في أتلانتا لم تطغ على الإنجازات التي حققها الإبطال المشاركون، وأبرزها الرقم الاعجازي الذي حققه العداء الأميركي مايكل جونسون في سباق 200 م والذي عمّر لسنوات عدة (19.32 ث).
وكذلك الرقم العالمي الأخر الذي حققه الكندي دونوفان بايلي في 100 م (9.84 ث) فهزم الأميركيين في اختصاصهم وبيّض صفحة بلاده بعد فضيحة بن جونسون في سيول 1988.
واحتفظ الاميركي كارل لويس باللقب الاولمبي في الوثب الطويل للمرة الرابعة على التوالي، وحصد ميداليته الذهبية التاسعة منذ 1984.
وحقق الرباع التركي نعيم سليمان اوغلو ذهبيته الثالثة على التوالي وحطم ثلاثة أرقام عالمية في وزن 60 كلغ. وحصدت السباحة المجرية كريستينا ايغيرسيغي ميداليتها الذهبية الخامسة.
وبات الروسي ألكسندر بوبوف أول سباح منذ الاميركي جوني فايسمولر عام 1928، يحرز ذهبية سباق 100 م حرة للمرة الثالثة على التوالي.
ووصل نجوم عالميون إلى نهاية سعيدة لأحلامهم بحصولهم على أول لقب اولمبي ينقص سجلاتهم الحافلة بالإنجازات العالمية، من أبرزهم الكندي دونوفان بايلي والاميركي اغاسي والجزائري نور الدين مرسلي والإسباني إندورين والفرنسية لونغو، وبطلة الوثب العالي البلغارية ستيفكا كوستادينوفا.
في المقابل، فشل أبطال عالميون وأولمبيون في المحافظة على ألقابهم بسبب الإصابة أو الخسائر، وأبرزهم البيلاروسي فيتالي شيربو (الجمباز)، الاوكراني سيرغي بوبكا الذي فشل للمرة الثانية في القفز بالزانة، العداء البريطاني لينفورد كريستي، العداءة الجامايكية مرلين اوتي، الجزائرية حسيبة بولمرقة، وطل الوثب العالي الكوبي خافيير سوتومايور، بطلة المسابقة السباعية الأميركية جاكي جوينر كيرسي، بطل الوثبة الثلاثية حامل الرقم القياسي العالمي البريطاني جوناثان ادواردز، وعداء السرعة الناميبي فرانكي فريدريكس.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot