وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة «سفينة خليفة الإنسانية» إلى ميناء العريش
يمكن استخدام إشاراتها كنوع من السونار
أجهزة "الواي فاي" قد تكون وسيلة للتجسس على هواتفنا
لم تعد المراقبة في العصر الرقمي تقتصر على الكاميرات والهواتف الذكية، فمن تقنيات التعرف على الوجه إلى سجلات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أصبحت الأدوات المستخدمة لمراقبة الأشخاص والتجسس أكثر تطوراً.
وبينما تستخدم أجهزة الشبكات اللاسلكية "واي فاي" المنتشرة في منازلنا وأماكن عملنا وحياتنا، والمرتبطة بالهواتف والساعات الذكية وحتى أجهزة التلفزيون والمساعدات الصوتية، وصولاً إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية وأنظمة الأمان وغيرها، شبكة مشفرة للتواصل بأمان، إلا أنها على رغم ذلك قد تسرب معلومات حساسة وتتحول لأداة تجسس بكل ما للكلمة من معنى.
نظام "WhoFi"
آخر التجارب العلمية التي تثبت إمكان تحول أجهزة "واي فاي" إلى أدوات تجسس حقيقية كانت في جامعة "لا سابينزا" الإيطالية، التي طورت نظاماً يسمى "WhoFi"، يمكنه إنشاء معرف بيومتري فريد بناء على كيفية تفاعل جسم الشخص مع إشارات جهاز "واي فاي" المحيطة.
يستخدم هذا النهج الجديد تشوهات الإشارة التي يسببها جسم الإنسان لإعادة تحديد هوية الأفراد أثناء تنقلهم عبر مساحات تغطيها شبكات "واي فاي" مختلفة، ويزعم العلماء الإيطاليون أن نظامهم قادر على مطابقة الأشخاص بدقة تصل إلى 95.5 في المئة.
تعتمد طريقتهم على تقنية تعرف باسم معلومات حالة القناة (CSI)، التي ترصد كيفية تغير إشارات "واي فاي" عند مرورها عبر بيئات مادية، وتكمن الفكرة الأساس في أنه مع انتشار إشارة "واي فاي" عبر بيئة ما، يتغير شكل موجتها تبعاً لوجود الأجسام والأشخاص وخصائصهم الفيزيائية. وتحوي هذه التغييرات، المسجلة على شكل معلومات حالة القناة، على معلومات بيومترية غنية.
ووفقاً لعلماء الجامعة الإيطالية، فإن هذه التغييرات في الإشارة دقيقة بما يكفي لتكون بمثابة نوع من البصمة الرقمية، خصوصاً عند تحليلها بواسطة شبكة عصبية عميقة، وبذلك تمثل إشارات "واي فاي" بديلاً قوياً لأدوات المراقبة التقليدية مثل الكاميرات، وعلى عكس الأنظمة البصرية، يمكنها العمل بمعزل عن ظروف الإضاءة، والمرور عبر الجدران، وتجنب التقاط صور قابلة للتحديد، مما يجعلها تبدو أكثر مراعاة للخصوصية ظاهرياً.
تجربة جامعة "كارنيغي ميلون"
وكان علماء جامعة "كارنيغي ميلون" الأميركية نشروا العام الماضي دراسة عن تجربة قاموا بها باستخدام أجهزة "واي فاي" عادية متوفرة في السوق لتحديد مواقع الأشخاص، إضافة إلى وضعياتهم، في غرف المنزل.
وعلى رغم أن التجربة لم تخل من العيوب، إلا أنها حققت نجاحاً عاماً، مما أثبت إمكان استخدام هذه الأجهزة لتتبع الأشخاص. وبمعنى عام، يمكن استخدام إشارة "واي فاي" التي ترسلها أجهزة التوجيه كنوع من السونار، إذ يحلل برنامج مدعم بالذكاء الاصطناعي الفرق في الكثافة بين الإشارات الصادرة والواردة، ويعود بصور إطارية سلكية للأشخاص في الغرفة.
في بعض الحالات، عادت الصور غير مكتملة، أو أظهرت أشخاصاً في أوضاع غريبة وغير طبيعية، وهذا ما يظهر أن الطريقة المعتمدة لا تزال بحاجة إلى تحسين. ولكن في كثير من الحالات، كانت الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي دقيقة للغاية، وكانت مواقع الأشخاص داخل الغرفة وأبعادهم ووضعياتهم دقيقة إلى حد كبير.
كيف يتجسس المخترقون على هواتفنا عبر "الواي فاي"؟
تنطوي شبكات "واي فاي" على ثغرات أمنية يمكن للمخترقين استغلالها، ويمكن لمجرمي الإنترنت التجسس على هاتفك وسرقة بياناتك، بل وحتى الوصول إلى معلومات حساسة. وعند توصيل هاتفك بشبكة "واي فاي"، يمكن للمخترقين اعتراض البيانات المنقولة بين جهازك والإنترنت، مستخدمين بعض الطرق للتجسس على أنشطتك.
في هجوم الوسيط، يضع المخترق نفسه بين جهازك وجهاز توجيه "واي فاي". هذا يسمح له باعتراض البيانات المتبادلة وقراءتها، بل وحتى تعديلها، بما في ذلك بيانات اعتماد تسجيل الدخول والرسائل وغيرها من المعلومات الحساسة.
ويستخدم المخترقون برامج متخصصة، مثل برامج تجسس حزم البيانات، لالتقاط البيانات المرسلة عبر شبكة "واي فاي". يمكنهم بعد ذلك تحليل هذه البيانات لاستخراج كلمات المرور، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو تفاصيل بطاقات الائتمان.
وينشئ المخترقون نقاط اتصال "واي فاي" وهمية تحاكي الشبكات الشرعية، وعند اتصالك بهذه الشبكات الوهمية من دون علمك، يمكن للمخترق بسهولة مراقبة أنشطتك على الإنترنت والتقاط البيانات المرسلة عبر الاتصال.
وإذا تمكن مخترق من الوصول إلى جهازك عبر اتصال "واي فاي" غير آمن، فيمكنه حقن برامج ضارة فيه. ويمكن لهذه البرامج الضارة تتبع تحركاتك ومراقبة اتصالاتك، وحتى التحكم في جهازك عن بعد.
الأخطار المحتملة
عندما يتجسس المخترقون على هاتفك عبر شبكة "واي فاي"، تكون الأخطار المحتملة هائلة، ومن بين أكثر التهديدات إثارة للقلق سرقة معلوماتك الشخصية، بما في ذلك بياناتك المصرفية، وبيانات اعتمادك على مواقع التواصل الاجتماعي وبيانات تسجيل الدخول إلى البريد الإلكتروني، واستخدامها لأغراض احتيالية.
كما يمكن للمخترقين جمع بيانات كافية عنك لانتحال شخصيتك عبر الإنترنت، وحتى سرقة هويتك والبيانات المالية الحساسة، مثل أرقام بطاقات الائتمان أو بيانات تسجيل الدخول إلى البنوك، واستخدامها لاستنزاف حساباتك أو إجراء عمليات شراء غير مصرح بها.
ومن البدهي أن يتحكم المخترقون في جهازك عن بعد، والوصول إلى الميكروفون والكاميرا وملفاتك، واستخدام جهازك للتجسس على أنشطتك اليومية.