رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
سنة القرارات الانتخابية في ألمانيا
أرمين لاشيت: مسار طويل من أجل خلافة ميركل...!
-- لم يختف الانقسام داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ومهمة الرئيس صعبة
-- سيظل تعيين لاشيت كمرشح للمستشارية معلقا حتى أبريل القادم
-- استعادة وحدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي وإعادة تأسيسه بسرعة هي أهم مهمة لرئيسه الجديد
-- الأمل في استمرار سياسة ميركل بدون ميركل، تغلّب بين مندوبي الحزب على الرغبة في التجديد
لقد بدأت سنة القرارات الانتخابية في ألمانيا. انتخب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة أنجيلا ميركل، في الآونة الأخيرة رئيسًا جديدًا له. رئيس يجب أن يقود الحزب المسيحي الديمقراطي في حملة انتخابات 26 سبتمبر، ويحاول إعادته إلى المستشارية التي ستغادرها أنجيلا ميركل بشكل دائم. أرمين لاشيت، هل هو مستشار ألمانيا المستقبلي؟ ومن سيصبح الشريك الرئيسي لإيمانويل ماكرون؟ لم نصل إلى هناك بعد.
منذ 22 يناير، يوم تنصيبه الرسمي على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، انخرط أرمين لاشيت في بداية سباق جديد، سباق تعيين المرشح للمستشارية، وهو سباق لم يفز به بعد. فحتى أبريل القادم، سيتفق لاشيت، الرئيس الجديد لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ونظيره ماركوس سودر، زعيم الحزب الشقيق، الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري، على المرشح المشترك أيضًا، أي باللغة السياسية، على اقتراح مشترك بين الحزبين الاثنين اللذين سيختاران بشكل مشترك مرشحهما لمنصب المستشارية، وسيكون أحدهما... وهكذا انطلق سباق لاشيت ضد سودر.
منذ استقالة أنجيلا ميركل من رئاسة الحزب في أكتوبر 2018، وفشل أنجريت كرامب-كارينباور بعد أربعة عشر شهرًا فقط من قيادتها، تلتها استقالتها في فبراير 2020، كان حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي يبحث عن نفسه.
تم تأجيله عدة مرات بسبب أزمة فيروس كورونا، عقد أول مؤتمر وطني افتراضي للحزب يومي 15 و16 يناير لانتخاب فريق القيادة الجديد -عن طريق التصويت الإلكتروني الذي كان يجب تأكيده عن طريق تصويت مكتوب يرسل عبر البريد ليصبح ساري المفعول. بالنسبة لمنصب رئيس الحزب، من بين المرشحين الثلاثة الحاضرين، انتصر أرمين لاشيت، الوزير-رئيس ولاية شمال الراين-وستفاليا.
ميركلي بدون ميركل
تجربة السلطة، والأمل في استمرار سياسة ميركل بدون ميركل، تغلّبت بين 1001 مندوب للحزب على الرغبة في اعادة إحياء، مع فريدريك ميرز، منافسه الرئيسي، الحزب المحافظ الحقيقي، الذي تخلت عنه ميركل، أو يسعى، مع نوربرت روتجن، المرشح الثالث، إلى أن يصبح حزبًا أكثر حداثة ونسوية وأكثر تنوعًا ورقمية، وهو ما لم تكن الإدارة الخالصة للسلطة على طريقة ميركل لتنجح في تحقيقه.
وفي وقت يحافظ فيه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على تقدم قوي في استطلاعات الرأي بفضل المستشارة وأدائها في الأزمة الصحية، من الواضح أن غالبية مسؤولي الحزب لا يريدون القطع مع نجاحاتها. ومع ذلك، فإن نجاح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات المقبلة ليس مضمونا، ورئيسه الجديد، أرمين لاشيت، ليس مؤكدًا على الإطلاق أن يكون مرشحًا للمستشارية.
طيلة أشهر، أخفت الأزمة الصحية الوجه السياسوي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. بالتأكيد، قام المرشحون الثلاثة للرئاسة بحملتهم الانتخابية، لكن بنسق متواضع، لأن إدارة الأزمة لها الأسبقية دائمًا على كل شيء، فهي تساهم في ارتفاع الاستطلاعات، كما لا يجب خصوصا النيل من صورة الوحدة هذه.
لكل هذا، قام المرشحون بحملتهم الانتخابية بشكل افتراضي: لا اجتماعات كبيرة، ولا التحام بالمؤيدين. وكان لاشيت يتمتع بميزة الظهور بين مديري الأزمة، في حين أن خصميه، اللذين لا يتحملان مسؤوليات تنفيذية، وجدا نفسيهما مهمشين، غير ان هذا لم يترجم في استطلاعات الرأي. بل على العكس من ذلك، ظل ميرز دائمًا في المقدمة إلى حد كبير، وتمكن نوربرت روتجن، الذي كان متأخرًا جدًا، من منافسة لاشيت -في استطلاعات الرأي، ولكن ليس بين المندوبين... لقد صوت هؤلاء. والآن يجد لاشيت نفسه وجهاً لوجه مع ماركوس سودر، من مديري الأزمة أيضًا وكوزير رئيس بافاريا. ومرة أخرى، في استطلاعات الرأي الخاصة بالمستشارية هذه المرة، يتخلف لاشيت كثيرًا. وأكثر من أي وقت مضى. ففي إدارة الأزمة الصحية، ستكون تصرفات المتنافسين محور الاهتمام.
محطتان حاسمتان
لكن القرار سيظل يتخذ من قبل الناخبين وليس من قبل المستطلعين. يواجه لاشيت تحديًا انتخابيًا فوريًا، ولهذا سيظل تعيينه كمرشح للمستشارية معلقا حتى أبريل القادم.
في 14 مارس، ستجرى الانتخابات الإقليمية في راينلاند بالاتينات وبادن فورتمبيرغ. وفي الإقليمين، الاتحاد المسيحي الديمقراطي حاليًا في وضع صعب. ففي ماينز، حيث بدأ هيلموت كول مسيرته السياسية، هو في المعارضة، وفي شتوتجارت هو منذ خمس سنوات “الشريك الأصغر” لحكومة يقودها حزب الخضر.
هل سيتمكن لاشيت من مساعدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي على استعادة المركز الأول في البرلمانين الإقليميين وتولي قيادة الحكومتين الإقليميتين؟ أو احداهما؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون لاشيت هو المرشح. فمن حيث الوزن السياسي، ومن حيث عدد الأعضاء، للاتحاد المسيحي الديمقراطي ثقل يفوق الاتحاد المسيحي الاجتماعي... لكن ماذا لو حصل العكس؟
إن استعادة وحدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وإعادة تأسيسه بسرعة، هي أهم مهمة لرئيسه الجديد. لأن الحزب منقسم، اذ أثارت استقالة أنجيلا ميركل من رئاسة الحزب عام 2018 منافسة مفتوحة بين التيار الميركيلي، الذي أراد الاستمرار في سياسته، الناجحة حينها، حتى وان كان الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي يسجلان أقل بكثير من 30 بالمائة في استطلاعات الرأي، وحقق حزب الخضر تقريبا التعادل. في حين يسعى التيار الآخر للانفصال عن الميركيلية لإنقاذ، في نظره، الروح المحافظة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، واستعادة أصوات اليمين المتطرف من حزب البديل من أجل ألمانيا.
عقبات على الطريق
لم يختف هذا الانقسام داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ويشكل لاشيت وميرز طرفيه. “العرض” السخي الذي قدمه الخاسر، فريدريك ميرز، وأعلن عنه فور هزيمته، بانه لن يكون جزءً من فريق القيادة الجديد للحزب، ولكن الانضمام لحكومة أنجيلا ميركل ليحل محل وزير الاقتصاد بيتر ألتماير، وضع لاشيت في موقف حرج. وقالت المستشارة على الفور إنها لا تنوي إعادة تشكيل حكومتها، وعبّر لاشيت عن أسفه لرفض ميرز الانضمام إلى قيادة الحزب كما عرض عليه.
إن المهمة بالنسبة للرئيس الجديد للاتحاد المسيحي الديمقراطي، صعبة: إلى جانب مستشارة لا تزال على رأس البلاد، يجب أن يفوز بمحطتين انتخابيتين إقليميتين في مارس ليفرض نفسه في أبريل كمرشح حزبه لمنصب المستشارية حتى يتولى في سبتمبر، باسم حزبه، مكان أنجيلا ميركل على رأس الحكومة الفيدرالية... ان ابن الراين في بداية مسار طويل من الحواجز.
-- سيظل تعيين لاشيت كمرشح للمستشارية معلقا حتى أبريل القادم
-- استعادة وحدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي وإعادة تأسيسه بسرعة هي أهم مهمة لرئيسه الجديد
-- الأمل في استمرار سياسة ميركل بدون ميركل، تغلّب بين مندوبي الحزب على الرغبة في التجديد
لقد بدأت سنة القرارات الانتخابية في ألمانيا. انتخب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة أنجيلا ميركل، في الآونة الأخيرة رئيسًا جديدًا له. رئيس يجب أن يقود الحزب المسيحي الديمقراطي في حملة انتخابات 26 سبتمبر، ويحاول إعادته إلى المستشارية التي ستغادرها أنجيلا ميركل بشكل دائم. أرمين لاشيت، هل هو مستشار ألمانيا المستقبلي؟ ومن سيصبح الشريك الرئيسي لإيمانويل ماكرون؟ لم نصل إلى هناك بعد.
منذ 22 يناير، يوم تنصيبه الرسمي على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، انخرط أرمين لاشيت في بداية سباق جديد، سباق تعيين المرشح للمستشارية، وهو سباق لم يفز به بعد. فحتى أبريل القادم، سيتفق لاشيت، الرئيس الجديد لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ونظيره ماركوس سودر، زعيم الحزب الشقيق، الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري، على المرشح المشترك أيضًا، أي باللغة السياسية، على اقتراح مشترك بين الحزبين الاثنين اللذين سيختاران بشكل مشترك مرشحهما لمنصب المستشارية، وسيكون أحدهما... وهكذا انطلق سباق لاشيت ضد سودر.
منذ استقالة أنجيلا ميركل من رئاسة الحزب في أكتوبر 2018، وفشل أنجريت كرامب-كارينباور بعد أربعة عشر شهرًا فقط من قيادتها، تلتها استقالتها في فبراير 2020، كان حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي يبحث عن نفسه.
تم تأجيله عدة مرات بسبب أزمة فيروس كورونا، عقد أول مؤتمر وطني افتراضي للحزب يومي 15 و16 يناير لانتخاب فريق القيادة الجديد -عن طريق التصويت الإلكتروني الذي كان يجب تأكيده عن طريق تصويت مكتوب يرسل عبر البريد ليصبح ساري المفعول. بالنسبة لمنصب رئيس الحزب، من بين المرشحين الثلاثة الحاضرين، انتصر أرمين لاشيت، الوزير-رئيس ولاية شمال الراين-وستفاليا.
ميركلي بدون ميركل
تجربة السلطة، والأمل في استمرار سياسة ميركل بدون ميركل، تغلّبت بين 1001 مندوب للحزب على الرغبة في اعادة إحياء، مع فريدريك ميرز، منافسه الرئيسي، الحزب المحافظ الحقيقي، الذي تخلت عنه ميركل، أو يسعى، مع نوربرت روتجن، المرشح الثالث، إلى أن يصبح حزبًا أكثر حداثة ونسوية وأكثر تنوعًا ورقمية، وهو ما لم تكن الإدارة الخالصة للسلطة على طريقة ميركل لتنجح في تحقيقه.
وفي وقت يحافظ فيه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على تقدم قوي في استطلاعات الرأي بفضل المستشارة وأدائها في الأزمة الصحية، من الواضح أن غالبية مسؤولي الحزب لا يريدون القطع مع نجاحاتها. ومع ذلك، فإن نجاح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في الانتخابات المقبلة ليس مضمونا، ورئيسه الجديد، أرمين لاشيت، ليس مؤكدًا على الإطلاق أن يكون مرشحًا للمستشارية.
طيلة أشهر، أخفت الأزمة الصحية الوجه السياسوي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. بالتأكيد، قام المرشحون الثلاثة للرئاسة بحملتهم الانتخابية، لكن بنسق متواضع، لأن إدارة الأزمة لها الأسبقية دائمًا على كل شيء، فهي تساهم في ارتفاع الاستطلاعات، كما لا يجب خصوصا النيل من صورة الوحدة هذه.
لكل هذا، قام المرشحون بحملتهم الانتخابية بشكل افتراضي: لا اجتماعات كبيرة، ولا التحام بالمؤيدين. وكان لاشيت يتمتع بميزة الظهور بين مديري الأزمة، في حين أن خصميه، اللذين لا يتحملان مسؤوليات تنفيذية، وجدا نفسيهما مهمشين، غير ان هذا لم يترجم في استطلاعات الرأي. بل على العكس من ذلك، ظل ميرز دائمًا في المقدمة إلى حد كبير، وتمكن نوربرت روتجن، الذي كان متأخرًا جدًا، من منافسة لاشيت -في استطلاعات الرأي، ولكن ليس بين المندوبين... لقد صوت هؤلاء. والآن يجد لاشيت نفسه وجهاً لوجه مع ماركوس سودر، من مديري الأزمة أيضًا وكوزير رئيس بافاريا. ومرة أخرى، في استطلاعات الرأي الخاصة بالمستشارية هذه المرة، يتخلف لاشيت كثيرًا. وأكثر من أي وقت مضى. ففي إدارة الأزمة الصحية، ستكون تصرفات المتنافسين محور الاهتمام.
محطتان حاسمتان
لكن القرار سيظل يتخذ من قبل الناخبين وليس من قبل المستطلعين. يواجه لاشيت تحديًا انتخابيًا فوريًا، ولهذا سيظل تعيينه كمرشح للمستشارية معلقا حتى أبريل القادم.
في 14 مارس، ستجرى الانتخابات الإقليمية في راينلاند بالاتينات وبادن فورتمبيرغ. وفي الإقليمين، الاتحاد المسيحي الديمقراطي حاليًا في وضع صعب. ففي ماينز، حيث بدأ هيلموت كول مسيرته السياسية، هو في المعارضة، وفي شتوتجارت هو منذ خمس سنوات “الشريك الأصغر” لحكومة يقودها حزب الخضر.
هل سيتمكن لاشيت من مساعدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي على استعادة المركز الأول في البرلمانين الإقليميين وتولي قيادة الحكومتين الإقليميتين؟ أو احداهما؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون لاشيت هو المرشح. فمن حيث الوزن السياسي، ومن حيث عدد الأعضاء، للاتحاد المسيحي الديمقراطي ثقل يفوق الاتحاد المسيحي الاجتماعي... لكن ماذا لو حصل العكس؟
إن استعادة وحدة الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وإعادة تأسيسه بسرعة، هي أهم مهمة لرئيسه الجديد. لأن الحزب منقسم، اذ أثارت استقالة أنجيلا ميركل من رئاسة الحزب عام 2018 منافسة مفتوحة بين التيار الميركيلي، الذي أراد الاستمرار في سياسته، الناجحة حينها، حتى وان كان الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي يسجلان أقل بكثير من 30 بالمائة في استطلاعات الرأي، وحقق حزب الخضر تقريبا التعادل. في حين يسعى التيار الآخر للانفصال عن الميركيلية لإنقاذ، في نظره، الروح المحافظة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، واستعادة أصوات اليمين المتطرف من حزب البديل من أجل ألمانيا.
عقبات على الطريق
لم يختف هذا الانقسام داخل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ويشكل لاشيت وميرز طرفيه. “العرض” السخي الذي قدمه الخاسر، فريدريك ميرز، وأعلن عنه فور هزيمته، بانه لن يكون جزءً من فريق القيادة الجديد للحزب، ولكن الانضمام لحكومة أنجيلا ميركل ليحل محل وزير الاقتصاد بيتر ألتماير، وضع لاشيت في موقف حرج. وقالت المستشارة على الفور إنها لا تنوي إعادة تشكيل حكومتها، وعبّر لاشيت عن أسفه لرفض ميرز الانضمام إلى قيادة الحزب كما عرض عليه.
إن المهمة بالنسبة للرئيس الجديد للاتحاد المسيحي الديمقراطي، صعبة: إلى جانب مستشارة لا تزال على رأس البلاد، يجب أن يفوز بمحطتين انتخابيتين إقليميتين في مارس ليفرض نفسه في أبريل كمرشح حزبه لمنصب المستشارية حتى يتولى في سبتمبر، باسم حزبه، مكان أنجيلا ميركل على رأس الحكومة الفيدرالية... ان ابن الراين في بداية مسار طويل من الحواجز.