محمد بن راشد: سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتواصل معهم
أسباب الحالات النادرة لإعلان موت البعض خطأ رغم أنهم على قيد الحياة
شرح أحد الأطباء بعض الأسباب التي تجعلهم يُعلنون عن طريق الخطأ وفاة شخص ما بينما هو فعلا لا يزال على قيد الحياة.يأتي هذا في أعقاب تسجيل حالتين في الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، حيث وُجد أن من أُعلنوا موتى لم يفتأوا يتنفسون بعد إرسالهم إلى المشرحة.
وفي حادثة مماثلة، أعلنت ممرضة وفاة امرأة تبلغ من العمر 66 عاما مصابة بالخرف المبكر، قبل أن يجدها العاملون في دار الجنازة تلهث للحصول على الهواء عندما قاموا بفك كيس الجثة.
ولحسن الحظ، فإن حالات مثل هذه نادرة للغاية، لكنها تثير مخاوف البشر. وقد يفسر هذا العرفُ البحري القديم المستخدم لتأكيد موت البحارة بالفعل، حيث أنه في الماضي، عند خياطة كفن القماش للبحار الميت، كان صانع الكفن يأخذ آخر غرزة من خلال أنف المتوفى.وكان يُعتقد أن دخول الإبرة في أنف الميت سيكون فعالا بدرجة كافية لإيقاظ أي شخص ما زال على قيد الحياة بالفعل.
ويوضح الدكتور ستيفن هيوز، كبير المحاضرين في الطب بجامعة أنجليا روسكين، أن عملية إثبات وفاة شخص ما، في الوقت الحاضر، هي أقل وحشية بكثير من هذا الإجراء القديم. ويقول إن جميع الأطباء يجب أن ينتبهوا إلى غياب أصوات في القلب والتنفس على مدى فترة من الزمن، مع وجود حدقة عين ثابتة ومتوسعة وعدم الاستجابة لأي منبهات، وهذا ما يعني وفاة الشخص.
ولسوء الحظ، كانت هناك حالات تم فيها تأكيد الوفاة من خلال هذه العملية، ومع ذلك يظهر المريض علامات الحياة بعد ذلك.وأشار الدكتور هيوز إلى أنه، على مر السنين، شهد بعضا من هذه الأحداث، على غرار إعلان أحد زملائه وفاة امرأة مسنة، ولكنها بعد فترة وجيزة، بدأت تتنفس مرة أخرى واستعادت نبضها لفترة وجيزة.
وفي حادثة أخرى، تناولت امرأة جرعة زائدة من الباربيتورات الموصوفة لعلاج الصرع، وأصيبت بنوبة قلبية أعلن الطبيب بعدها أن المريضة توفيت. ولكن عند وصولها إلى المشرحة، شوهدت إحدى ساقيها ترتعش، وتعافت بعد ذلك.
ويشرح الدكتور هيوز أن هذه الحوادث قد تحدث عندما يفشل الطبيب في إجراء تأكيد الوفاة بشكل صحيح. وأوضح: "الفحص السريع أثناء تشتيت الانتباه يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الفشل في سماع أصوات القلب وتحديد الأنفاس غير المنتظمة. من المفيد أن تكون دقيقا".
لكنه أشار إلى أن المهمة يمكن أن تكون أكثر صعوبة بسبب بعض الأدوية التي قد تكون قد أعطيت للمريض.
الأدوية والسموم والمياه الباردة
يُعتقد أن العقاقير المهدئة تحمي الدماغ من التلف بطريقة ما، ويتم استخدامها في التخدير في العمليات الجراحية الكبرى، خاصة إذا كان من الضروري إيقاف الدورة الدموية لبعض الوقت.
لكن جرعة زائدة من المهدئات تقلل من الاستجابة وتثبط التنفس والدورة الدموية، ما يجعل الشخص يبدو ميتا بينما يحمي الدماغ من نقص الأكسجة (تجويع الأكسجين). وفي وقت لاحق، عندما تتم إزالة الدواء من الجسم، قد يستيقظ الشخص.
ويقول الطبيب إن كلا من الديازيبام (الاسم التجاري للـ Valium) وألبرازولام (الاسم التجاري لـ Xanax) تسببا أيضا في إعلان وفاة المرضى عن طريق الخطأ. وقد يكون لبعض السموم تأثير مماثل.
ويمكن أن يؤدي الغمر في الماء البارد أيضا إلى وهم الموت بسبب تأثيره على إبطاء معدل ضربات القلب. والبقاء على قيد الحياة بعد فترات طويلة من الوقت في الماء موثق جيدا.
وأشار هيوز إلى أنه في طب الطوارئ، تعلموا منذ فترة طويلة أن المريض الغارق لا تثبت وفاته حتى يتم تسخينه، حيث تم الإبلاغ عن شفاء عصبي بعد فترات تصل إلى 70 دقيقة من الغمر في الماء البارد.
وقد يؤدي الإغماء أيضا إلى خداع الطبيب. فعندما يصاب الشخص بالإغماء يحدث تنشيط للعصب المبهم (أطول عصب قحفي في الجسم)، ما يؤدي إلى إبطاء دقات القلب وخفض ضغط الدم.
وقد يكون هذا سببا لحالة حزينة للغاية تم الإبلاغ عنها من هندوراس، حيث يُعتقد أن مراهقة حاملا توفيت متأثرة بصدمة بعد سماع إطلاق نار في حيها. وسُمع صوت صراخ داخل قبرها بعد يوم من جنازتها. ومن المحتمل جدا أنها استيقظت بعد فترة إغماء طويلة.
ويقول الطبيب إن العديد من حالات الأشخاص الذين أعلن عن وفاتهم خطأً تأتي من خارج أوروبا، ربما بسبب الاختلاف في تأكيد إجراء الوفاة أو عدم قدرة عائلة المريض على تحمل تكاليف الطبيب.
ومهما كان السبب، تظهر هذه الحالات في وسائل الإعلام لأنها مثيرة وتجذب الانتباه، لكنها في النهاية نادرة جدا.