رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
أسبوع ثان من المعارك تتواصل بين تايلاند وكمبوديا
تواصلت المعارك الحدودية بين تايلاند وكمبوديا أمس الأحد، مع دخول النزاع الذي أودى بـ26 شخصا أسبوعه الثاني، بعدما نفت بانكوك التوصل إلى وقف لإطلاق النار ..
كما كان قد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأفادت وزارة الصحة التايلاندية وكالة فرانس برس بأن مدنيا يبلغ 63 عاما قُتل الأحد خلال اشتباكات حدودية مع كمبوديا، في أول وفاة لمدني في البلاد منذ تجدّد النزاع قبل أسبوع.
وبالتالي، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي اندلعت في 7 كانون الأول-ديسمبر إلى 26 شخصا على الأقل، بينهم 14 جنديا تايلانديا و11 مدنيا كمبوديا على الأقل بحسب مصادر رسمية، إضافة إلى نزوح نحو 800 ألف شخص على جانبي الحدود.
ومن مخيم لإيواء النازحين في مقاطعة بانتاي مينتشي الكمبودية الحدودية، قال شون ليب (63 عاما) لوكالة فرانس برس الأحد «أنا هنا منذ ستة أيام، وأنا حزين لاستمرار القتال.
أقلق على منزلي وماشيتي. أريد أن يتوقف هذا».
ويتبادل البلدان الاتهامات بإشعال المواجهات واستهداف المدنيين. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات الحدودية بعد اتصال هاتفي برئيسي وزراء البلدين، إلا أن الحكومة التايلاندية نفت ذلك، فيما تواصلت المعارك السبت والأحد.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية سوراسانت كونغسيري إن كمبوديا قصفت عددا من المقاطعات الحدودية مساء السبت ويوم الأحد.
من جهتها، أكدت المتحدثة الكمبودية مالي سوتشياتا أن القوات التايلاندية واصلت القصف وإطلاق قذائف الهاون في المناطق القريبة من الحدود منذ منتصف ليل الأحد.
- مهاجرون عالقون -
وأغلقت كمبوديا السبت كافة المعابر الحدودية مع تايلاند، ما أدى إلى عرقلة عبور مهاجرين على جانبي الحدود.
وتحت خيمة موقتة في مخيم بانتاي مينتشي، روت تشيف سوكون (38 عاما) لفرانس برس أنها وابنها غادرا تايلاند مع عشرات الآلاف من المهاجرين الكمبوديين عند اندلاع القتال، بينما بقي زوجها، وهو بستاني، في تايلاند للعمل لدى «رب عمل تايلاندي طيب».
وقالت «طلب مني أن أعود أولا. وبعد ذلك أُغلقت الحدود ولم يعد قادرا على العودة». وأضافت «أقلق عليه، وأطلب منه ألا يتجول... نخشى أن يتعرض للاعتداء إذا عرفوا أنه كمبودي».
وعلى الجانب الآخر من الحدود، في مقاطعة سورين التايلاندية، قال واتثاناتشاي كامنام لفرانس برس إنه شاهد آثار صواريخ في السماء المظلمة فجر الأحد، وسمع انفجارات بعيدة.
ومنذ موجة أولى من الاشتباكات في تموز-يوليو الماضي، يعمل أستاذ الموسيقى البالغ 38 عاما على رسم مشاهد ملوّنة على جدران الملاجئ لدبابات وأعلام تايلاندية وجنود يسعفون جرحى.
وقال «أعيش القتال، وأريد فقط توثيق هذه اللحظات، لإظهار أن هذا واقعنا فعلا».
وفرض الجيش التايلاندي حظر تجول في أجزاء من مقاطعتي سا كايو وترات بين الساعة السابعة مساء والخامسة فجرا بالتوقيت المحلي.
وتتنــــــــازع تايلاند وكمبوديا السيادة على مناطق تضم معابد تعـــود إلى إمبراطورية الخمير على امتداد حدودهما البالغ طولها نحو 800 كيلومتر، والتي رُسمت مطلع القرن العشرين خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
وكانت موجــــــــة عنف سابقة في تموز-يوليو قد أودت بحياة 43 شخصا خـــــــلال خمسة أيام، وأجبرت نحو 300 ألف شخص على النــزوح، قبـل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة والصين وماليزيا.
وفي 26 تشرين الأول-أكتوبر، توصّل البلدان إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار برعاية دونالد ترامب، غير أن بانكوك علّقته بعد أسابيع إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة عدد من جنودها.
.