أسوأ عام للسوريين في تركيا.. ترحيل وتضييق

أسوأ عام للسوريين في تركيا.. ترحيل وتضييق

كان عام 2019 أحد الأعوام الفارقة لآلاف اللاجئين السوريين في تركيا، فبعد دخول قرابة الـ 4 ملايين لاجئ خلال السنوات الأخيرة، إثر فرارهم من جحيم النيران السورية، انقلبت الأمور، وبدأت تركيا بإجراءات جديدة تجاه السوريين على أراضيها. بدأت الإجراءات في يوليو-تموز الماضي بعد أيام قليلة من خسارة مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم في انتخابات الإعادة لمنصب رئيس بلدية اسطنبول ضد مرشح تحالف المعارضة أكرم إمام أوغلو.
 
خسارة إسطنبول 
وفق مقربين من الحزب فإن اجتماعاً للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم المركزية ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة نتائج الانتخابات التي شهدتها البلاد في 23 يونيو -حزيران 2019، وناقش الاجتماع حزمة من الإجراءات الجديدة الواجب تطبيقها تجاه اللاجئين السوريين في تركيا عموماً واسطنبول على وجه الخصوص، بعدما عزا بعض نواب الحزب الخسارة في اسطنبول إلى التواجد السوري الكثيف فيها، وتململ أهالي المدينة من بعض الامتيازات الممنوحة للاجئبن.
 
بالفعل بدأت ملامح السياسة الجديدة تجاه السوريين بعد الأسبوع الأول من يوليو/تموز 2019، وتمثلت بحملة مداهمات واعتقالات لشبان سوريين جرى ترحيلهم إلى داخل سوريا، واستهدفت السلطات التركية في هذه الحملة جميع المخالفين في اسطنبول، عدا عن حملات طالت المصانع والمعامل للبحث عن سوريين مخالفين، أو سوريين يعملون في تلك المصانع دون أذونات عمل، كذلك طلبت السلطات التركية من أصحاب المحال والمطاعم السورية بضرورة استبدال لافتات محالهم ومطاعمهم التي تحتوي على كلمات من اللغة العربية باللغة التركية.
 
وبحسب سلطات الولاية فإن عدد السوريين ممن يحملون بطاقة حماية مؤقتة صادرة من اسطنبول تجاوز نصف مليون سوري، يماثلهم بالعدد سوريون مخالفون يحملون بطاقات حماية مؤقتة من ولايات ثانية أو غير مسجلين في دوائر الهجرة بالبلاد.
 
إلى عفرين.. دون عمل
تستذكر عبير تلك اللحظات في حديثها للعربية.نت، قائلة: “طرد زوجي الذي يعمل في ورش الخياطة بحي إسنيورت غرب اسطنبول من عمله لأنه لا يحمل بطاقة حماية مؤقتة، لذلك كان خياري أنا وزوجي وطفلي الوحيد عامر المغادرة إلى سوريا، لأن بعض الولايات توقفت عن منح بطاقات الحماية المؤقتة للسوريين، وبالفعل بعد انتهائنا من كافة الترتيب انتقلنا إلى مدينة عفرين في ريف حلب، وزوجي الآن بدون عمل بسبب هذه الظروف، وطفلي لا يتلقى تعليماً مناسباً».
 
أسوأ شهرين
بدوره، أكد راضي شومان الذي يملك معملاً صغيراً لإذابة حبيبات البلاستيك في منطقة اسنيورت غربي اسطنبول، في اتصال هاتفي مع العربية.نت أن “شهري يوليو وأغسطس كانا أسوأ شهرين عاشهما في تركيا.وأضاف “غالباً ما آتي بعمال من خارج إسطنبول للعمل في المعمل للاستفادة من خبراتهم، لكن بدء تطبيق الإجراءات الصارمة اضطرني لإبعاد عدد من العمال ذوي الخبرة ممن لا يملكون بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن اسطنبول».
ونصّت الإجراءات الجديدة على إبعاد كل المخالفين الموجودين من مختلف الجنسيات إلى البلدان التي قدموا منها، وفي حالة اللاجئين السوريين يعودون إلى الولايات التي قدموا منها في حال امتلاكهم بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن تلك الولاية.
 
ترحيل لاجئين 
لكن ناشطين وثقوا ترحيل عدد من اللاجئين يحملون بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن اسطنبول إلى محافطات أخرى أو إلى إدلب السورية، ما أثار سخطاً بين جمعيات تركية تُعنى بقضايا اللاجئين.بدوره قال أكثم السيحان للعربية.نت إنه غادر اسطنبول إلى ولاية شانلي أورفة جنوب البلاد بعد اشتداد الحملة ضد السوريين في تموز- يوليو. وأضاف “كنت أعمل في مجال بيع وتجارة الأجهزة الكهربائية، وكنت أملك وزوجتي بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن ولاية شانلي أورفا فيما يحمل والدي وأخوتي بطاقات حماية مؤقتة صادرة عن اسطنبول كونهم دخلوا تركيا قبل لجوئنا إليها”. وتابع “اضطررت إلى الابتعاد عن أهلي، والرحيل إلى شانلي أورفة بعد سنوات في اسطنبول، للبدء من نقطة الصفر». يذكر أنه إزاء حملات الاستنكار للإجراءات التركية، قررت سلطات ولاية اسطنبول في وقت لاحق منح المخالفين مهلتين متتاليتين لمغادرة المدينة، وبالفعل غادر آلاف اللاجئين اسطنبول عائدين إلى المدن التي قدموا منها.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot