رئيس الدولة وأمير قطر يؤكدان أهمية تعزيز مسارات الحوار والحلول الدبلوماسية لتجاوز أزمات المنطقة
أكاديمية أنور قرقاش تستضيف جلسة حوارية حول الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان
عقدت اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان بالشراكة مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، جلسة حوارية تحت شعار "الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان: قواسم مشتركة ومنظورات فريدة".
جمعت الجلسة الحوارية ممثلين عن اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، واللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، واللجنة الحكومية الدولية لحقوق الإنسان التابعة لرابطة دول جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية. وتقديرًا لدور دولة الإمارات العربية المتحدة الريادي في بناء الجسور وتعزيز الحوار، شدّد المشاركون على أهمية مواصلة التعاون وتبادل الخبرات بين الهيئات الإقليمية لتعزيز المساءلة، ودعم الابتكار، والاستجابة بفعالية للتحديات الناشئة في مجال حقوق الإنسان. تأتي هذا الفعالية ضمن سلسلة من جلسات حوارية حول حقوق الإنسان تمتد من فبراير الماضي حتى يونيو الجاري وضمّت جلستين نقاشيتين تناولتا دور الأنظمة الإقليمية لحقوق الإنسان وتطورها، وعلاقاتها بالحكومات الوطنية والأطر الدولية، وذلك بهدف تعميق الفهم لأهمية هذه الآليات الإقليمية وتأثيرها في النهوض بحقوق الإنسان. وأشاد سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في كلمته الافتتاحية بجهود اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في تنظيم هذا النقاش الذي يتسم بالأهمية وحسن التوقيت، مسلطًا الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الأوساط الأكاديمية في تعزيز حقوق الإنسان وإعداد دبلوماسيي المستقبل وصنّاع السياسات بما يمتلكونه من معرفة وأدوات تُمكّنهم من الدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان وصونها. وفي السياق ذاته، أكّدت هند العويس، مدير اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان، أن هذه الجهود تتسق تمامًا مع الالتزام الراسخ لدولة الإمارات العربية المتحدة ببناء شراكات إقليمية، وتعزيز الحوار، وترسيخ التفاهم المشترك، باعتبارها ركائز أساسية للنهوض بحقوق الإنسان ويجسّد هذا الالتزام بالتبادل المفتوح والاحترام المتبادل جوهر النسيج الاجتماعي للدولة، ويشكل نهجها تجاه حقوق الإنسان محليًا ودوليًا.
وفي الجلسة الثانية، تطرق محمد الشحي - رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، جامعة الدول العربية - إلى الدور المحوري الذي تضطلع به اللجنة في صون حقوق الإنسان وتعزيزها على مستوى المنطقة.
وأكد أهمية التعاون على عدة مستويات سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي لدعم حقوق الإنسان وحمايتها. وفي معرض حديثه عن الحق في التنمية، قال إنه "لا يزال أمامنا جميعًا الكثير لننجزه، وهذا لن يتحقق إلا بالتكامل بين الجميع". و سلّط سعادة السفير يونغ شانثالانغسي - ممثل جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية الرئيس السابق للجنة الحكومية الدولية لحقوق الإنسان التابعة لرابطة دول جنوب شرق آسيا - الضوء على دور اللجنة، مشيرًا إلى أنها تضع شعوب الآسيان في صميم جهودها، وتسعى إلى ضمان مشاركة فعّالة وشاملة لجميع الأطراف المعنية في عملية بناء مجتمع الآسيان . وقال : " نُسهم في تحقيق أهداف ميثاق الآسيان، التي تتمثل في تعزيز الاستقرار الإقليمي، والوئام، والصداقة، والتعاون، إلى جانب تحسين مستوى المعيشة، والرفاه، والمشاركة المجتمعية لشعوبنا".
وأجمع المشاركون في ختام الفعالية على أن الأنظمة الإقليمية رغم اختلافها في الشكل والوظيفة، تُعد ركيزة أساسية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها على مستوى العالم مؤكدين أنه بفضل قدرتها على التعبير عن الواقع المحلي مع التمسك بالمعايير العالمية، تُمثل هذه الأنظمة جسرًا حيويًا يربط بين المبادئ الدولية والتطبيق العملي لها على المستوى الوطني.