أطلقت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، المركز الإماراتي الرائد لتدريب الدبلوماسيين الحاليين والمستقبلين في دولة الإمارات فيما أطلقت احتفاء باليوم العالمي للمرأة نسخة العام 2022 من "مؤشر المرأة في الدبلوماسية" وذلك في جناح المرأة بإكسبو 2020 دبي.
ونظمت الأكاديمية عقب حفل إطلاق المؤشر جلسة نقاشية ضمت عددا من الدبلوماسيين والمتحدثين المرموقين من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم .
ركزت الجلسة التي حملت عنوان "كسر التحيز: المرأة في الدبلوماسية" على موضوع المساواة بين الجنسين في مجالات السياسة الخارجية والسلك الدبلوماسي.

و شهدت الحلقة التي أدارها سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بالإنابة، مشاركة تفاعلية من معالي سيلينا ليزكانو، وزيرة المرأة في جمهورية باراغواي وسعادة مارسي جروسمن، سفيرة كندا لدى الدولة، وسعادة توماس غريمينغر، مدير مركز جنيف للسياسة الأمنية وعفراء الهاملي، نائب مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

و قال سعادة نيكولاي ملادينوف: "نفخر في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بإطلاق نسخة العام 2022 من مؤشر المرأة في الدبلوماسية، الذي جرى إعداده من قبل فريق متميز من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الأكاديمية من دبلوماسيي المستقبل وهذا المؤشر السنوي سيمكننا من إيجاد مرجع موثوق لرصد الزيادة الحاصلة عالميا في مشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي كسفيرات مع مرور الوقت، وتزويد وزارات الخارجية حول العالم بأداة للمقارنة وبالتالي المساهمة في تعزيز المشاركة النسائية في البعثات الدبلوماسية".

و حول أهمية التوازن بين الجنسين في الدبلوماسية والشؤون الخارجية أكد سعادته أن الدبلوماسية تحتاج إلى أن تصبح أكثر شمولا للتنوع بين الجنسين".
من جانبها أشارت الدكتورة سارة شهاب، مدير البرنامج الأكاديمي الأستاذ المساعد في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، التي استعرضت نتائج المؤشر إلى أن ما يقدمه التقرير من بيانات تعد فريدة من نوعها كونها تعتمد على قاعدة بيانات تضم تعيين أكثر من 4200 سفير.. و أوضحت أن بيانات عام 2022 تشير إلى أن تمثيل المرأة لا يزال قليلا في مناصب السفراء في جميع أنحاء العالم.

و أضافت: "يكشف المؤشر أننا أحرزنا تقدما منذ العام 2018، ومع ذلك، فإن عدم تجاوز نسبة النساء اللاتي يشغلن منصب سفير لـ 21.6 في المائة من إجمالي السفراء في 40 دولة قمنا باستطلاعها في تقرير عام 2022".

وأوضح مؤشر المرأة في الدبلوماسية في إصدار العام 2022 النسبة المئوية للسفيرات اللاتي يمثلن بلدان أكبر 40 اقتصادا في العالم والاتحاد الأوروبي.. ويركز المؤشر على السفراء بهدف قياس درجة تولي المرأة لأبرز المناصب القيادية في عالم الدبلوماسية، كما يشكل تقرير عام 2022 الإصدار الثالث من المؤشر ويغطي الجزء الأكبر من تعيينات السفراء العالميين.

و من بين 4293 سفيرا حاليا ضمن عينة الدراسة أشار المؤشر إلى أن هناك 927 سيدة فقط وهذا يدل على أن نسبة إجمالي السفيرات تبلغ 21.6 في المائة لعام 2022، وهو ما يشير إلى تحسن مقارنة بنسبة 20.7 في المائة المسجلة في عام 2021.

وأشارت البيانات أيضا إلى أن كندا والسويد أخذتا زمام المبادرة فيما يخص تعيين أعلى نسبة من السفيرات والممثلات الدائمات في عام 2022، حيث تشغل النساء 50 في المائة من مناصب السفراء في كلا البلدين وتبلغ حصة النرويج من السفيرات ما يقرب من 46.1 في المائة، بعد أن عينت 35 سفيرة من بين 76 منصبا.

و أظهر المؤشر أن النتائج تختلف اختلافا كبيرا بين المناطق، وذلك بالمقارنة مع دول المناطق الشمالية المشاركة في عينة الدراسة الدنمارك والنرويج والسويد ، وإن النسبة المئوية للنساء في مناصب السفراء هي الأعلى بنسبة 40.8 في المائة.
أما في أمريكا الشمالية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك يذهب أكثر من ثلث تعيينات السفراء إلى النساء بينما في أمريكا الجنوبية البرازيل والأرجنتين وكولومبيا ، تبلغ نسبة النساء في مناصب السفراء 18.8 في المائة أما في كل من الاتحاد الأوروبي وأوروبا ككل تشكل السفيرات ما يقارب ربع إجمالي التعيينات.

في حين تبلغ نسبة النساء في مناصب السفراء في منطقة آسيا باستثناء العالم العربي 13.7 في المائة وبلغت نسبة النساء في مناصب السفراء في الدول العربية مصر و السعودية و الإمارات 7.4 في المائة بينما حصلت الإمارات على أعلى نسبة وهي 10.9 في المائة.
و يسلط مؤشر المرأة في الدبلوماسية 2022 الضوء أيضا على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لتعزيز مشاركة المرأة في مجالات العمل الدبلوماسية، إذ تشكل النساء حوالي 41.5 في المائة من نسبة الموظفين في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وتشغل المرأة الإماراتية منصب السفير في دول مختلفة بما في ذلك الدنمارك ولاتفيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وبولندا.

 بينما تشغل معالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، منصب سفير وممثل دائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
و تعد أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية من أبرز المشجعين على تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال الدبلوماسية، إذ بلغت نسبة خريجات برامج التدريب الدبلوماسي منذ إطلاقه عام 2015 نحو 60 في المائة من إجمالي خريجي الأكاديمية.