أكبر جنرالات ترامب يخالف تقييمات الرئيس أمام الكونغرس

أكبر جنرالات ترامب يخالف تقييمات الرئيس أمام الكونغرس


كانت تعليقات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال دان كين، خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ، متحفّظةً لكنها ذات دلالة، وربما خففت من مخاوف المشرعين من خضوعه للضغوط السياسية من الرئيس ترامب في قضايا مختلفة داخلياً وعالمياً.
وذكر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أن الجنرال دان كين، الذي حرص منذ توليه رئاسة هيئة الأركان المشتركة في أبريل (نيسان) على تجنب الأضواء العامة، خالف تقييم الرئيس دونالد ترامب للتهديد الذي تشكّله روسيا، والاحتجاجات وأعمال العنف المستمرة في لوس أنجليس. وكانت تعليقات كين خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ متحفّظةً، لكنها «ذات دلالة»، إذ صدرت عن أعلى ضابط عسكري في البلاد، والذي كان الديمقراطيون والجمهوريون المعتدلون يخشون ألا يُبدي رغبةً في معارضة رئيسٍ يميل إلى الترويج لأجنداته، سعياً وراء تحقيق أهدافه السياسية. وفيما سبق دأب ترامب على التقليل من المخاوف بشأن طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإقليمية في أوروبا الشرقية، وفي خطاب ألقاه هذا الأسبوع، وصف المحتجين في الولايات المتحدة على سياساته المتعلقة بالهجرة بأنهم عملاء «لغزو أجنبي». لكن أكبر جنرال عسكري رفض تأكيد صحة أي من تقييمات ترامب للأوضاع، وعندما سأله السيناتور ليندسي غراهام، وهو نائب جمهوري عن كارولاينا الجنوبية، عما إذا كان بوتين ينوي «التوقف في أوكرانيا»، كان الجنرال صريحاً بقوله: «لا أعتقد ذلك». وعندما ضغط عليه السيناتور برايان شاتز، وهو ديمقراطي عن هاواي، للتحدث ما إذا كان يعتقد أن المظاهرات والعنف في لوس أنجليس علامة على أن الولايات المتحدة «تتعرض لغزو من دولة أجنبية»، قال كاين إنه «لا يعتقد ذلك»، وأجاب «في هذه المرحلة، لا أرى أي غزو أجنبي برعاية دولة»، قبل أن يضيف «لكنني سأضع في اعتباري وجود بعض المشاكل الحدودية على مر الزمن». وبحسب الصحيفة، تعتبر ولاية ترامب الثانية لافتة للنظر (جزئياً)، بسبب تكرار تصريحات الرئيس التي وصفتها بالمضللة دون رادع من غالبية الجمهوريين في الكونغرس، فيما مثّلت ردود كين تناقضاً صارخاً مع الرجل الجالس بجانبه، وهو وزير الدفاع بيت هيغسيث. السيناتور ليندسي غراهام، وهو نائب جمهوري عن كارولاينا الجنوبية، غالباً ما يعتبره الجمهوريون الأكثر تأهيلًا لإقناع الرئيس بمواقف الحزب الجمهوري في السياسة الخارجية، أبدى رد فعل متحفظاً على تصريحات الجنرال الأمريكي، وضحك من تشبيه طموحات بوتين بنوايا هتلر المعلنة لقتل اليهود، والاستيلاء على أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، بالإشارة إلى أن بوتين قال في عدة مناسبات إنه لا يسعى لحرب أخرى مع أي دولة بعد أوكرانيا. وكانت جلسة الاستماع في الكونغرس هي المرة الثانية خلال يومين التي يواجه فيها هيغسيث والجنرال كاين أسئلة المشرّعين، مع جلسة استماع أخرى، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مقررة، الخميس، وهي فرصة انتهز فيها الديمقراطيون بمجلس الشيوخ كما فعل نظراؤهم في مجلس النواب لمهاجمة سجل هيغسيث الحافل بـ»الفوضى وسوء التقدير» أثناء قيادته لوزارة الدفاع، وعدم استعداده للرد على استفسارات الكونغرس ووسائل الإعلام.

انتقادات وردود
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب فشلت حتى الآن في تزويد الكونغرس بمقترح ميزانية دفاعية شامل للسنة المالية المقبلة، وفي الوقت نفسه، حوّل البنتاغون الأموال المخصصة لإعادة بناء الثكنات، وتحسين جودة حياة القوات الأمريكية لدعم حملة ترامب على الهجرة على الحدود الأمريكية المكسيكية، وفقاً للسيناتور كريس كونز عن كونيتيكت، وهو كبير النواب الديمقراطيين في اللجنة الفرعية.
واتهم كونز هيغسيث بارتكاب خطأ «لا يُصدق» بمشاركة خطط عسكرية حساسة عبر تطبيق مراسلة غير سري، بما في ذلك مع أفراد عائلته، وطرد بعض كبار قادة الجيش «دون سبب»، وقال كونز: «لقد أمضيتم وقتاً أطول بكثير حتى الآن داخل المبنى في مناقشة الحروب الثقافية، بدلاً من قضائه خارج المبنى في ردع الحروب الحقيقية».
وبحسب التقرير، اتبع كاين نهجاً دقيقاً في جلسة الكونغرس، لكن وزير الدفاع هيغسيث الذي لفت انتباه ترامب خلال فترة عمله كمعلق يميني على قناة فوكس نيوز، التزم بنقاط النقاش الرئيسية في البيت الأبيض أثناء رده على استفسارات الديمقراطيين، وأكد على مزاعم ترامب، كما ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يمتد نشر القوات للرد على الاحتجاجات في لوس أنجليس إلى أماكن أخرى.