«وام» ترصد إرث ومنجزات دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بعد مرور عام على استضافتها

أكثر من 20 مبادرة وبرنامجا وتشريعا تضع الإمارات في الصدارة العالمية لخدمات أصحاب الهمم

أكثر من 20 مبادرة وبرنامجا وتشريعا تضع الإمارات في الصدارة العالمية لخدمات أصحاب الهمم

• شمـــا المزروعـــي: تجربتنـــا علامـــة فارقـــة ومثـــال حـــي علـــى الدمــج في المجـالات كافــة
• طلال الهاشمي: نجني ثمار «أبوظبي 2019 » من خلال الأعداد المشاركة في مختلف الفعاليات
• اللجنة العليا لخدمات أصحاب الهمم نموذج استثنائي لأحدث المبادرات الوطنية الفاعلة


في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت شعلة دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص تجوب مختلف إمارات الدولة، لتأهيل المجتمعين المحلي والدولي لاستقبال أكبر حدث إنساني في التاريخ يخص أصحاب الهمم، والذي انطلق من أبوظبي بحفل افتتاح رسمي مبهر في 14 مارس من 2019 بحضور ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، والذي حطم كل الأرقام القياسية العالمية لأول مرة في عدد الدول المشاركة 192 دولة، وعدد الرياضيين أكثر من 7 آلاف رياضي، وعدد المتطوعين 20 ألف متطوع. وبعد مرور عام على هذا الحدث الإنساني العالمي الكبير الذي وصفته المحطات العالمية ووسائل الإعلام الدولية ودور البحث المتخصصة بأنه غير وجه التاريخ في منظومة الدمج لأصحاب الهمم، والخدمات المقدمة لهم في مختلف دول العالم.. تستعرض وكالة أنباء الإمارات” وام” الإرث والمنجزات الذي تركته هذه الدورة على المجتمع المحلي، والقوانين والتشريعات والمبادرات والبرامج التي تم تطبيقها في الإمارات من أجل رفع مستوى كفاءة الخدمات لهذه الفئة الغالية على نفوسنا جميعا، والتي تزيد عن 20 مبادرة وقانونا وبرنامجا وتشريعا جديدا يجعل الإمارات منارة ومصدرا للإلهام لكل دول العالم في التعامل مع تلك الفئة.

وعن الإرث الذي تركته تلك الدورة تقول معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي: “ نستذكر بكل فخر اليوم مرور عام على استضافة دولتنا لأكبر حدث إنساني في العالم – الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص “أبوظبي 2019 “ الذي أقيم برعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وكان علامة فارقة في خريطة فعاليات دولة الإمارات والمنطقة ككل، الحدث الذي ساهم في تغيير فكر مجتمع كامل ودفعه على مستوى المؤسسات والأفراد لتبني البرامج والآليات بأعلى معدلات من الجودة من أجل دمج وتمكين أصحاب الهمم من ذوي التحديات الذهنية».

وقالت: “ نحن اليوم في مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي مع شركائنا من القطاعات كافة نحمل الإرث جميعاً ونعمل يداً بيد لدعم وتعزيز برامج الدمج المجتمعي الشامل من خلال الرياضة، والمبادرات المجتمعية المختلفة، وأصبحنا كدولة علامةً فارقة في العالم كله، ومثالاً حياً على الدمج في كل المجالات محققين الأهداف التي وضعتها قيادتنا الرشيدة لنا جميعاً».
وفي السياق نفسه يقول طلال الهاشمي المدير الوطني للأولمبياد الإماراتي الخاص:” نحن اليوم سعداء للغاية بالنتائج التي حققتها مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي في مرحلة ما بعد الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص “أبوظبي 2019 “ والتي بدأنا بجني ثمارها من خلال الأعداد المشاركة في مختلف الفعاليات، والخدمات المقدمة لهم، والأثر الذي تركته الدورة العالمية على المجتمع المحلي بكل شرائحه».

وتابع: “ قمنا بتفعيل الكثير من البرامج المجتمعية الدامجة، وتوقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات مع مختلف مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى عدد من شركات القطاع الخاص، وأشرفنا على تقوية أواصر التواصل بين أصحاب الهمم والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بما يعود بالنفع على الشريحة المستهدفة والتي نتشرف بخدمتها، كما أننا نظمنا الكثير من البرامج والمنافسات لاستيعاب طاقاتهم، وتوجيه قدراتهم في الاتجاه السليم، وقمنا بمد جسور التواصل مع القطاعات الصحية والرياضية والمجتمعية إيماناً منا بأهمية تشكيل حلقات الوصل المتكاملة والتي ستحقق أهدافنا بالدمج المجتمعي الشامل لتلك الفئة الغالية علينا جميعا».

وبالحديث عن إرث ومنجزات دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص “ أبوظبي 2019” فإن مكاسبها وإنجازاتها بدأت قبل أن تبدأ منافسات الدورة، حيث أن إشهار مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي والذي تم بعد أقل من 10 أشهر من فوز أبوظبي بتنظيم الحدث العالمي الكبير، كان أحد هذه المنجزات، وهي المؤسسة التي انطلقت وأشهرت ككيان ذي نفع عام من قبل وزارة تنمية المجتمع في أكتوبر 2017 برئاسة فخرية من سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، وتم تشكيل مجلس أمناء لها برئاسة معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي .

وتركزت جهود المؤسسة منذ عامين على تشكيل الفرق الرياضية للإناث والذكور في 24 لعبة رياضية، 12 منها جديد كلياً على ساحة رياضة اصحاب الهمم في الأندية الرياضية الخاصة بهم، حيث وصلت الاحصائيات بعد المشاركة في الألعاب الإقليمية والعالمية للأولمبياد الخاص إلى زيادة في أعداد اللاعبين بنسبة 400%، وزيادة عدد الرياضيات الإناث بنسبة 40%.
وقد تزامنت مع الحدث عدة تحركات على المستوى التشريعي من خلال إطلاق وزارة تنمية المجتمع للسياسة العامة لتوظيف ودمج أصحاب الهمم في سوق العمل، والدليل الإرشادي للمؤسسات الراغبة بتوظيف أصحاب الهمم وتمكينهم مجتمعياً، وأيضاً تنظيم خلوة وزارية بحضور 100 مختص في القطاعات المتعلقة بأصحاب الهمم.

وقدمت دولة الإمارات نموذجا فريدا ومتميزا في دعم وتمكين أصحاب الهمم، حيث لم تتوقف المبادرات عند حد معين، بدايةً من إطلاق مسمى «أصحاب الهمم» عليهم كأول دولة في العالم تعتز بهم وتمنحهم هذا الاسم، ومرورا بتعيين مسؤول في المؤسسات والجهات الخدمية كافةً بمسمى «مسؤول خدمات أصحاب الهمم»، يعمل على تسهيل واعتماد الخدمات المخصصة لهم، وتأسيس مجلس استشاري لأصحاب الهمم يضم مؤسسات حكومية اتحادية ومحلية وأفراداً من المجتمع، يعمل على تقديم المشورة بهدف تطوير الخدمات، وإيجاد الحلول للتحديات التي تعوق دمج هذه الفئة في المجتمع. ووصولا إلى اعتماد مجلس الوزراء تشكيل اللجنة العليا لخدمات أصحاب الهمم، التي تعد أحدث المبادرات الوطنية الفاعلة، نحو توحيد الجهود والطاقات وتنسيقها في خدمة ودعم أصحاب الهمم لتمكينهم وتوفير أفضل الفرص لهم. ويأتي تشكيل هذه اللجنة مكملاً للسياسة الوطنية التي انتهجتها الدولة، والتي تقوم على محاور عدة من أهمها: محور الصحة وإعادة التأهيل، ومحور التعليم الذي يتضمن تطوير نظام تعليمي دامج في مجالات التعليم العام والمهني والعالي، وتوفير معلمين ومختصين في مختلف الإعاقات والمراحل، وافتتاح تخصصات فرعية لتعليم ذوي الإعاقة من قِبل الجامعات والمعاهد، ومحور التأهيل المهني والتشغيل الذي يشمل توفير برامج تأهيل مهني تناسب مختلف الإعاقات والمستويات، وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، ومحور إمكانية الوصول الذي ينص على توفير معايير موحدة للمباني، تراعي احتياجات أصحاب الهمم على مستوى دولة الإمارات، إضافةً إلى الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، عبر توفير سياسات ضمان اجتماعي مناسبة لاحتياجات أصحاب الهمم، من خلال اعتماد تصنيف موحد في دولة الإمارات.

ومن المبادرات والاتفاقيات والشراكات والبرامج التي تبنتها مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي بعد دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص خلال هذا العام تدريب أكثر من 400 شخص في البرنامج الرياضي لأصحاب الهمم، ومشاركة أكثر من 600 رياضي في مختلف الفعاليات الرياضية، وإجراء الفحص الطبي فحص طبي لأكثر من 500 رياضي، ومشاركة أكثر من 100 طفل في برنامج الأطفال صغار السن، وزيادة عدد الأطباء المعتمدين في الأولمبياد الخاص بنسبة 35 %، ومشاركة حوالي 200 طالب من 21 مدرسة في برنامج الروبوتات الموحد، و 76 مدرسة في برنامج مدارس الأبطال الموحدة، وتخريج 32 مدربا معتمدا لبرنامج مدارس الأبطال الموحدة، وتوقيع عقود عمل لعدد من اللاعبين في برنامج “المندوس” الوظيفي لأصحاب الهمم، وتفعيل البرنامج الفني بالتعاون مع العديد من المؤسسات الرائدة مثل جامعة نيويورك أبوظبي، والتواصل مع الجامعات والمجالس الشبابية لتفعيل برنامج القيادة والشباب، وتوقيع اتفاقية الشراكة مع جمعية طب العيون. وعملت مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي بعد الألعاب العالمية على تفعيل برامج الأولمبياد الخاص المعتمدة دولياً وهي: البرنامج الرياضي وبرامج الرياضيون صغار السن والفن الموحد والروبوتات الموحد ومدارس الأبطال الموحدة والصحة والقيادة والشباب والمشاركات الخارجية للرياضيين.

وكانت دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص” أبوظبي 2019” قد حققت عوائد مباشرة قيمتها 957 مليون درهم من الناتج الاقتصادي، و500 مليون درهم من إجمالي القيمة المضافة على مدى فترة البطولة التي استضافتها الدولة خلال مارس الماضي، واستمرت 10 أيام.
وفي تقريرها بشأن الأرباح والنتائج التي حققتها الدورة من عوائد إقتصادية واجتماعية وصحية .. قالت شركة “ برايس ووتر هاوس كوبرز» PWC» :» إن فعاليات الأولمبياد الخاص عززت مكانة دولة الإمارات في استضافة واستقطاب الفعاليات العالمية الكبرى في المستقبل، كما ساهمت في تسريع البرامج ووضع سياسات ومبادرات حكومية وطنية جديدة، من أجل تمكين أصحاب الهمم وتعزيز دمجهم المجتمعي، كما عززت نظرة مجتمع الإمارات تجاههم، باعتبارهم كوادر قادرة على العطاء والعمل.

وذكرت الشركة أن التقرير رصد الزيادة في الناتج الاقتصادي كقيمة محتسبة لجميع مبيعات السلع والخدمات الناتجة عن الإنفاق في هذه الفعالية، فيما يشمل إجمالي القيمة المضافة الناتجة عن الألعاب المساهمات العينية التي قدمتها المؤسسات الراعية والشراكات، والتي بلغ حجمها 236 مليون درهم، فيما أشار التقرير إلى أن 90% من إجمالي نفقات المشتريات للألعاب العالمية أنفقت على الموردين المحليين، واستقطب الأولمبياد أكثر من نصف مليون مشاهد، إضافة إلى 18 ألف زائر أجنبي بلغ متوسط مدة إقامتهم في الدولة 10 أيام.
وأضاف التقرير أن الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية «أبوظبي 2019»، الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حظي بأكبر مشاركة في تاريخ الحدث منذ تأسيس الأولمبياد قبل نحو 50 عاماً، حيث تنافس خلالها نحو 7000 رياضي يمثلون 200 دولة.

وفي جانب الاهتمام بالرعاية الصحية للرياضيين .. ذكر التقرير أنه صاحب الأولمبياد الخاص «برنامج الرياضيين الأصحاء» الذي أتاح الفرصة لجميع الرياضيين لإجراء فحوص طبية مجانية عبر سبعة تخصصات، منها الأسنان والعيون والأذن والصحة العامة، ليبلغ عدد الفحوصات التي أجريت 23 ألفاً و296 فحصاً، وتم تزويدهم بالرعاية الصحية والعلاجات التخصصية اللازمة.
وسلط التقرير الضوء على مدى تأثير الألعاب العالمية «أبوظبي 2019» في دعم وتطوير حركة الأولمبياد الخاص، حيث ساهمت في انخراط الأولمبياد الخاص في العصر الرقمي، حيث اعتمدت اللجنة المنظمة المحلية أول نظام للإدارة الرقمية، من أجل تطوير الجوانب التشغيلية وتعزيز تجربة الرياضيين والمشاهدين في الألعاب العالمية، مشيراً إلى أنه جرى بث حفل افتتاح الألعاب العالمية بتقنية الواقع الافتراضي «برؤية 360 درجة» للمرة الأولى في تاريخها.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot