أكثر من 40 كنيسة تشكل التنوع في المجتمع المسيحي بالإمارات

أكثر من 40 كنيسة تشكل التنوع في المجتمع المسيحي بالإمارات


تعكس أكثر من 40 كنيسة في دولة الإمارات العوامل المتعددة التي تشكل التنوع في المجتمع المسيحي في الدولة الذي يضم مئات المسحيين من المجتمعات المسيحية الرئيسية حيث يؤدون أنشطتهم الدينية كما تستضيف الإمارات أيضاً بعض المجتمعات المسيحية الصغيرة من جميع أنحاء العالم وتعقد هذه المجتمعات الصغيرة قداساتها بلغاتها الخاصة.

وقال القس ميهريتاب حبت مريم من كنيسة صليهم في حواره مع وكالة أنباء الإمارات "وام" أن مجموعته تضم 20 من المصلين وأنهم يعقدون قداسهم بلغتهم الأم وهي اللغة المستخدمة في إريتريا وبعض الأجزاء الشمالية من أثيوبيا.
وبدأت كنيسة صليهم الإريترية عقد القداس في كنيسة القديس أندروز في أبوظبي منذ عقدين من الزمن وانتقلت بعد ذلك إلى الكنيسة الإنجيلية منذ سبعة أعوام. ويقول القس ميهريتاب أنه انتقل إلى الدولة منذ 10 أعوام لخدمة المجتمع المسيحي بالتعاون مع واحد من كبار القساوسة في أبوظبي والعين ودبي.

وأوضح القس أن القدرة على عقد القداس بلغتهم الأم يعتبر أمراً مباركاُ بالنسبة لمجتمعهم الصغير، مشيراً إلى أهمية عقد القداس بلغتهم الأم ليتمكنوا من التواصل مع الله بشكل أفضل.
وأضاف أن أغلب المصلين هم طلبة في جامعات أبوظبي بالإضافة إلى بعض العاملين في قطاعات متنوعة.

من جهتة ثانية تستضيف الكنيسة الإنجيلية في أبوظبي تجمعات مسيحية بنحو 16 لغة بما في ذلك اللغات العربية والإنجليزية والتاغالوغ والكورية والبرتغالية والأردو والتلوغو والتغرينية والمالايام والبرمية والإندونيسية والتاميل والنيبالية والإسبانية والأمهرية والهندية، وفقاً للدكتور أوبري سيكويرا، أحد كبار رعاة الكنيسة الإنجيلية في أبوظبي.

وقال كاس أو رير، مدير العمليات وواحد من رعاة الكنيسة، أن حوالي 15 ألف مسيحي يتوافدون إلى الكنيسة كل أسبوع من بينهم أفراد من الجاليات الصغيرة التي تتحدث اللغات التغرينية والكورية والبرتغالة والأردو والبرمية والنيبالية.
وأضاف أن هناك طلبات لاستضافة جاليات تعقد قداساتها باللغات الصينية والسنهالية.

من جانبه أوضح الأب درو واين شموتزر، راعي كنيسة القديس مارتن في الشارقة، في تصريحات لـ "وام" أن الكنيسة تستضيف نحو 43 جالية مسيحية من كافة أنحاء العالم في القداس الأسبوعي.

وقال أن أحد أصغر التجمعات، التي تضم نحو 100 مصل، هي الكنيسة الكلدانية (كنيسة الشرق)، مشيراً إلى أنه تم العثور على آثار لدير تابع لهذه الكنيسة يرجع إلى عصر ما قبل الإسلام في جزيرة بني ياس في أبوظبي، والتي أعيد افتتاحها في عام 2010.
وأضاف أن التجمعات السالفة الذكر تعقد قداساتها في كنيسة القديس مارتن بلغاتها الأم، لافتا إلى أنه من حق أي إنسان أن يعبد ربه بلغته الأم. مؤكدا أن تجمع أعضاء أكثر من 40 كنيسة ليعبدوا الله بلغاتهم يعتبر أمراً رائعاً لأن الله يستمع إلى الجميع.

وأشار الأب شموتزر إلى أن إقامة المصلين لصلواتهم بلغاتهم الأم في كنائس دولة الإمارات يساعد الجاليات المختلفة على الحفاظ على لغاتهم وتراثهم الثقافي.
وقال إن إقامة الصلوات باللغات الأم يساعد الجاليات على تعزيز معرفتهم بتاريخهم وثقافتهم وتراثهم.
وعلى الرغم من أن غالبية المجتمعات المسيحية الصغيرة تقيم صلواتها في كنائس المجتمعات الأكبر حجماً، إلا أن الجالية الأرمينية تعتبر استثناءً. ومع أن المجتمع الأرميني يعد واحداً من المجتمعات المسيحية الصغيرة في دولة الإمارات، إلا أن أفراد الجالية عملوا على تأسيس كنيستين مستقلتين في أبوظبي والشارقة.

وتم افتتاح الكنيسة الأرمنية الأولى في الشارقة عام 1998 والثانية افتتحت في أبوظبي عام 2014. وتنتمي إلى العائلة الأرثوذكسية، والرئيس الأعلى للكنيسة هو الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، كاثوليكوس الكرسي الرسولي في كيليكيا.

وبدأ الأرمن في التوافد إلى الإمارات منذ الستينيات، وكانوا يقيمون قداساتهم في الكنيسة الكاثوليكية أو الأنجليكانية حتى تم بناء كنائس الأرمن، وفقاً لمطران ميسروب سركيسيان، مطران الإمارات في الكنيسة الأرمنية، الذي انتقل إلى الدولة في عام 2013.
وأوضح الأب شموتزر أن الكنيسة الأرمنية باتت تستقبل قداسات بعض المجتمعات المسيحية الصغيرة الأخرى التي لا تحظى بمبان للممارسة شعائرها الدينية.