أكسبو ٢٠٢٠ أثبت للعالم أن العقل الجمعي خلق تراثاً إنسانياً موحداً
عبر المهتمون بالتراث والمسؤولين عن استقبال الزوار في حى التراث بمنطقة الاستدامة في اكسبو ٢٠٢٠ ، عن سعادتهم بالدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من اجل الحفاظ على التراث ونقله عبر الأجيال المتوارثة، ووجود هذا المكان الذي يضم جميع الحرف اليدوية والصناعات الحرفية والمشغولات المصنعة من الخامات صديقة البيئة، ما جعل هذا المكان يعج بالزوار والبحث عن كل ما هو قديم، ولم يقتصر الحضور على المواطنين والمقيمين من الدول العربية بل امتد الحضور إلى جميع الجنسيات، وكل الذين زاروا المكان حرصوا على التصوير وكتابة انطباعه في دفتر الزوار.
وحول اهتمام الدولة بالتراث وتجسيد دورها في نقل الخبرات والمعرفة يقول جاسم راكان المشرف على البيوت القديمة أن الإمارات تمكنت من تحقيق الحلم والعمل على ابراز تاريخها وتقدمها وفي نفس الوقت حرصت على التمسك بالقيم والمثل العليا بعرض تاريخها وتراثها وثقافتها الممتدة في عمق التاريخ، مشيرا إلى أن المعرض الدولي أكسبو ٢٠٢٠ جاء ليجسد إرادة القيادة الحكيمة في تنظيم أول معرض في الشرق الأوسط تزامنا مع مرور خمسون عاما على الاتحاد، وهذا المكان يعكس مدى التقدم والرقي الذي تمكن الشعب الإماراتي من تخطي كل الظروف واصر على تذليل كل الصعاب لتحقيق حلم الوصول رقم واحد، فمن خلال الإرادة القوية والصبر والاعتماد على أصحاب الخبرات من المواطنين والمقيمين في جميع المجالات، فمن الصناعات اليدوية وصيد اللؤلؤ إلى اطلاق مسبار الأمل والصعود إلى الفضاء، فلو لم نهتم بتراثنا وقيمنا وموروثنا الثقافي ما وصلنا إلى هذه المرتبة المتقدمة، فنحن الأن نصب عيون العالم واهتمامه، فهذا الحدث العظيم ساهم في نشر تراثنا ومعرفة العالم بمفرداتنا الثقافية وسنظل في تقدم بفضل القيادة الرشيدة، والولاء والانتماء للوطن.
وعن المطبخ الإماراتي والأدوات المستخدمة، تقول السيدة مهلة أن الحياة الأولى عند الإماراتيين السابقين كانت صعبة مقياسا لما نعيشه الأن في حياتنا اليومية وممارستنا، فحياة الأولين كانت بمثابة الحياة البدائية التابعة للبدو والساحل والحضر، وكل فئة لها خصائصها ونوعية مطبخها ومفردات ثقافتها، وزائر أكسبو سيشاهد التمثال الكبير المصنوع من الحجر الخام باللون الأبيض وهو في وضعية التفكير والتأمل، وهذا التمثال العملاق مزارا عظيما لجمهور، ومأخوذ من فكرة وشعار أكسبو الذي يدعو العالم للإبداع والابتكار والتفكير في المستقبل، وفي الحقيقة أن المستقبل يبدأ من هنا من حي التراث الذي يتبنى فكرة الترويج للتراث ويعرف العالم نقطة التحول التى شاركت في الازدهار والتقدم والتنمية المستدامة.
كما أن المشغولات اليدوية والحرف المحلية التقليدية تقول عنها أم سلطان، أنها كانت الحرفة التى تمتهنها بعض النساء وتتخذها باب رزق لها ولأسرتها، وتعين الرجل في اعباء الحياة، وهذه المهن اشتهرت بها كل دول العالم، فكل جناح من أجنة الدول المشاركة والتى بلغ عددها ١٩٢ مشاركا، بها ركن لعرض المصنوعات اليدوية والتقليدية، فالدول جميعها تعرض تراثها وتؤكد على أن هذا المنتج سيظل مستمر ما دامت الدول تحترم ماضيها وتستنتج منه ما بيدفعها للتقدم والازدهار، والغريب أن جميع الدول اشتركت في هذه المشغولات وكأن التراث موحد والثقافة موحدة بين الشعوب وكل المنتجات مصنوعة من الخامات المتوفرة في البيئة، وهذا يعني أن التراث الوجداني للشعوب كان يحافظ على البيئة من التلوث.
وفي صناعة القارب الخشبي الكبير الذي كان في عهد قريب وسيلة انتقال ووسيلة للرحلات التجارية، بين الدول، وحرص الحي أن يصمم قارب كبير بالحجم الطبيعي، من لحظة البناء الأولى إلى أن وقف شامخا في مدخل الحي، ويحظى هذا القارب بزيارة مستمرة من الجمهور والتقاط صور تذكارية معه، فمعرض أكسبو ٢٠٢٠ جمع تراث العالم في مكان واحد ليبين أن العقل الجمعي واحتياجات البشر واحدة ومن الممكن أن نعيش في سلام دائم ما دمنا على يقين من إنسانيتنا.