الأول من نوعه على مستوى المنطقة

أمانة للرعاية الصحية تطلق برنامجاً مخصصاً لإعادة تأهيل المتعافين من فيروس كوفيد-19

أمانة للرعاية الصحية تطلق برنامجاً مخصصاً لإعادة تأهيل المتعافين من فيروس كوفيد-19


أطلقت "أمانة للرعاية الصحية"، أحد مرافق شبكة مبادلة للرعاية الصحية عالمية المستوى، والمستشفى الرائد في الشرق الأوسط في مجال تقديم خدمات الرعاية لما بعد الحالات الصحية الحرجة، أول برنامج علاجي من نوعه على مستوى المنطقة لإعادة تأهيل المرضى الذين ما زالوا يعانون من آثار أو مشاكل صحية خطيرة بعد تماثلهم للشفاء من فيروس كوفيد-19.

واستناداً إلى الخبرة الطويلة التي تتمتع بها "أمانة للرعاية الصحية"، في التعامل مع المرضى الذين يحتاجون لخدمات رعاية طويلة الأجل إلى جانب تقديم خدمات العلاج التأهيلي للمرضى الذين يتعرضون لحالات صحية حرجة مثل السكتات الدماغية وإصابات الدماغ الرضية وإصابات العمود الفقري، تم إطلاق البرنامج التخصصي الجديد في إطار الجهود الحثيثة وواسعة النطاق التي يبذلها المركز لتخفيف الآثار والتداعيات الناجمة عن الوباء.

لقد تركز اهتمام المستشفيات، مع بداية انتشار الوباء، على إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من مضاعفات خطيرة جراء إصابتهم بالفيروس. وبعد الإعلان عن خلو مستشفيات ومراكز مبادلة للرعاية الصحية من فيروس كوفيد-19، تحول التركيز نحو إعادة تأهيل المرضى الذين تعافوا من الفيروس ومساعدتهم على استعادة وظائفهم الحيوية بعد خروجهم من المستشفى. وتحقيقاً لهذه الغاية، ابتكرت "أمانة للرعاية الصحية" برنامجاً من أربع مراحل لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الجسدية والإدراكية التي غالباً ما تتأثر بعد الإصابة بالمرض، وخاصة في حال خضوع المريض لمدة طويلة للرعاية السريرية في وحدات العناية المركزة.

وأوضح الدكتور جايسون جراي، مدير أول العمليات السريرية في "أمانة للرعاية الصحية"، أن الإصابة بفيروس كوفيد – 19 قد تتطلب إخضاع المرضى لبرنامج رعاية متوسطة إلى طويلة الأجل في وحدة العناية المركزة أو في بيئات الرعاية الحادة في المستشفيات. ويواجه المرضى خلال مرحلة التعافي تحديات أخرى تتمثل في استعادة وظائف التنفس والحركة الجسدية وقوة العضلات ووزن الجسم الصحي، كما أن تأثر الوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة والحالة المزاجية قد تنجم عنه تحديات نفسية، الأمر الذي يتطلب البدء في مرحلة إعادة التأهيل، وهنا تكمن أهمية برنامج "أمانة للرعاية الصحية" لإعادة تأهيل المتعافين من فيروس كوفيد-19.

ويشرف على برنامج "أمانة للرعاية الصحية" لإعادة تأهيل المرضى بعد الحالات الحادة، فريق داخلي يضم أطباء ومعالجين متعددي التخصصات، بما في ذلك أخصائيي علاج طبيعي وتأهيل، ومعالجين فيزيائيين، ومعالجين مهنيين، ومعالجي جهاز التنفس، إضافة إلى أخصائيي تغذية وممرضين متخصصين ببرامج إعادة التأهيل، وأخصائيين نفسيين واجتماعيين.

وفي هذا الصدد، تقول شميلة أحمد، وهي من بين المرضى الذين يخضعون لبرنامج أمانة للرعاية الصحية لإعادة تأهيل المرضى المتعافين من فيروس كوفيد – 19 وتتلقى جلساتها العلاجية عن بُعد: "بدت رحلة التعافي الكامل من أثار فيروس كوفيد - 19 طويلة جداً بالنسبة لي بعد خروجي من المستشفى للمرة الثانية، وذلك إلى أن انضممت لبرنامج إعادة التأهيل المخصص الذي تقدمه "أمانة للرعاية الصحية"، حيث بدأت أشعر بتغير ملحوظ في مسار شفائي. لقد منحني وجود فريق متخصص من المعالجين الذين يعتنون ويهتمون بحالتي جسدياً ومعنوياً، قوة معنوية كبيرة للاستمرار في محاربة تأثير هذا الفيروس. كما أنني لم أعد أشعر بالوحدة، ومن الناحية النفسية، هذه خطوة كبيرة بحد ذاتها".

وأكدت أحمد أن البرنامج عزز ثقتها بنفسها وبقدرتها على التعافي، ومنحها الأمل في أن تتمكن من العودة إلى حياتها الطبيعية والقيام بأداء الوظيفة التي تحبها والهوايات التي تستمع بها، مبينةً أنها بدأت تلاحظ تحسناً في حالتها يوماً بعد آخر بعد انخراطها في برنامج "أمانة للرعاية الصحية". آملةً أن يستمر هذا التحسن والتقدم حتى تستعيد كامل عافيتها.

وقالت ديبورا بيرس، مديرة برنامج إعادة التأهيل في "أمانة للرعاية الصحية" وأخصائية علاج طبيعي تلقت تدريبها في نيوزيلندا، إن المراحل الأربع للبرنامج تتكامل مع نتائج تخصصات مهنية مختلفة. وأوضحت أن هذه المراحل الأربع تغطي عملية إعادة التأهيل التدريجي في وحدة العناية المركزة وفصل أو فطم المريض عن جهاز التنفس الاصطناعي، والتأهيل المتخصص للمرضى الداخليين، وإعادة التأهيل في المنزل أو عن بُعد من خلال الفيديو، وإعادة التأهيل المتخصص في العيادات الخارجية. وأشارت إلى أنه يتم تقييم ما إذا كانت جميع المراحل الأربع للبرنامج ضرورية، ما يمكن الفريق الطبي من تقديم العلاج الصحيح للمساعدة على استعادة المريض مستويات الوظائف والأنشطة اليومية التي كان يتمتع بها قبل مرضه.

وأضافت بيرس: "هدفنا هو مساعدة المرضى على العودة إلى حياتهم السابقة التي كانوا يعيشونها قبل إصابتهم بالفيروس. بعض المرضى يحتاجون لمساعدة للتخلص من جهاز التنفس الاصطناعي، ولكن التحدي بالنسبة للعديد من المرضى يكمن باستعادة القوة والحركة والاستقلالية بعد قضائهم أسابيع عديدة دون حركة أو في حالة غيبوبة على أسرة المستشفيات، وهذا ما يسعى إليه فريق "أمانة للرعاية الصحية" متعدد التخصصات، حيث أن البرنامج يبدأ في مرافق "أمانة" لإعادة التأهيل وينتهي في منزل المريض".

وفي الوقت الراهن، تأتي إحالات المرضى الداخليين إلى مرافق "أمانة للرعاية الصحية" من المستشفيات التي تعالج المصابين بفيروس كوفيد – 19 في دولة الإمارات. في المقابل يمكن للمرضى الذين تم تخريجهم من المستشفيات إلى منازلهم الحصول على خدمات إعادة التأهيل عن بُعد عبر الفيديو أو المكالمات الصوتية المخصصة للمرضى الخارجيين إضافة إلى خدمات إعادة التأهيل المنزلي للمرضى الذين يعتنوا بأنفسهم ذاتياً في منازلهم بعد خروجهم من المستشفى، إلا أنهم لازالوا يحتاجون إلى برامج تأهيل. ويشير هذا الطلب المتزايد على خدمات التطبيب عن بُعد والرعاية المنزلية إلى اتجاه متنامٍ خلال هذه الفترة في مساعي التغلب على الفيروس.