مقاربات مختلفة للتصدي للظاهرة:

أمريكا اللاتينية: فيروس كورونا «الأوردة المفتوحة»...!

أمريكا اللاتينية: فيروس كورونا «الأوردة المفتوحة»...!

-- بالأرقام الإجمالية، تم تسجيل أعلى حصاد في البرازيل وشيلي والإكوادور
-- سيتضاعف عدد المصابين بسرعة كبيرة، حسب البلد، على الطريقة الفرنسية أو الإسبانية أو الإيطالية
-- العنصر الإيجابي الوحيد في هذه البانوراما المحزنة هو أن البرازيل دعت الأطباء الكوبيين لإنقاذها
-- الجزء الأكبر من العلاقات الاقتصادية والتجارية للقارة مع الصين والولايات المتحدة، لكن الفيروس جاء من أوروبا
-- التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي يصعب إدارتها في أوروبا، تكاد تكون غير قابلة للإدارة في أمريكا اللاتينية


بعد آسيا في يناير وأوروبا في فبراير، تضررت أمريكا اللاتينية بشدة في مارس جراء صدمة كورونا فيروس. وفي 7 مارس، فتحت الأرجنتين أول قائمة سوداء لضحايا هذا الوباء القاري.
   كاتب أوروغواي إدواردو غاليانو، بدأ كتابه “الأوردة المفتوحة في أمريكا اللاتينية” بفصل بعنوان “حمى الذهب وحمى الفضة”، وعام 2020، من الضروري تكملة هذه الحمى الجسدية، بحمى كوفيد 19، الحمى التي منذ الأسبوع الثاني من شهر مارس، تعدّت الإحصائيات المتوقعة.

   أصيب 621 شخصًا في البرازيل يوم 17 مارس، و1128 يوم 21 مارس. ونشرت صحيفة الباييس الإسبانية يوم 23 مارس ملفًا تعلن فيه أنباء سيئة، فبالنظر الى البيانات المتاحة، سيتضاعف عدد المصابين بسرعة كبيرة حسب البلد، على الطريقة الفرنسية أو الإسبانية أو الإيطالية. وبين 1 و3، و1 و5 ايام للإكوادور وجمهورية الدومينيكان، وبين يومين وثلاثة أيام لمعظم البلدان الأخرى، من الأرجنتين إلى أوروغواي، مرورا بالبرازيل وشيلي، وكولومبيا والمكسيك وبيرو.
وبالأرقام الإجمالية، تم تسجيل أعلى حصاد في البرازيل، التي سبق ذكرها، وفي شيلي (537)، وفي الإكوادور (367). ويحيل تصادم ذاكرة غريب وباء القرن الحادي والعشرين هذا إلى وباء في القرن السادس عشر.

    لقد تسبب الغزاة الأوروبيون في صدمة وبائية أهلكت السكان المحليين. وكان الجدري بالأمس، مثل فيروس كورونا  اليوم، قادما من أوروبا. ان هذا المسار الفيروسي أكثر إثارة للدهشة، حيث أن الجزء الأكبر من العلاقات الاقتصادية والتجارية للقارة يتم مع الصين والولايات المتحدة، والروابط الجوية تكاد تكون معدومة مع الصين، وحواجز الهجرة التي تفرضها الولايات المتحدة تعوق التبادلات البشرية، لكن من جهة اخرى، لجميع هذه البلدان اتصالات يومية مع ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة. إن تاريخ استعمار القارة واستيطانها ومراجعها، يفسّر ذلك. فمن إيطاليا، أصل نصف الأرجنتينيين، وعدة ملايين من البرازيليين الجنوبيين، خلع الفيروس أكبر عدد من الأبواب.

   وكان لبوينس آيرس وساو باولو، وهما من الحواضر المتصلة بشبكة نظيراتها في “القارة العجوز”، الامتياز المحزن المتمثل في الظهور في صدارة عمود النعي في أمريكا اللاتينية، كوفيد 19. وقد اعلنت الحكومتان، مثل نظيراتها الأوروبية، منذ يناير بشأن المأساة التي دمرت الصين وكوريا، ان كل شيء تحت السيطرة، ولكن، كما كان الحال في أوروبا، لم تكن الصورة الا صورة تدافع فوضوي وهلع.

    نظمت السلطات النيكاراغوية، وفي تضاد مع أي مقاربة عقلانية، مسيرة “الحب ضد فيروس كورونا”، ملتصقة برؤية دونالد ترامب الذكورية للظاهرة، ونفى جايير بولسونارو الخطر ووصفه بـ “الوهم”، ومارس لعبة “لمس الذراع” مع أنصاره في 15 مارس. وكانت بلدان أخرى، مثل كوبا والمكسيك، بطيئة في رد فعلها. وهكذا ردت الأغلبية تدريجياً على الأزمة باتخاذ قرارات ملزمة بدرجات متفاوتة.

   كانت بوليفيا والسلفادور أول من أغلق بإحكام عسكريا حدودهما البرية في 10 و12 مارس. قرار طبقته فيما بعد الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وإكوادور وهايتي وبيرو وأوروغواي. وتم تعليق الرحلات الجوية القادمة من أوروبا من قبل الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وكولومبيا وبيرو وجمهورية الدومينيكان وأوروغواي وفنزويلا.
   وأضاف البعض الحجر الصحي أو الحجز الذاتي في الأرجنتين وبوليفيا وبيرو وفنزويلا. كما أغلقت دول أخرى المدارس، مثل الأرجنتين وبوليفيا وشيلي وكوستاريكا وهايتي والمكسيك وباراغواي وجمهورية الدومينيكان والسلفادور وأوروغواي وفنزويلا. وتم تأجيل بداية العام الدراسي في بيرو.
    هنا وهناك، تمت محاولة خداع الفيروس عبر إغلاق المتاجر والحانات والنوادي الليلية، كليا أو جزئيا، كما هو الحال في البرازيل. واستمر قبول المسافرين الأجانب، الأوروبيين أو الآسيويين، مع إخضاعهم للحجر الذاتي، في شيلي، وكوبا، والإكوادور، أو إخضاعهم لفحوصات عشوائية كما في المكسيك.

    صحيح أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي يصعب إدارتها في أوروبا، تكاد تكون غير قابلة للإدارة في أمريكا اللاتينية. إذ يعيش 50 إلى 70 بالمئة من العمال بتشغيل هشّ وغير رسمي، ومن دون الحق في البطالة أو الحماية الاجتماعية. فكيف سيتم فرض الحجر الصحي على هؤلاء السكان؟ يبدو أن بيرو وحدها اعترفت بالمشكلة وعالجتها من خلال توفير 105 دولارات لكل أسرة من عمال الشوارع.

   علاوة على ذلك، فإن جميع هذه البلدان المتأثرة بالتقسيم الدولي للعمل، والذي تنظمه الصين منذ عشرين عامًا، شهدت انخفاض ميزانياتها بسرعة فائقة، حيث انهارت أسعار البترول والنحاس والحديد، ومعها ميزانيات البرازيل وشيلي وكولومبيا والإكوادور والمكسيك، وتبخرت السياحة المصيرية بالنسبة لكوبا وجمهورية الدومينيكان وكوستاريكا والمكسيك وبيرو.
   في قارة تتفشى فيها الجريمة بقوة، وتقع أحياء خارج سيطرة السلطة، يمكن أن تسرّع نتائج هذا الوضع نسق هذه الانحرافات وترفع منسوبها. ملاحظة أخيرة تضيف الارتباك والغموض للصعوبات، تستغل العديد من الحكومات هذا الواقع باعتباره نعمة سياسية.

   أغلقت البرازيل حدودها البرية مع فنزويلا، الجار الذي شيطنه جايير بولسونارو في 18 مارس. هذا القرار تبعه شجار سيئ مع الصين، الدابة السوداء لجايير بولسونارو، الذي حافظ على علاقة تجارية معها تحت ضغط لوبي الصناعات الغذائية المصدر. واعترض السفير الصيني في البرازيل يانغ وانمينغ بشدة على النائب إدواردو بولسونارو، الذي تحدث علناً مستعيرا كلمات دونالد ترامب، عن “الفيروس الصيني”. وقال الدبلوماسي الصيني: “أنت نائب بالبرلمان، شخص بلا رؤية دولية ومنطق سليم».
   العنصر الإيجابي الوحيد في هذه البانوراما المحزنة، هو أن البرازيل دعت الأطباء الكوبيين لإنقاذها. واستجابة لدعوة السلطات الإيطالية للمساعدة، أرسلت هافانا 65 طبيباً إلى لومباردية.
باحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية حول القضايا الأيبيرية “أمريكا اللاتينية وإسبانيا».

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot

https://news.asosiasi-emiten.or.id/
https://www.deriheru-navigation.com/
https://stai-barru.ac.id/play/scatter-hitam/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/-/buntut77/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/app/
https://inlic.org/ojs/scatter-hitam/
scatter hitam
https://www.prosiding.pasca.uniska-kediri.ac.id/tools/sv388/
jurnalprodi.idu.ac.id/public/scatterhitam-1
jurnal.insida.ac.id/tools/sv388
scatter hitam