لم يتنازل عن استراتيجيته للسيطرة على أسواق الغاز الأوروبية

أمريكا مصممة على عرقلة مشروع بوتين الضخم

أمريكا مصممة على عرقلة مشروع بوتين الضخم


كتبت الباحثة دياني فرانسيس، في تقرير بموقع “ذا أتلانتيك كاونسل”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتنازل عن استراتيجيته الكبرى للسيطرة على أسواق الغاز الأوروبية، ولتحقيق ذلك يتعين عليه استكمال خط أنابيب الغاز الروسي إلى ألمانيا “نورد ستريم 2».
وتستمر منذ سنوات المعارضة الشرسة لمشروع “نورد ستريم 2”، لكن في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، أوقفت العقوبات الأمريكية الصارمة فجأة هذا المشروع، الذي استغرق سنوات ومليارات الدولارات، والذي كان في مراحله الأخيرة، 160 كيلومتراً فقط من خط الأنابيب تحت الماء.
 رهان بوتين
وتُشير الباحثة إلى الاعتراضات على المشروع من الاتحاد الأوروبي وواشنطن، لأنه سيسمح لشركة غازبروم الروسية بالسيطرة عل السوق الأوروبية، وتجاوز أنظمة توصيل الغاز في أوكرانيا، وبيلاروسيا، ما يقوض سيادتهما.
ولكن رغم فرض العقوبات الأمريكية في أواخر العام الماضي، إلا أن بوتين لم يتراجع بل ضاعف الرهان حتى مع المخاطر.
وعقب انسحاب مقاول “نورد ستريم 2” خوفاً من العقوبات في مارس (آذار) الماضي، قررت  “غازبروم” نشر نوع آخر أكثر خطورة من السفن المتخصصة في مد خطوط الأنابيب، وتقدمت الشركة بطلب الحصول على تصريح خاص من الدنمارك، باعتبارها صاحبة الولاية القضائيــة في المنطقة غير المكتملة من خط الأنابيب، ولكن المدافعين عن البيئة، وكذلك المعارضين الأوروبيين والأمريكيين للمشروع، تجاهلوا ذلك الطلب.  وفي بداية مايو (آيار) الجاري، ضاعفت روسيا ضغوطها عندما وصلت “أكاديمك تشيرسكي”، السفينة الثانية المملوكة لـ “غازبروم”، إلى بحر البلطيق لاستكمال مد خط الأنابيب في البحر، الأمر الذي يؤكد أن المشروع لايزال يمثل أولوية لدى موسكو رغم العقوبات الأمريكية على روسيا.

العقوبات الأمريكية
ولكن الباحثة توضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ صرح السناتور تيد كروز الذي يتبنى فرض العقوبات الأمريكية على مشروع “نورد ستريم 2” في مقابلة أخيراً، أن العقوبات الأمريكية ستطبق على أي سفينة أو أي مالك يحاول إنهاء مهمة البنية التحتية لخط الأنابيب، إذ تهدف الولايات المتحدة إلى عرقلة استكمال هذا المشروع بشكل دائم.
وحض كروز الرئيس الأمريكي على فرض عقوبات ضد”غازبروم” إذا أنجزت سفينة “أكاديمك تشيرسكي” خط الأنابيب، ومنع طاقم السفينة من دخول الولايات المتحدة وحظر جميع أصولهم.
وتقضي العقوبات التي صادقت عليها الولايات المتحدة، بفرض عقوبات قانونية، واقتصادية ساحقة، ضد أي شركة تحاول بناء سلاح بوتين للطاقة ببيع أو تأجير أو تسهيل المعاملات الخادعة لتوفير السفن التي تعمل في مد خط أنابيب “نورد ستريم 2”، إلى جانب تجميد أصول العاملين في تلك السفن والشركات ومنعهم من دخول الولايات المتحدة.
   
سمعة روسيا على المحك
وتحذر الباحثة من خطورة العقوبات الأمريكية، بيد أن سمعة بوتين باتت على المحك باعتباره اللاعب الماهر للشطرنج الجيوسياسي، فضلاً عن عشرات المليارات من الدولارات التي استثمرت في مشروع خط الأنابيب.
ومع ذلك، لا خيارات قابلة للتطبيق لدى موسكو الآن، والخطوة الوحيدة المتبقية هي المضي في تحدي العقوبات التي ستؤثر سلباً على الكثيرين في المستويات العليا للمؤسسة الروسية.
وإلى ذلك، يواجه “نورد ستريم 2” المزيد من الإشكاليات في ما يتعلق بطلب الإعفاء من قواعد الاتحاد الأوروبي من خطوط الأنابيب التي تربط الكتلة بالدول غير الأعضاء، وتشمل هذه المتطلبات أشياء مثل الشفافية وفصل الملكية بين المالكين والموردين، ولم توافق “غازبروم” على أي منهما، ولذلك من المتوقع أن يرفض الألمان طلب الإعفاء.
مع رفض الولايات المتحدة تخفيف موقفها من مشروع “نورد ستريم2”، ترى الكاتبة أن حيلة بوتين للحصول على نفوذ إضافي للطاقة على أوروبا، في حالة يرثى لها.  وفي الوقت نفسه، ينهار الاقتصاد الروسي تحت وطأة جائحة كورونا، وانهيار أسعار الطاقة العالمية، إضافة إلى العقوبات المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا، وتجميد خططه ليصبح رئيسياً مدى الحياة.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot