وحدة الحزب أملت القرار:

أوباما يدعم بايدن: ليس بديهيا كما يبدو ...!

أوباما يدعم بايدن: ليس بديهيا كما يبدو ...!

-- يبدو أن بايدن تخلى عن الترشّح عام 2016 بسبب تدخلات رئيسه السابق
-- عندما ينظر أوباما إلى ترشيح صديقه، يرى صفاته، ولكن أيضًا نقاط ضعفه
-- يريد أوباما تجديد شباب قيادة الحزب الديمقراطي لإعداد الخلافة
-- للرئيس السابق أسباب جيدة للتردد منها مخاوف صادقة تتعلق بصحة بايدن


    بالنسبة لمعظم المراقبين، كان من الواضح أن باراك أوباما سيصطف في نهاية المطاف خلف نائبه السابق. ومع ذلك...
   بنشر الفيديو، الذي أعلن فيه دعمه لبايدن ومشيدا بفضائله، اشار أوباما إلى أن اختيار بايدن كنائب للرئيس هو من أفضل قرارات رئاسته، وذكّر بالمساهمات العديدة للرجل الذي كان، لفترة من الوقت، منافسا في سباق الترشيح.
   أول رئيس أسود، اشاد بداية بالصفات الإنسانية لشخص عرف دائمًا كيف يتعافى من محنه الشخصية، وقدّم لنا صورة لرجل نزيه، أحسن استخلاص الدروس كلما تخطى الحواجز والعقبات التي اعترضته.
    وذكّـر أيضــــًا، في وقـــــت تمــر فيـــــه البــــــلاد بأزمـــــة غير مســـبوقة، أنه اســـتطاع التعويـــل على دعــــم هــذا المخضــــرم في مجلـــس الشــــيوخ خــــلال أزمـــة أش 1 إن 1 أو في مكافحــــة انتشــار فيـــــروس الإيبولا، مشــــددا على ان تجربـــــة بايـــدن وتقييمه ســتســاعدان الولايـــات المتحــــدة على الخـــروج من فترة مظلمـــة، والعــــودة إلــى الرخــــاء الاقتصادي.

   قبل هذا الإعلان، تجنّب باراك أوباما، بحكمة، وضع ثقله في الميزان. وقد سبق ان ذكرت اجتماعاته مع العديد من المرشحين ومناقشاته مع بيرني ساندرز قبل أن يعلن هذا الاخير انسحابه من السباق. لم يقتصر الأمر على احترام أوباما للتقاليد فحسب، ولكنه تجنب تفاقم الانقسامات داخل حزبه السياسي. ولعب ورقة الجامع والموحّد يناسبه بشكل جيد، وكان فقط ينتظر اللحظة المناسبة ليدخل غمار الحرب.
   وإذا بدا أن الإعلان عن دعمه امر طبيعي، لا بد من التذكير أنه رغم العلاقة الودية المخلصة بين الرجلين، فإن علاقتهما لم تكن دائمًا سهلة أو متناغمة. وإذا يجد البعض سعادة في ترويج الصور التي تعطي انطباعًا بمشاهدة طفلين أثناء العمل، فقد كانت الأمور أكثر تعقيدًا بعض الشيء.

   عند اختيار بايدن لمنصب نائب الرئيس، فضله أوباما على مترشحين أصغر سنا. وأعرب عن تقديره لخبرة ونصيحة شيخه (خاصة في السياسة الخارجية)، وهي ميزة لا يستهان بها، وكان مقتنعاً بأن بايدن،65 عاماً حينها، والمنزوي قليلاً، لن يستغل رصيده للاستعداد لإدارة حملة رئاسية.
  وأثبتت انتخابات 2016 و2020 عكس ذلك. فكّر جو بايدن بجدية في تحدي هيلاري كلينتون عام 2016، بينما عارضه أوباما. ومنذ الإعلان عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2020، تذرع بايدن مرارًا بإرث أوباما ومساهماته الخاصة في إنجازات الإدارة.

   بالإضافة إلى حقيقة أن بايدن لم يضع طموحاته الرئاسية أبدًا في الثلاجة، فإن مقالًا، نشر العام الماضي على موقع نيويورك تايمز، يسلط الضوء على رهانات أخرى يمكن، ولا تزال، تفسر عوامل الانزعاج في العلاقة بين الرجلين.
   منذ بداية علاقتهما، اختلف أوباما وبايدن في وجهات نظرهما حول الدور الذي سيلعبه الأخير. أراد بايدن أن يكون وزيراً للخارجية، ونحن نعلم الآن أن الوظيفة كانت مخصصة لهيلاري كلينتون. وسيبقى أوباما حذراً تجاه بايدن طوال فترة ولايته الأولى.

   وتفيد صحيفة التايمز أيضًا، أن عدم ثقة أو تحفظات أوباما بشأن بايدن كانت متجذرة في الموقف المتعالي للرجل الذي كان سيصبح حليفًا.
ففي مقابلة مع نيويورك أوبزرفر عام 2007، قال بايدن، الذي يرتكب زلات بانتظام، إن أوباما كان أول رجل أسود ذكي وبليغ ومناسب لممارسة السياسة بالطريقة التقليدية ...
   خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، طور الثنائي أوباما وبايدن رابطة حقيقية، كانت صداقتهما قوية، لكن طموح بايدن ساعد دائمًا في تعقيد الأمور.
 وإذا تعلم أوباما أن يحب ويقدر صفات شريكه، فقد كان يشك دائمًا في قدرته على الترشح للرئاسة.

   ويبدو ان بايدن تخلى عن الترشيح عام 2016 بسبب تدخلات رئيسه السابق. فقد كان أوباما مقتنعاً بأن كلينتون ستكون في وضع أفضل لمتابعة سياساته وأن فرصها في الفوز كانت أكبر. بالإضافة إلى ذلك، كان بايدن قد فقد حينها ابنه وخشي أوباما من أن يكون مضطربا نفسيا للغاية لإدارة حملة طويلة.
   مرة أخرى، في العام الماضي، زعم أن أوباما حاول ثني صديقه. ووفقا لمقربين من الرجلين، أعرب الرئيس السابق عن تحفظاته بهذه الكلمات: “لست مطالبا بالقيام بذلك جو، أنت لن تفعل ذلك حقا».

   نادرا ما سمح باراك أوباما لمشاعره بتوجيه قراراته، وسبق ان انتقده البعض بسبب جانبه العقلاني الصارم، ولكن، عندما ينظر إلى ترشيح صديقه، يرى صفاته، وأيضًا نقاط ضعفه. والى المخاوف الصادقة حول العواقب التي يمكن أن تحدثها حملة قاسية على صحة بايدن، يضيف أوباما اعتبارًا أقل شخصنة:
 إنه يريد تجديد شباب قيادة الحزب الديمقراطي، لإعداد جيل جديد للخلافة.

   بين اليوم ونوفمبر، سيفعل باراك أوباما كل ما بوسعه لدعم بايدن وحشد القوات. لن يدخر جهدا، ونحن نعلم مسبقا أن ميشيل ستكون بجانبه. وإذا أصبح دعمه حقيقة منذ الإعلان عنه، اعلموا أن هذا الدعم لم يكن بديهيا، وأن الرئيس السابق اعتبر أن لديه أسبابًا جيدة للتردد... قليلة هي الأشياء البسيطة، في السياسة، لا سيما الصداقة ...
أستاذ تاريخ، ومحاضر، ومعلق سياسي كندي مختص في السياسة والتاريخ الامريكيين

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot