تكتيك الدفاع يتيح لقوة أضعف إنزال خسائر فادحة بالمهاجمين

أوكرانيا تتبنى التراجع الدفاعي بمواجهة الهجوم الروسي

أوكرانيا تتبنى التراجع الدفاعي بمواجهة الهجوم الروسي


في ذروة قتال أوكرانيا ضد روسيا، عندما طرد جيشها القوات الروسية من شمال شرق البلاد، علق قائد الشرطة العلم الأوكراني بفخر على المبنى الحكومي لمدينته الصغيرة التي حررت للتو.
وبعد ذلك بعام ونصف عام، كان الشرطي أوليكسي خاركيفسكي يندفع بين الأنقاض المحترقة لمدينة فوفتشانسك، الأسبوع الماضي لإجلاء ما تبقى من سكانها القليلين في الوقت الذي تطبق القوات الروسية عليها. وعن التقدم الروسي، تنقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن خاركيفسكي الذي عاد إلى المنطقة «في كل مكان يدخلونه يسوونه بالأرض» في سياق سياسة الأرض المحروقة، لتبدأ عملية إجلاء للسكان هي الأوسع منذ الأشهر الأولى للحرب. 
وتغلغلت القوات الروسية عبر الحدود بين روسيا وأوكرانيا هذا الشهر، واندفعت نحو خاركيف ثاني كبريات المدن الأوكرانية التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون شخص.
ويقول محللون عسكريون إن القوات الروسية تفتقر إلى ما يكفي من الجنود للاستيلاء على المدينة، لكن يمكنها أن تتقدم إلى أماكن تكون على مرمى مدفعيتها، مما يستبب بتدفق كبير للاجئين.

تشتيت القوات الأوكرانية
ومن الناحية العسكرية، يبدو أن التوغل يهدف إلى تشتيت القوات الأوكرانية التي تعاني أصلاً توسعاً في الانتشار ونقصاً في العتاد، وذلك من طريق حملها على تحويل قوات من منطقة الدونباس في شرق البلاد، التي من المحتمل أنها لا تزال هدفاً لهجوم روسي هذا الصيف.
كما أن التوغل يترك تأثيراً مزعزعاً، عبر الدفع بآلاف السكان الخائفين واليائسين من منطقة الحدود، إلى مناطق أعمق من البلاد. وبعد أكثر من أسبوع على القتال الشرس، تراجع الجيش الأوكراني إلى مواقع أكثر تحصيناً على مسافة خمسة أميال من الحدود، التي يثبتون فيها منذ أيام. وهناك مواقع أكثر تحصيناً – من الخنادق والمكعبات الإسمنتية المعيقة لتقدم الدبابات وملاجئ- في الخلف. 
ويقول مسؤولون إقليميون إن الهجوم قد تسبب بنزوح 8 آلاف شخص. وتبذل جهود محمومة لإجلاء كبار السن من البلدات والقرى الواقعة على طريق التقدم الروسي.
وهرب الكثيرون من قرى تقع أمام الخطوط الدفاعية، وهي منطقة تشهد مناوشات وكمائن، وتتعرض لقصف روسي مكثف.
وعلى رغم أنه ليس استراتيجية مثالية، فإن تكتيك الدفاع أثناء التراجع بخطوات بطيئة، يتيح لقوة أضعف إنزال خسائر فادحة بالمهاجمين. أما بالنسبة لأولئك الذين هم في موقع الهجوم، فيتعين عليهم اقتحام صف من المواقع بعد صف خلال تقدمهم، معرضين أنفسهم كي يكونوا بلا غطاء ويصيرون عرضة للقصف المدفعي.
وأوكرانيا التي تعاني من عدم امتلاكها ما يكفي من القوات بينما تأخرت عملية التعبئة أشهراً عدة بسبب النقص في الذخائر ولتأخير الكونغرس قانون الإنفاق، قد استخدمت هذه الاستراتيجية من قبيل الضرورة بعد استيلاء القوات الروسية على أفدييفكا في فبراير (شباط).

الجانب الخطأ
ويأتي ذلك بالطبع على حساب أجزاء من الأرض، وتعتبر من سوء حظ أولئك الذين يعيشون على الجانب الخطأ من التحصينات، التي من المحتمل أن يلجأ إليها الأوكرانيون.
والقرى المنتشرة حول غابات الصنوبر شمال خاركيف، هي عبارة عن خليط خلاب من المنازل المكونة من طابق واحد ذات الألوان الزاهية، مع حدائق مزروعة حديثاً.
وقال رئيس أركان كتيبة العمليات في اللواء الـ13 الأوكراني الكابتن بيترو ليفكوفسكي: «تغيرت تكتيكات الروس جذرياً مقارنة مع 2022»،  وأضاف أنه وقتذاك «كانوا يأتون في أرتال، سائرين إلى خاركيف، لأنهم كانوا يعتقدون أنه سيتم الترحيب بهم».
وأشار ليفكوفسكي إلى أنه في هذا الشهر، أذن القصف المدفعي العنيف على طول الحدود، ببدء الهجوم الأخير.
وقال: «إنهم يقصفون بالمدفعية من مسافات بعيدة، ويدمرون كل شيء، ومن ثم يهاجمون بمجموعات صغيرة، لكن بأعداد كبيرة، من اتجاهات مختلفة».
وحتى مع اضطرار مواطنيها إلى الإخلاء، دافعت الحكومة الأوكرانية عن استراتيجية التراجع إلى الخطوط الدفاعية، ولقد تقدمت روسيا لمسافة تزيد على 50 ميلاً مربعاً واستولت على نحو 12 قرية، بات العديد منها الآن تحت الأنقاض. والجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الروسي لم يجتز الخط الدفاعي الأول، إلى ما بعد هذه القرى.

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot