رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
في ظل سيادة مبتورة:
أوكرانيا: المتغير الأوليغارشي...!
-- منح الجنسية لأكثر من 240 ألف أوكراني من الشرق، يعكس عدم اهتمام الكرملين بسلام حقيقي مع أوكرانيا
-- هنا، أكثر من أي مكان آخر، يُنظر إلى سبوتنيك V من منظور جيوسياسي
-- يكمن الأمل الوحيد للرئيس الأوكراني في التعبئة النهائية لإدارة بايدن ضد التدخل الروسي في أوكرانيا
-- ترفض أوكرانيا اللقاح الروسي لأسباب سياسية، فالارتباط بالغرب يشمل أيضًا التطعيم
-- شن حرب على الأوليغارشية أمر مكلف، وعلى إمبراطوريات الإعلام تدمِّر الثقة في الحكام
مثل العديد من الدول الأوروبية، تشهد أوكرانيا حاليًا موجة ثالثة من الفيروس أسوأ من سابقتها بســـــبب العـــدد الكبير من الحالات الخطيرة والقاتلة.
هذا البلد الذي يبلـــغ عـــدد سكانه 44 مليون شخص، سجّل 30 ألف حالــــة وفــاة، مع أنه عام 2020، اتخذت أوكرانيــا عمليات حجر صحي مشددة وفعالة على الحدود إلى جانب قيود فردية.
ولكن، وكما هو الحال في أي مكان آخر، كشفت أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” وأعادت إحياء نقاط الضعف في البلاد: حيث يعاني نظامها الصحي من أزمة ميزانية، ومن سوء تخصيص الموارد، ومن الفساد.
الوباء ونقاط ضعف الدولة الأوكرانية
تعاني المستشفيات العامة، البالغ عددها 240 مستشفى في البلاد، من نقص العاملين؛ ورواتب الممرضات والأطباء من بين الأدنى في أوروبا، مما تسبب في هجرة بعض الشباب المدربين إلى بولندا أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر؛ لقد دمر وباء الإيدز والسل بلدًا يبلغ مؤمل الحياة فيه 67 عامًا للرجال.
بالنسبة للفساد، فإن أفضل مثال هو إيليا يميتس، وزير الصحة السابق في فريق فولوديمير زيلينسكي، الذي اضطر إلى الاستقالة بعد فضيحة: أراد تعيين أحــد أقاربــــه للمشتريات العمومية للمعدات الطبية. علما ان بعض شركات الأدوية تحجم على الاقامة في أوكرانيا خوفًا من الفساد... باختصار، تفاقم الضعف الصحي بسبب ضعف الإدارة والميزانية.
لقد أظهرت أزمة كوفيد-19 أيضًا، عيوب الدولة الأوكرانية في مواجهة الوباء حيث تأخرت حملة التطعيم ولم تبدأ الا في 24 فبراير. كما هناك عدم ثقة كبير، سواء تجاه السلطات أو تجاه اللقاح: في الواقع، في بداية شهر يناير، يرفض واحد من كل اثنين من الأوكرانيين التطعيم حتى لو كان اللقاح مجانيًا.
وفي هذا السياق، تسعى السلطات للحصول على اللقاحات، ولكن ليس بأي ثمن: على عكس مولدوفا المجاورة، وخلافًا لرغبات العديد من الدول الأوروبية، ترفض أوكرانيا من حيث المبدأ الترخيص للقاح سبوتنيك V مفضلة استرا زينيكا لأسباب سياسية، فالارتباط بالغرب يشمل أيضًا التطعيم. وكذلك الانقسامات الداخلية: رغم رفضهم منذ فترة طويلة الاقرار بأن كوفيد-19 قد أثر عليهم، فإن القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، يقبلون باللقاح الروسي. هنا، أكثر من أي مكان آخر، يُنظر إلى سبوتنيك V من منظور جيوسياسي.
التدخل الروسي أو
سيادة أوكرانيا المبتورة
ضربت أزمات عام 2020 بلدًا ضعيفا أصلا جرّاء أزمات 2014 و2015. ورغم أن الأوروبيين أصيبوا بـ “الإرهاق الأوكراني”، فان العمليات الحربية تستمر في الجزء الشرقي من البلاد، والوضع الجيوسياسي الراهن في صالح موسكو: ان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المتمردتان والمعلنتان من جانب واحد، لم يتم دمجهما في حياة البلاد. وتتطور شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في مارس 2014، حسب مسار متباين بشكل متزايد مع حياة المجتمع الوطني الأوكراني؛ والمبادرات القوية التي اتخذها الأوروبيون مجمّدة، فرغم تجديد العقوبات ضد روسيا بانتظام، فإن صيغة نورماندي لا تؤدي إلى نتائج ملموسة في استعادة السيادة الأوكرانية على كامل أراضي الجمهورية.
إن المسار السياسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، هو على شاكلة معركته ضد التدخل الروسي: بما أنه قام بحملته الانتخابية على إبرام السلام في دونباس، تحصل على إطلاق سراح العديد من السياسيين المحتجزين في روسيا في سبتمبر وديسمبر 2019، إلا أنه اليوم عالق في علاقاته مع روسيا. في الواقع، لم تتردد موسكو في منح الجنسية، منذ قانون عام 2019، لأكثر من 240 ألف أوكراني من الشرق سيكونون قادرين على انتخاب نواب في مجلس الدوما اعتبارًا من سبتمبر.
ويبدو أن هذا الإجراء، من بين أشياء أخرى، يعكس عدم اهتمام الكرملين بسلام حقيقي مع أوكرانيا، كما فعل في الماضي في صراعات انفصالية أخرى، في جورجيا أو مولدوفا. ويكمن الأمل الوحيد للرئيس الأوكراني، في التعبئة النهائية لإدارة بايدن ضد التدخل الروسي في أوكرانيا.
في المسائل الاستراتيجية، وكذلك في الشؤون الصحية والميزانية، فإن لأوكرانيا سيادة مشوهة ومبتورة: فهي لا تتحكم في مصائرها، وعناصر صمودها محدودة للغاية، ومرتهنة للجهات الفاعلة الخارجية.
أوكرانيا تواجه
فيروس الأوليغارشية
في مواجهة تدهور الوضع الصحي والعلاقات مع روسيا، يبدو أن الأوليغارشية تحسن التكيّف. والمتغيّر الأوليغارشي الأوكراني يصعب القضاء عليه، فهو مقاوم وصامد أمام العديد من التحديات.
تم انتخاب فولوديمير زيلينسكي، أبريل 2019، ليكرّس سياسة مناهضة للأوليغارش والفساد. في مسلسل “خادم الشعب”، كان البطل الرئيسي، الذي لعبه زيلينسكي، فاسيل هولوبورودكو، مدرسًا بسيطًا، ورجلًا عاديًا، ورجلًا من الشعب كان محظوظًا بما يكفي لحكم البلاد لتصويب النخب القديمة. وكان في حوزة هذا المرشح الفيجيتال (الذي طغت حملته الرقمية على الحملة الفعلية) تفويضًا واضحًا للانفصال عن نظام الأوليغارشية، تمامًا مثل العديد من أسلافه.
لكن الإمبراطوريات المالية تسعى دائمًا إلى الحفاظ على قبضتها على النظام السياسي بخلق الاحتكارات، والسيطرة على وسائل الإعلام، أو التأثير على نواب ومسؤولين.
ومنذ عمليات الخصخصة الكبرى في التسعينات، شهدت هذه المجموعات الاقتصادية تطور مكانتها، الا ان إضعافها -أو بالأحرى انفصالها عن النظام السياسي -لم يكتمل. وأُجبر فولوديمير زيلينسكي على التعايش، أو بالأحرى على اتباع سياسة على مسافة واحدة مع عدد منهم: بينما كان يشتبه في أن أوليغارش أو اثنين كانا وراء صعوده، لم يبرز أوليغارش مفضل في الولاية الرئاسية الحالية.
ففي هذا السياق، المرتبط بالعوامل الداخلية، وبتطور علاقات القوة الدولية (التوتر الجديد بين الولايات المتحدة والأوروبيين مع روسيا)، يجب أن نفهم العقوبات المفروضة ضد عدد من الأوليغارش. يمكن للرئيس زيلينسكي الاعتماد على مجلس الأمن القومي والدفاع، للقيام بهذا العمل الخاص بإزالة الأوليغارشية.
أول شخص تم استهدافه هو فيكتور ميدفيدشوك، الرئيس السابق للإدارة الرئاسية في كوتشما، والصديق المقرب لفلاديمير بوتين.
لئن انحاز ميدفيدشوك إلى جانب زيلينسكي ضد بوروشنكو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عبر قنواته التلفزيونية، فإنه انقلب على الرئيس الحالي. وباستهداف هذا الأخير، من خلال ربط بوروشنكو وميدفيدشوك بصفقة خصخصة شركة نفطية، يحرم زيلينسكي الرئيس السابق من وضعه كأول وطني. أما إيغور كولومويسكي، المشتبه في قيامه بغسل أموال في الولايات المتحدة سبق اختلاسها من أكبر بنك أوكراني “بريفات”، فقد استُهدف هو نفسه من قبل عقوبات أمريكية قررها أنتوني بلينكين “حظر الإقامة في الولايات المتحدة».
إن شن حرب على الأوليغارشية أمر مكلف: الحرب مع الإمبراطوريات الإعلامية تدمر الثقة في الحكام، كما حدث في الماضي. ولكي يتموقع كزعيم للمعسكر المؤيد لأوروبا، يجب عليه أن يحجب سلفه من خلال توريطه مع قناة بوتين في أوكرانيا، ميدفيدشوك.
يمكن القول، إنه في غاية الصعوبة الفوز على أوليغارشيين مثل كولومويسكي وبوروشينكو وميدفيدشوك، غير أنه من الناحية الانتخابية، ستكون فرص البقاء أقل إذا امتنع عن مواجهتهم.
* أستاذ محاضر في معهد الدراسات السياسية في باريس، وأستاذ سابق للعلوم السياسية في جامعة موسكو.
**الأمين العام لـ مركز البحوث في معهد العلوم السياسية، وأستاذ محاضر في معهد العلوم السياسية في باريس، باحث مشارك في المركز الجغراسياسي للمدرسة العليا للتجارة.
-- هنا، أكثر من أي مكان آخر، يُنظر إلى سبوتنيك V من منظور جيوسياسي
-- يكمن الأمل الوحيد للرئيس الأوكراني في التعبئة النهائية لإدارة بايدن ضد التدخل الروسي في أوكرانيا
-- ترفض أوكرانيا اللقاح الروسي لأسباب سياسية، فالارتباط بالغرب يشمل أيضًا التطعيم
-- شن حرب على الأوليغارشية أمر مكلف، وعلى إمبراطوريات الإعلام تدمِّر الثقة في الحكام
مثل العديد من الدول الأوروبية، تشهد أوكرانيا حاليًا موجة ثالثة من الفيروس أسوأ من سابقتها بســـــبب العـــدد الكبير من الحالات الخطيرة والقاتلة.
هذا البلد الذي يبلـــغ عـــدد سكانه 44 مليون شخص، سجّل 30 ألف حالــــة وفــاة، مع أنه عام 2020، اتخذت أوكرانيــا عمليات حجر صحي مشددة وفعالة على الحدود إلى جانب قيود فردية.
ولكن، وكما هو الحال في أي مكان آخر، كشفت أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” وأعادت إحياء نقاط الضعف في البلاد: حيث يعاني نظامها الصحي من أزمة ميزانية، ومن سوء تخصيص الموارد، ومن الفساد.
الوباء ونقاط ضعف الدولة الأوكرانية
تعاني المستشفيات العامة، البالغ عددها 240 مستشفى في البلاد، من نقص العاملين؛ ورواتب الممرضات والأطباء من بين الأدنى في أوروبا، مما تسبب في هجرة بعض الشباب المدربين إلى بولندا أو الولايات المتحدة أو أي مكان آخر؛ لقد دمر وباء الإيدز والسل بلدًا يبلغ مؤمل الحياة فيه 67 عامًا للرجال.
بالنسبة للفساد، فإن أفضل مثال هو إيليا يميتس، وزير الصحة السابق في فريق فولوديمير زيلينسكي، الذي اضطر إلى الاستقالة بعد فضيحة: أراد تعيين أحــد أقاربــــه للمشتريات العمومية للمعدات الطبية. علما ان بعض شركات الأدوية تحجم على الاقامة في أوكرانيا خوفًا من الفساد... باختصار، تفاقم الضعف الصحي بسبب ضعف الإدارة والميزانية.
لقد أظهرت أزمة كوفيد-19 أيضًا، عيوب الدولة الأوكرانية في مواجهة الوباء حيث تأخرت حملة التطعيم ولم تبدأ الا في 24 فبراير. كما هناك عدم ثقة كبير، سواء تجاه السلطات أو تجاه اللقاح: في الواقع، في بداية شهر يناير، يرفض واحد من كل اثنين من الأوكرانيين التطعيم حتى لو كان اللقاح مجانيًا.
وفي هذا السياق، تسعى السلطات للحصول على اللقاحات، ولكن ليس بأي ثمن: على عكس مولدوفا المجاورة، وخلافًا لرغبات العديد من الدول الأوروبية، ترفض أوكرانيا من حيث المبدأ الترخيص للقاح سبوتنيك V مفضلة استرا زينيكا لأسباب سياسية، فالارتباط بالغرب يشمل أيضًا التطعيم. وكذلك الانقسامات الداخلية: رغم رفضهم منذ فترة طويلة الاقرار بأن كوفيد-19 قد أثر عليهم، فإن القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، يقبلون باللقاح الروسي. هنا، أكثر من أي مكان آخر، يُنظر إلى سبوتنيك V من منظور جيوسياسي.
التدخل الروسي أو
سيادة أوكرانيا المبتورة
ضربت أزمات عام 2020 بلدًا ضعيفا أصلا جرّاء أزمات 2014 و2015. ورغم أن الأوروبيين أصيبوا بـ “الإرهاق الأوكراني”، فان العمليات الحربية تستمر في الجزء الشرقي من البلاد، والوضع الجيوسياسي الراهن في صالح موسكو: ان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المتمردتان والمعلنتان من جانب واحد، لم يتم دمجهما في حياة البلاد. وتتطور شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في مارس 2014، حسب مسار متباين بشكل متزايد مع حياة المجتمع الوطني الأوكراني؛ والمبادرات القوية التي اتخذها الأوروبيون مجمّدة، فرغم تجديد العقوبات ضد روسيا بانتظام، فإن صيغة نورماندي لا تؤدي إلى نتائج ملموسة في استعادة السيادة الأوكرانية على كامل أراضي الجمهورية.
إن المسار السياسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، هو على شاكلة معركته ضد التدخل الروسي: بما أنه قام بحملته الانتخابية على إبرام السلام في دونباس، تحصل على إطلاق سراح العديد من السياسيين المحتجزين في روسيا في سبتمبر وديسمبر 2019، إلا أنه اليوم عالق في علاقاته مع روسيا. في الواقع، لم تتردد موسكو في منح الجنسية، منذ قانون عام 2019، لأكثر من 240 ألف أوكراني من الشرق سيكونون قادرين على انتخاب نواب في مجلس الدوما اعتبارًا من سبتمبر.
ويبدو أن هذا الإجراء، من بين أشياء أخرى، يعكس عدم اهتمام الكرملين بسلام حقيقي مع أوكرانيا، كما فعل في الماضي في صراعات انفصالية أخرى، في جورجيا أو مولدوفا. ويكمن الأمل الوحيد للرئيس الأوكراني، في التعبئة النهائية لإدارة بايدن ضد التدخل الروسي في أوكرانيا.
في المسائل الاستراتيجية، وكذلك في الشؤون الصحية والميزانية، فإن لأوكرانيا سيادة مشوهة ومبتورة: فهي لا تتحكم في مصائرها، وعناصر صمودها محدودة للغاية، ومرتهنة للجهات الفاعلة الخارجية.
أوكرانيا تواجه
فيروس الأوليغارشية
في مواجهة تدهور الوضع الصحي والعلاقات مع روسيا، يبدو أن الأوليغارشية تحسن التكيّف. والمتغيّر الأوليغارشي الأوكراني يصعب القضاء عليه، فهو مقاوم وصامد أمام العديد من التحديات.
تم انتخاب فولوديمير زيلينسكي، أبريل 2019، ليكرّس سياسة مناهضة للأوليغارش والفساد. في مسلسل “خادم الشعب”، كان البطل الرئيسي، الذي لعبه زيلينسكي، فاسيل هولوبورودكو، مدرسًا بسيطًا، ورجلًا عاديًا، ورجلًا من الشعب كان محظوظًا بما يكفي لحكم البلاد لتصويب النخب القديمة. وكان في حوزة هذا المرشح الفيجيتال (الذي طغت حملته الرقمية على الحملة الفعلية) تفويضًا واضحًا للانفصال عن نظام الأوليغارشية، تمامًا مثل العديد من أسلافه.
لكن الإمبراطوريات المالية تسعى دائمًا إلى الحفاظ على قبضتها على النظام السياسي بخلق الاحتكارات، والسيطرة على وسائل الإعلام، أو التأثير على نواب ومسؤولين.
ومنذ عمليات الخصخصة الكبرى في التسعينات، شهدت هذه المجموعات الاقتصادية تطور مكانتها، الا ان إضعافها -أو بالأحرى انفصالها عن النظام السياسي -لم يكتمل. وأُجبر فولوديمير زيلينسكي على التعايش، أو بالأحرى على اتباع سياسة على مسافة واحدة مع عدد منهم: بينما كان يشتبه في أن أوليغارش أو اثنين كانا وراء صعوده، لم يبرز أوليغارش مفضل في الولاية الرئاسية الحالية.
ففي هذا السياق، المرتبط بالعوامل الداخلية، وبتطور علاقات القوة الدولية (التوتر الجديد بين الولايات المتحدة والأوروبيين مع روسيا)، يجب أن نفهم العقوبات المفروضة ضد عدد من الأوليغارش. يمكن للرئيس زيلينسكي الاعتماد على مجلس الأمن القومي والدفاع، للقيام بهذا العمل الخاص بإزالة الأوليغارشية.
أول شخص تم استهدافه هو فيكتور ميدفيدشوك، الرئيس السابق للإدارة الرئاسية في كوتشما، والصديق المقرب لفلاديمير بوتين.
لئن انحاز ميدفيدشوك إلى جانب زيلينسكي ضد بوروشنكو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عبر قنواته التلفزيونية، فإنه انقلب على الرئيس الحالي. وباستهداف هذا الأخير، من خلال ربط بوروشنكو وميدفيدشوك بصفقة خصخصة شركة نفطية، يحرم زيلينسكي الرئيس السابق من وضعه كأول وطني. أما إيغور كولومويسكي، المشتبه في قيامه بغسل أموال في الولايات المتحدة سبق اختلاسها من أكبر بنك أوكراني “بريفات”، فقد استُهدف هو نفسه من قبل عقوبات أمريكية قررها أنتوني بلينكين “حظر الإقامة في الولايات المتحدة».
إن شن حرب على الأوليغارشية أمر مكلف: الحرب مع الإمبراطوريات الإعلامية تدمر الثقة في الحكام، كما حدث في الماضي. ولكي يتموقع كزعيم للمعسكر المؤيد لأوروبا، يجب عليه أن يحجب سلفه من خلال توريطه مع قناة بوتين في أوكرانيا، ميدفيدشوك.
يمكن القول، إنه في غاية الصعوبة الفوز على أوليغارشيين مثل كولومويسكي وبوروشينكو وميدفيدشوك، غير أنه من الناحية الانتخابية، ستكون فرص البقاء أقل إذا امتنع عن مواجهتهم.
* أستاذ محاضر في معهد الدراسات السياسية في باريس، وأستاذ سابق للعلوم السياسية في جامعة موسكو.
**الأمين العام لـ مركز البحوث في معهد العلوم السياسية، وأستاذ محاضر في معهد العلوم السياسية في باريس، باحث مشارك في المركز الجغراسياسي للمدرسة العليا للتجارة.