«نيوزويك»: ليس للولايات المتحدة مصالح مباشرة بتقويض الدولة فيها

أي دور لأمريكا والصين وروسيا لمنع حرب أهلية في السودان؟

 أي دور لأمريكا والصين وروسيا لمنع حرب أهلية في السودان؟

بعد توسط الولايات المتحدة في هدنة هشة بين الفصائل المتناحرة، وسط تقارير عن تزايد العنف في كل السودان، تتزايد المخاوف من حرب أهلية مع تداعيات واسعة على الدول الإفريقية المجاورة، وعلى الاستقرار العالمي.
وليس للولايات المتحدة مصالح مباشرة في السودان، بتقويض الدولة فيها، حسب تقرير لـ “نيوزويك»
ضرورة وقف القتالنقلت المجلة الأمريكية عن جاكلين بيرنز، محللة لدى مؤسسة راند للأبحاث، أن الدول المؤثرة على هوامش الصراع “تستطيع لعب دور فعال في إقناع الفصيلين المتناحرين بوقف القتال. ولكن إذا واصلت دعم مطالب تلك الفصائل وسيطرتها على حساب المدنيين، سيصبح الأمر مدمراً للسلام والاستقرار على المدى البعيد».
 
وأشار التقرير إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة، والسودان شابتها العقوبات لفترة طويلة، غير أنها تحسّنت بعد إبعاد الرئيس عمر البشير عن الحكم، وتوقيع معاهدة تاريخية لتقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين.
وبعد توقيع معاهدة سلام  في 2020 لإنهاء الصراع في دارفور، شطب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مقابل تعويض أسر ضحايا الإرهاب. كما أقام السودان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
 
لكن العلاقات بين البلدين عادت للسوء مجدداً في 2021، بعد إزاحة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي سرعان ما استقال بعد إعادة تنصيبه في بداية 2022. وتعليقاً على تجدد الصراعات في السودان، قالت بيرنز: “على الولايات المتحدة والشركاء الدوليين في السودان أن يتخلوا عن نهج واحد يناسب الجميع في عمليات السلام، إذ على الفصائل العسكرية أن تجتمع، وتقدم تنازلات، وتوقع اتفاقيات رسمية تشارك فيها مجموعة متنوعة من الأطراف المدنية المعنية في أضيق الحدود».
 
الموقف الصيني والروسي
ويرى التقرير أن الموقف أكثر تعقيداً، هو للصين وروسيا اللتان تنشطان في أفريقيا وتسعيان لتعزيز مصالحهما الاقتصادية والجيوسياسة فيها، أثناء تصاعد المعارك في الخرطوم، وغيرها من المناطق السودانية.
ويُذكر أن الوجود الروسي زاد في السودان في السنوات الماضية، إذ كان البشير داعماً لروسيا التي تستورد منها الخرطوم معظم أسلحتها. وأخيراً، التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف البرهان ودقلو في نهاية جولته الإفريقية، في فبراير (شباط) لتعزيز العلاقات مع الحكومة العسكرية الجديدة.
ونقلت “نيوزويك” عن سيرغي كوستيليانيتيس، رئيس معهد الدراسات الأفريقية للأكاديمية الروسية للعلوم، أن أي “إخلال بالاستقرار العسكري السياسي، والذي لا يُستَثنى منه ما يحدث في السودان، يشكل تهديداً للشؤون السياسية الحساسة مثل اتفاقيات إقامة قواعد عسكرية أجنبية، وستصبح روسيا أكبر الخاسرين، لأن الغرب سيستغل هذه الفرصة في إضعاف قبضة موسكو».
هذا، وقد أثر إغلاق المجال الجوي السوداني بالسلب على القدرات الروسية في إفريقيا الوسطى حيث نشرت موسكو مئات المستشارين العسكريين والمدنيين والشركات الخاصة.
 
تغلغل صيني 
وللصين كذلك مصالح اقتصادية كبيرة في كل أفريقيا، باستثناء مملكة إسواتيني الصغيرة، عبر مشاريع البنية التحتية المعروفة بـ “مبادرة الحزام والطريق».
كما ترتبط الصين بعلاقات تاريخية مع السودان الذي كان من أول ادول  جنوب الصحراء الكبرى التي تعترف بالصين الشعبية بعد أقل من عقد من تأسيسها في 1949. كما لعبت بكين دوراً مهماً في تطوير النفط هناك في تسعينيات القرن الماضي عبر مؤسسة البترول الوطنية الصينية.
وقال المحامي الصيني كاي تشو الذي يقدم استشارات حول التمويلات والدمج في إفريقيا لـ”نيوزويك” إن الصين “تدعم استقرار السودان، واستطاعت أن تظهر أنه آن الأوان لتلعب الدبلوماسية دوراً في الشرق الأوسط، خاصةً في التعاملات التجارية التي تولد قدرة تنظيمية لدى الطرفين».
وأضاف تشو أن الاحترام والحاجة المتبادلة سيمكنان الصين من لعب دور وسيط يرغب الطرفان المتناحران في الاستماع إليه.