إسرائيل تقترب من عملية عسكرية في الضفة الغربية

إسرائيل تقترب من عملية عسكرية في الضفة الغربية


يقترب الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في عدد من مدن الضفة الغربية المحتلة، وذلك في إطار سعيه لمنع تصعيد كبير في المستقبل إثر تنامي العمل العسكري المسلح في الآونة الأخيرة.
وقال تقرير نشره موقع “واللا” العبري، إن “العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة تأتي في إطار حالة التفكك والصراعات الداخلية التي تعيشها السلطة الفلسطينية والتي يمكن أن توجه نحو إسرائيل”، مبيناً أن الأموال الكبيرة التي تدفق لمناطق الضفة الغربية تساعد في تمويل عمليات تهريب الأسلحة.

وأشار الموقع العبري، نقلاً عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، إلى أن “المكافآت التي يحصل عليها منفذو العمليات المسلحة ضد إسرائيل أدت لإنشاء خلايا مسلحة بمدينتي جنين ونابلس”، متابعاً: “الجيش الإسرائيلي لا يجد أمامه خيار سوى القيام بعملية واسعة النطاق».
وقتل أكثر من 70 فلسطينياً من الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري خلال عمليات للجيش الإسرائيلي، فيما اعتقل الجيش المئات من الفلسطينيين والذين تتهمهم أجهزة الأمن بالعمل على تنفيذ عمليات مسلحة.

ومن شأن هذه العملية العسكرية، أن تؤدي إلى تعاظم نفوذ حركة حماس في الضفة الغربية، خاصة أنها ستؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، علاوة على أنها ستحقق هدف حماس بإشعال الأوضاع الأمنية بمدن الضفة بعيداً عن قطاع غزة.

وفي تقرير سابق لها، قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تولى اهتماماً كبيراً لمواجهة الحالة الأمنية بالضفة الغربية، مشيرة إلى أن ما يحدث بمدن الضفة يفوق التجاذبات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني أو تهديدات حزب الله اللبناني.

ووفق الصحيفة، تشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن “عمليات الحشد والتصعيد التي تشهدها المناطق الشمالية من الضفة الغربية قد تقود إلى انتفاضة شعبية عنيفة”، مضيفةً: “يتعين على المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التأهب حالياً لتطورات من هذا النوع ومحاولة منعها بشكل استباقي».
ووفق الصحيفة، فإن “المعلومات تشير إلى أن الحديث يجري عن حشود صغيرة تتشكل من شبان في سن العشرين، لم يشهدوا الانتفاضة الثانية أو المعاناة التي تعرض لها الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء».
ولفتت إلى أنه “ووفق المعلومات الاستخبارية المتوفرة فإن هؤلاء يخرجون من أجل تفريغ شحنات الغضب والإحباط التي يعانون منها؛ على خلفية فقدانهم الأمل والثقة في قيادتهم وفي أداء السلطة الفلسطينية».

وفي السياق، أكد المحلل السياسي، أليف صباغ، أن احتمالات إقدام الجيش الإسرائيلي على شن عملية عسكرية في الضفة الغربية تبدو كبيرة في الآونة الأخيرة، مشدداً على أن ذلك يتزامن مع زيادة التوتر الأمني بمدن الضفة.
وأوضح صباغ، لـ24، أن الأوضاع في الضفة الغربية في الوقت الحالي تشبه إلى حد قريب الأوضاع التي عاشها الفلسطينيون إبان انتفاضة الأقصى عام 2000، الأمر الذي يمثل مصدر قلق للمؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل.وأضاف صباغ “بتقديري في حال قرر المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل شن عملية عسكرية في الضفة الغربية، فإن ذلك سيكون بحاجة لموافقة الولايات المتحدة، التي تسعى بدورها لتهدئة التوتر بمدن الضفة».

وحسب المحلل السياسي، فإن “العملية الإسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة جداً من حيث القدرات العسكرية والمدن المستهدفة”، مبيناً إن إسرائيل تفضل الاستمرار بالوضع الحالي والمتمثل بملاحقة المطلوبين واعتقالهم أو تصفيتهم.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية ستكون تكلفتها عالية خاصة على المستوطنين، علاوة على أنها ستكون في مصلحة حركة حماس التي تسعى لنقل المواجهة مع إسرائيل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وبين صباغ، أن “إسرائيل تستعد لجميع السيناريوهات المتعلقة بالوضع الأمني في الضفة الغربية، وربما تقدم على تأجيل عمليتها العسكرية لوقت لاحق؛ إلا أن حالة الغليان الأمني التي تشهدها المدن الفلسطينية قد تعجل بشن العملية العسكرية”، وفق تقديره.